أن يطل عبر الفضائيات ملثم فلسطيني ليعبر عن موقف فصيل من فصائل المقاومة ويدعو الشعب الفلسطيني إلى الخروج في مظاهرة أو تنفيذ إضراب أو اعتصام فأمر مبرر ومستوعب، فالمقاومة الفلسطينية تعيش ظروفاً يصعب معها بروز المكلف بهذه المهمة مكشوف الوجه، لكن أن يطل عبر الفضائيات -السوسة طبعاً- ملثم يوجه رسائل إلى الناس في البحرين فأمر غير مبرر وغير مقبول لسبب بسيط هو أنه لا يوجد في حالة هذه البلاد ما يستدعي الخروج على الناس باللثام. المثير للضحك أن ذلك الشخص لم يكتفِ بتغطية وجهه وإنما عمد إلى «تغطية» صوته أيضاً كي لا يستدل عليه أحد من المعنيين! ليس هذا فقط وإنما قام بلبس قفازات سوداء.. إمعاناً في التمويه!
القصة ليست في معرفة هذا الشخص، فهذا أمر ليس بالصعب، ذلك أن المعنيين بمثل هذا الأمر يمتلكون العلم والقدرة والخبرة التي تؤهلهم لتمييز الأصوات والوجوه «المحجبة» والاستدلال على صاحبها في وقت قياسي. القصة في اللجوء إلى مثل هذا الحجاب وفي هذه المناسبة خصوصاً وأنه كان يمكن الاكتفاء بتوزيع البيان الذي تلاه.
منطقاً لا يوجد ما يستدعي من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» الخروج بتلك الهيئة، ومنطقاً أيضاً يمكن الجزم بأن الأمر لم يكن عبثاً وإنما حصل بتوجيه من النظام الإيراني الذي وجه لنفسه التهنئة بمناسبة مرور 41 عاماً على اختطافه لثورة الشعب الإيراني باسم هذه المجموعة وأوعز إليهم وضع لافتات في بعض شوارع طهران ملخصها أن «شعب البحرين» يهنئ بهذه المناسبة.
هذا يعني أن هناك هدفاً من وراء ذلك، فمثل هذا لم يحصل في السنوات التسع الماضية، لهذا ينبغي من المعنيين في الأجهزة الأمنية التدقيق في كلمات ذلك البيان وقراءة ما بين السطور جيداً لأنه لا يمكن أن يخلو من توجيهات وأوامر، تماماً مثلما أن ظهور ذلك الشخص في تلك الهيئة لا يمكن أن يكون اعتباطاً، ولا يمكن أن يكون اعتباطاً أيضاً مشاركة بعض الشخوص من ذوي العلاقة في احتفالات النظام الإيراني يوم 11 الجاري في طهران والإعلان عن ذلك.
المتابعون لأنشطة أولئك في مثل هذا الوقت من الأعوام الأخيرة لا بد أنهم لاحظوا أن الدعوة إلى العصيان المدني التي كانوا يملؤون بها الدنيا ضجيجاً صارت دعوة إلى عصيان مدني «جزئي» وهذا يعني باختصار أنهم بدؤوا في الاعتراف بضعفهم وفشلهم، ففي السنوات الماضية لم يستجب لدعواتهم إلا القليلون وفشلوا في تحركهم. ربما تساعد هذه الملاحظة على تفسير ظهور ذلك الشخص بتلك الطريقة، بمعنى أن تيقنهم من عدم استجابة أهل البحرين لدعوتهم لتنفيذ عصيان مدني هو الذي دفعهم لذلك الأسلوب بغية القول بأنهم ينطلقون إلى أشكال أخرى من «الكفاح»!
حقيقتان ينبغي من أولئك أن يدركوهما جيداً، الأولى هي أن الذين وقعوا في حبائلهم في 2011 لا يمكن أن يقعوا فيها من جديد، فالمواطن البحريني لا يلدغ من جحر مرتين، وبالتالي فإن أحداً لن يستجيب لمثل هذه الدعوات أياً كانت طريقة تقديمها وأياً كانت الوعود والشعارات المرفوعة، والثانية هي أن يوم 14 فبراير بالنسبة لشعب البحرين هو يوم الاحتفال بذكرى ميثاق العمل الوطني والاحتفاء بأيقونة هذه المناسبة تاج الوطن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى الذي قرر أن ينقل البحرين وشعبها إلى حيث ينبغي أن يكونا وبدأ في تنفيذ مشروعه الإصلاحي الذي تحول إلى مادة للدرس والبحث من قبل المختصين في مجالات السياسة والقيادة.
