ليس لي أن أتخطى السطر الأول من الحديث قبل توجيه عظيم الامتنان لجلالة الملك المفدى حيث أتاح لنا أن نشهد النهضة الديمقراطية للبحرين بكل ما تحمله من أبعاد ريادية طالت كافة القطاعات والمجالات، حيث رأينا كيف تتكامل دولة المؤسسات والقانون وتتنامى حتى بلغت اليوم ما بلغت من التنمية والازدهار.
ورغم التنوع في التجارب الديمقراطية التي مرت بها الكثير من البلدان في العالم، وبالنظر للمشهد من الأفق المحايد، أجد أن البحرين تمتلك تجربة فريدة من نوعها حقيقة، ولا أقول ذلك بناء على الانتماء الوطني وإن كان ذلك بحد ذاته فخر واعتزاز، ولكن نظراً لحقيقة المشهد الذي شهدته البحرين منذ تسلم جلالة الملك مقاليد الحكم.
كانت هناك إرادة ملكية واضحة في إحداث تغيير يلامس التطلعات الديمقراطية، ولم يأت ذلك بناء على ضغوطات أو نتيجة واقع طارئ دفع مملكة البحرين للدخول في هكذا تجربة، إنما انطلاقاُ من عهدٍ جديدٍ يستشرف فيه القائد المستقبل لوطنه وشعبه، فكانت البداية من الدعوة للمشاركة في استفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني، الذي رسم ملامح حضارية جديدة للبحرين وشعبها، وأشهد العالم على حدث ربما لم يجد مثيلاً له سابقاً بأن يصوت 98.4% من الشعب البحريني بالموافقة على الميثاق، وبمشاركة منقطة النظير.
كان يمكن للإرادة الحاكمة أن تضع مبادئ الميثاق في ممارسات عملية في الواقع عبر المؤسسات الرسمية القائمة، لكن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة كانت أبعد من ذلك، أرادت أن تنشأ الديمقراطية في البحرين بشكلها المتقدم، من خلال التحام بين رغبة وإرادة الحكم مع التطلعات الشعبية من أول خطوة، وأن يكون هناك دلالات ملموسة على مشاركة أبناء الشعب في إدارة البلاد ورسم مستقبله، وكان ذلك بدءاً من الميثاق، ثم ارتسم في نصوص الدستور التي أكدت على أن الشعب هو مصدر السلطات، فنتج عن ذلك الحياة البرلمانية التي ساهم المواطن البحريني ولا زال من خلال مشاركته الكبيرة في الانتخابات النيابية والدفع بممثلين عنه تحت قبة البرلمان، وعبر كافة الفصول التشريعية، في أن يساهم ويشارك في بناء الوطن وحماية مكتسباته وتعزيزها.
وأرى واقعاً أن ما نتج خلال العقدين الأخيرين هو رسم لوحة حضارية جديدة للبحرين، فإذا كانت الحضارة بدلالاتها المتعددة تمثل نظاماً اجتماعياً يعين الإنسان على المزيد من النتاج الثقافي، وبتحقيق التآلف بين الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد والعلوم، أو وفقاً للتعريفات الأخرى أنها تمثل عدة إنجازات ذات طبيعة ملموسة يساهم في ظهورها مجتمع معين عن طريق تأثيره في أغلب مجالات الحياة، فإن ما شهدته مملكة البحرين طوال السنوات الماضية تجعلنا نقف على مشهد حضاري مميز، يجدر بنا كبحرينيين أن نبحث فيه، ونوثقه، وأن نعمل على فهم أبعاده المختلفة، ونقدمه للعالم كنموذج للتطور الديمقراطي المتسارع.
«الحضارة تمثل الثمرة الناتجة عن الجهود الإنسانية التي تساهم في تحسن ظروف الحياة»، د.حسين مؤنس.
* عضو مجلس النواب السابق
ورغم التنوع في التجارب الديمقراطية التي مرت بها الكثير من البلدان في العالم، وبالنظر للمشهد من الأفق المحايد، أجد أن البحرين تمتلك تجربة فريدة من نوعها حقيقة، ولا أقول ذلك بناء على الانتماء الوطني وإن كان ذلك بحد ذاته فخر واعتزاز، ولكن نظراً لحقيقة المشهد الذي شهدته البحرين منذ تسلم جلالة الملك مقاليد الحكم.
كانت هناك إرادة ملكية واضحة في إحداث تغيير يلامس التطلعات الديمقراطية، ولم يأت ذلك بناء على ضغوطات أو نتيجة واقع طارئ دفع مملكة البحرين للدخول في هكذا تجربة، إنما انطلاقاُ من عهدٍ جديدٍ يستشرف فيه القائد المستقبل لوطنه وشعبه، فكانت البداية من الدعوة للمشاركة في استفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني، الذي رسم ملامح حضارية جديدة للبحرين وشعبها، وأشهد العالم على حدث ربما لم يجد مثيلاً له سابقاً بأن يصوت 98.4% من الشعب البحريني بالموافقة على الميثاق، وبمشاركة منقطة النظير.
كان يمكن للإرادة الحاكمة أن تضع مبادئ الميثاق في ممارسات عملية في الواقع عبر المؤسسات الرسمية القائمة، لكن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة كانت أبعد من ذلك، أرادت أن تنشأ الديمقراطية في البحرين بشكلها المتقدم، من خلال التحام بين رغبة وإرادة الحكم مع التطلعات الشعبية من أول خطوة، وأن يكون هناك دلالات ملموسة على مشاركة أبناء الشعب في إدارة البلاد ورسم مستقبله، وكان ذلك بدءاً من الميثاق، ثم ارتسم في نصوص الدستور التي أكدت على أن الشعب هو مصدر السلطات، فنتج عن ذلك الحياة البرلمانية التي ساهم المواطن البحريني ولا زال من خلال مشاركته الكبيرة في الانتخابات النيابية والدفع بممثلين عنه تحت قبة البرلمان، وعبر كافة الفصول التشريعية، في أن يساهم ويشارك في بناء الوطن وحماية مكتسباته وتعزيزها.
وأرى واقعاً أن ما نتج خلال العقدين الأخيرين هو رسم لوحة حضارية جديدة للبحرين، فإذا كانت الحضارة بدلالاتها المتعددة تمثل نظاماً اجتماعياً يعين الإنسان على المزيد من النتاج الثقافي، وبتحقيق التآلف بين الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد والعلوم، أو وفقاً للتعريفات الأخرى أنها تمثل عدة إنجازات ذات طبيعة ملموسة يساهم في ظهورها مجتمع معين عن طريق تأثيره في أغلب مجالات الحياة، فإن ما شهدته مملكة البحرين طوال السنوات الماضية تجعلنا نقف على مشهد حضاري مميز، يجدر بنا كبحرينيين أن نبحث فيه، ونوثقه، وأن نعمل على فهم أبعاده المختلفة، ونقدمه للعالم كنموذج للتطور الديمقراطي المتسارع.
«الحضارة تمثل الثمرة الناتجة عن الجهود الإنسانية التي تساهم في تحسن ظروف الحياة»، د.حسين مؤنس.
* عضو مجلس النواب السابق