هذه ليست نكتة ولكنها حقيقة، ففي إيران يوجد مصنع لإنتاج الأعلام الأمريكية والإسرائيلية. المصنع حسب تقرير صحفي نشر أخيراً يقوم بإنتاج هذه الأعلام لبيعها على المتظاهرين الذين يقومون بإشعال النار فيها وسط مشهد احتفالي يعبرون من خلاله عن ضعفهم وعدم قدرتهم على فعل أي شيء إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة وتظهر تفوق الولايات المتحدة وإسرائيل.
التقرير يذكر أن هذا المصنع ينتج سنوياً 6 آلاف علم أمريكي وإسرائيلي يتم توزيعها على تجار التجزئة الذين يبيعون الواحد منها بدولارين.
طبعا الإقبال على شراء علمي أمريكا وإسرائيل ازداد في الفترة الأخيرة لسببين هما كثرة التظاهرات بمناسبة اغتيال قاسم سليماني والاحتفال بالذكرى 41 للثورة الإيرانية، والمناسبتان تستدعيان التعبير عن الغضب بإحراق هذين العلمين، وواقع الحال يدفع إلى توقع أن يزيد إنتاج هذا المصنع ليصل بعد قليل إلى 10 آلاف علم على الأقل، ذلك أن قرارات غير عادية اتخذها رئيس الولايات المتحدة أخيراً تهدف إلى إضعاف وتحجيم النظام الإيراني وقد يكون من بينها قرار بإسقاطه.
هنا معلومتان ليستا جديدتين لكنهما قد تعطيان موضوع مصنع الأعلام في إيران بعداً آخر، الأولى هي أن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي كان قد صرح خلال عهده في أكثر من مناسبة بأنه من غير الجائز وغير اللائق حرق أعلام الدول الأخرى وكان ينهى عن القيام بهذا الفعل ويسخر منه، والثانية هي أن عملية حرق الأعلام في المظاهرات بدأت – لو كانت هذه الرواية صحيحة – في الولايات المتحدة حيث يقال بأن المتظاهرين العرب الغاضبين لمحوا أثناء تظاهرهم ذات مرة في أحد شوارع واشنطن محلاً لبيع الأعلام وطلبوا من صاحبه اليهودي أن يبيعهم بعض الأعلام الفلسطينية ليرفعوها في المظاهرة فأخبرهم بأنه لا يتوفر لديه ذلك واقترح عليهم أن يشتروا بعض أعلام إسرائيل ويعبروا بغضبهم منها بحرقها أثناء المظاهرة، فراقت لهم الفكرة ونفذوها وبعدها صار تقليداً أساساً في كل المظاهرات التي ترفع فيها شعارات مناهضة لأمريكا وإسرائيل.
معلومة ثالثة يمكن إيرادها هنا عن ذكاء وخبرة التاجر الفارسي، حيث عمد إلى الاستفادة من فكر وعاطفة ومزاج المتظاهرين فبادر بإنشاء مصنع لإنتاج أعلام أمريكا وإسرائيل وزاد من مدخوله وأرباحه، ووفر بذلك للمتظاهرين الإيرانيين ما يعينهم على التعبير عن غضبهم خصوصاً بعدما تبين له أن شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل التي يرفعونها دائماً في مظاهراتهم لا تعبر بقوة عن الذي يعتور في نفوسهم تجاه هاتين الدولتين.
المثير في موضوع المصنع أن أحداً من المخولين بإصدار الفتاوى في إيران لم يصدر فتوى بتحريم إنتاج أعلام «العدو» في إيران رغم أن المصنع يقع في بلدة قريبة من مسقط رأس الخميني ولم يصدر فتوى أو حتى رأي يحيي رأي وتوجه الرئيس خاتمي، وهذا يعني باختصار أن النظام الإيراني لا يهمه كل هذا وأن الذي يهمه فقط هو أن يتمكن المتظاهرون من التعبير عن غضبهم من أمريكا وإسرائيل، وأن يظل ذلك الغضب مقتصراً على هاتين الدولتين، ففي هذا تخفيف عن النظام يدركه مسؤولوه جيداً.
صاحب المصنع قال للصحفيين إن السنوات الأخيرة زاد فيها إنتاج الأعلام الأمريكية 3 أضعاف، وهذا يؤكد توجه النظام في حصر عملية إفراغ غضب المواطنين في إحراق أعلام أمريكا وإسرائيل ويؤكد تشجيعه لهم على ممارسة هذا السلوك وعدم السماح بإصدار أية فتوى تحرم إنتاج أعلام «العدو» في إيران.