واقع الحال ينبئ بأنه حتى القلة القليلة التي لاتزال تحت تأثير المخدر الفارسي ستستيقظ قريباً.
{{ article.visit_count }}
القصة ليست في معرفة هذا الشخص، فهذا أمر ليس بالصعب، ذلك أن المعنيين بمثل هذا الأمر يمتلكون العلم والقدرة والخبرة التي تؤهلهم لتمييز الأصوات والوجوه «المحجبة» والاستدلال على صاحبها في وقت قياسي. القصة في اللجوء إلى مثل هذا الحجاب وفي هذه المناسبة خصوصاً وأنه كان يمكن الاكتفاء بتوزيع البيان الذي تلاه.
منطقاً لا يوجد ما يستدعي من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» الخروج بتلك الهيئة، ومنطقاً أيضاً يمكن الجزم بأن الأمر لم يكن عبثاً وإنما حصل بتوجيه من النظام الإيراني الذي وجه لنفسه التهنئة بمناسبة مرور 41 عاماً على اختطافه لثورة الشعب الإيراني باسم هذه المجموعة وأوعز إليهم وضع لافتات في بعض شوارع طهران ملخصها أن «شعب البحرين» يهنئ بهذه المناسبة.
هذا يعني أن هناك هدفاً من وراء ذلك، فمثل هذا لم يحصل في السنوات التسع الماضية، لهذا ينبغي من المعنيين في الأجهزة الأمنية التدقيق في كلمات ذلك البيان وقراءة ما بين السطور جيداً لأنه لا يمكن أن يخلو من توجيهات وأوامر، تماماً مثلما أن ظهور ذلك الشخص في تلك الهيئة لا يمكن أن يكون اعتباطاً، ولا يمكن أن يكون اعتباطاً أيضاً مشاركة بعض الشخوص من ذوي العلاقة في احتفالات النظام الإيراني يوم 11 الجاري في طهران والإعلان عن ذلك.
المتابعون لأنشطة أولئك في مثل هذا الوقت من الأعوام الأخيرة لا بد أنهم لاحظوا أن الدعوة إلى العصيان المدني التي كانوا يملؤون بها الدنيا ضجيجاً صارت دعوة إلى عصيان مدني «جزئي» وهذا يعني باختصار أنهم بدؤوا في الاعتراف بضعفهم وفشلهم، ففي السنوات الماضية لم يستجب لدعواتهم إلا القليلون وفشلوا في تحركهم. ربما تساعد هذه الملاحظة على تفسير ظهور ذلك الشخص بتلك الطريقة، بمعنى أن تيقنهم من عدم استجابة أهل البحرين لدعوتهم لتنفيذ عصيان مدني هو الذي دفعهم لذلك الأسلوب بغية القول بأنهم ينطلقون إلى أشكال أخرى من «الكفاح»!
حقيقتان ينبغي من أولئك أن يدركوهما جيداً، الأولى هي أن الذين وقعوا في حبائلهم في 2011 لا يمكن أن يقعوا فيها من جديد، فالمواطن البحريني لا يلدغ من جحر مرتين، وبالتالي فإن أحداً لن يستجيب لمثل هذه الدعوات أياً كانت طريقة تقديمها وأياً كانت الوعود والشعارات المرفوعة، والثانية هي أن يوم 14 فبراير بالنسبة لشعب البحرين هو يوم الاحتفال بذكرى ميثاق العمل الوطني والاحتفاء بأيقونة هذه المناسبة تاج الوطن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى الذي قرر أن ينقل البحرين وشعبها إلى حيث ينبغي أن يكونا وبدأ في تنفيذ مشروعه الإصلاحي الذي تحول إلى مادة للدرس والبحث من قبل المختصين في مجالات السياسة والقيادة.
واقع الحال ينبئ بأنه حتى القلة القليلة التي لاتزال تحت تأثير المخدر الفارسي ستستيقظ قريباً.