معلومة مثيرة وردت في ذلك التقرير الصحفي عن مصنع الأعلام الأمريكية والإسرائيلية هي أنه يقوم أيضاً بإنتاج أعلام إيران والعراق. أما سبب إنتاج العلم الإيراني فمعلوم ومفهوم، ولكن لماذا يتم إنتاج العلم العراقي أيضاً؟
{{ article.visit_count }}
التقرير يذكر أن هذا المصنع ينتج سنوياً 6 آلاف علم أمريكي وإسرائيلي يتم توزيعها على تجار التجزئة الذين يبيعون الواحد منها بدولارين.
طبعا الإقبال على شراء علمي أمريكا وإسرائيل ازداد في الفترة الأخيرة لسببين هما كثرة التظاهرات بمناسبة اغتيال قاسم سليماني والاحتفال بالذكرى 41 للثورة الإيرانية، والمناسبتان تستدعيان التعبير عن الغضب بإحراق هذين العلمين، وواقع الحال يدفع إلى توقع أن يزيد إنتاج هذا المصنع ليصل بعد قليل إلى 10 آلاف علم على الأقل، ذلك أن قرارات غير عادية اتخذها رئيس الولايات المتحدة أخيراً تهدف إلى إضعاف وتحجيم النظام الإيراني وقد يكون من بينها قرار بإسقاطه.
هنا معلومتان ليستا جديدتين لكنهما قد تعطيان موضوع مصنع الأعلام في إيران بعداً آخر، الأولى هي أن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي كان قد صرح خلال عهده في أكثر من مناسبة بأنه من غير الجائز وغير اللائق حرق أعلام الدول الأخرى وكان ينهى عن القيام بهذا الفعل ويسخر منه، والثانية هي أن عملية حرق الأعلام في المظاهرات بدأت – لو كانت هذه الرواية صحيحة – في الولايات المتحدة حيث يقال بأن المتظاهرين العرب الغاضبين لمحوا أثناء تظاهرهم ذات مرة في أحد شوارع واشنطن محلاً لبيع الأعلام وطلبوا من صاحبه اليهودي أن يبيعهم بعض الأعلام الفلسطينية ليرفعوها في المظاهرة فأخبرهم بأنه لا يتوفر لديه ذلك واقترح عليهم أن يشتروا بعض أعلام إسرائيل ويعبروا بغضبهم منها بحرقها أثناء المظاهرة، فراقت لهم الفكرة ونفذوها وبعدها صار تقليداً أساساً في كل المظاهرات التي ترفع فيها شعارات مناهضة لأمريكا وإسرائيل.
معلومة ثالثة يمكن إيرادها هنا عن ذكاء وخبرة التاجر الفارسي، حيث عمد إلى الاستفادة من فكر وعاطفة ومزاج المتظاهرين فبادر بإنشاء مصنع لإنتاج أعلام أمريكا وإسرائيل وزاد من مدخوله وأرباحه، ووفر بذلك للمتظاهرين الإيرانيين ما يعينهم على التعبير عن غضبهم خصوصاً بعدما تبين له أن شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل التي يرفعونها دائماً في مظاهراتهم لا تعبر بقوة عن الذي يعتور في نفوسهم تجاه هاتين الدولتين.
المثير في موضوع المصنع أن أحداً من المخولين بإصدار الفتاوى في إيران لم يصدر فتوى بتحريم إنتاج أعلام «العدو» في إيران رغم أن المصنع يقع في بلدة قريبة من مسقط رأس الخميني ولم يصدر فتوى أو حتى رأي يحيي رأي وتوجه الرئيس خاتمي، وهذا يعني باختصار أن النظام الإيراني لا يهمه كل هذا وأن الذي يهمه فقط هو أن يتمكن المتظاهرون من التعبير عن غضبهم من أمريكا وإسرائيل، وأن يظل ذلك الغضب مقتصراً على هاتين الدولتين، ففي هذا تخفيف عن النظام يدركه مسؤولوه جيداً.
صاحب المصنع قال للصحفيين إن السنوات الأخيرة زاد فيها إنتاج الأعلام الأمريكية 3 أضعاف، وهذا يؤكد توجه النظام في حصر عملية إفراغ غضب المواطنين في إحراق أعلام أمريكا وإسرائيل ويؤكد تشجيعه لهم على ممارسة هذا السلوك وعدم السماح بإصدار أية فتوى تحرم إنتاج أعلام «العدو» في إيران.
معلومة مثيرة وردت في ذلك التقرير الصحفي عن مصنع الأعلام الأمريكية والإسرائيلية هي أنه يقوم أيضاً بإنتاج أعلام إيران والعراق. أما سبب إنتاج العلم الإيراني فمعلوم ومفهوم، ولكن لماذا يتم إنتاج العلم العراقي أيضاً؟