هناك ثقافة خاطئة سائدة في مجتمعنا، وهي للأسف منتشرة بين الناس بتباين مراتبهم، سواء أكانوا مسؤولين أو برلمانيين أو محسوبين على مهن مختلفة، أو حتى الناس العاديين من غير ذوي المناصب.
هذه الثقافة تأتي لتخالف القول الشهير السائد «الاعتذار من شيم الكبار»، وهو القول الذي كان يمثل لنا تعبيراً عن ثقافة مبنية على التسامح والتعايش والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها، وهي مضامين وأدبيات جميلة كان مجتمعنا يطبقها بشكل رائع فيما مضى من الزمن، وحرص أجدادنا وآباؤنا على تعليمنا إياها، وذلك انطلاقاً من ديننا وموروثاتنا وتقاليدنا.
أوليس «الاعتذار من شيم الكبار»؟! فقط أعود لأسأل، لأن هذا ما تربينا عليه، لأن هذا ما فهمناه من أسس التصحيح والإصلاح، بأن من يرتكب خطأ لا يكابر فيه، ولا يبرر له، ولا يضع الأعذار والذرائع، بل يتوجب عليه الاعتذار عنه، وتحمل المسؤولية، والعمل فوراً على إصلاحه وتصحيحه.
هذه هي الثقافة التي تربينا عليها، وهي لا ترتبط بأية مناصب أو مراتب، ولا علاقة لها بوضعية الشخص، بل هي تأتي من منطلق تحمل المسؤولية، وعدم الإضرار بالآخرين، والحرص على انتفاء استمرارية الأخطاء.
اليوم وللأسف نرى العجب العجاب من «البعض»، ولن أعمم، إذ يبدو أن هذا البعض بات مقتنعاً تماماً بأن «الاعتذار ليس من شيم الكبار»، بل الاعتذار عن أخطاء يرتكبها، وكأنه بمثابة اعتراف بأنه «دون المستوى» أو أنه «لا يستحق المنصب» أو أنه يفتح عيون كبار المسؤولين على عمله، ويكشف لهم بأنه «يتوجب إبداله»!
هذه ثقافة كارثية إن أردتم الصراحة، ولها شواهد تثبت أنها باتت مترسخة في أذهان بعض المسؤولين، بحيث أنك ترصد انتقادات عديدة تصدر عن الناس، وحتى النواب الذين يمارسون الرقابة، يفترض، وحتى ما تتضمنه تقارير ديوان الرقابة، لكن في المقابل لا ترى اعترافاً بوجود أخطاء، أو إقراراً بحصولها وتحملاً للمسؤولية تجاهها، مع وعد بإجراء إصلاحات وتصحيحات لتجنب وقوع الأخطاء مستقبلاً، إلا عند من رحم ربي.
والله يكبر في عين المجتمع والناس ذاك المسؤول الذي يمارس عمله بشفافية ووضوح، حينما تحصل أخطاء يخرج ليتحمل مسؤوليتها، وليعمل جاهداً على إصلاحها، وإن نجح في تصحيح المسارات فإن القبعة ترفع له حتماً مع كل التقدير والتحية، لأنه شخص واجه المشكلة، وقبل المواجهة اعترف بوجودها ولم ينكرها ليؤلب المجتمع والناس والسلطة التشريعية عليه، بل بادر بحلها وإنهاء وجودها.
هذه النوعية من البشر هم من يتحملون المسؤولية، هم من تراهم يعملون بضمير حي لا يدفعهم للقلق من الوقوع في الأخطاء، لأن الذي يعمل يخطئ بالضرورة، ولا يعني ذلك أنه سيئ أو ضعيف، بل الأخطاء تحصل، لكن التمكن والأهلية تكون عبر التصدي للتحديات ومعالجة المعوقات وإبدال الأخطاء بالإيجابيات والنجاح.
لذا نقول بأن الاعتذار عن الأخطاء وتحمل المسؤولية من شيم الكبار بالفعل، من شيم الذين لا يدعون الكمال في عملهم، لأن الكمال لله وحده، ولأن الأخطاء تحصل لا محالة، فمن لا يعمل لا يخطئ بالضرورة، لأنه لا يملك شيئاً يؤديه أصلاً.
هناك نماذج عديدة حول العالم، وحتى في محيطنا الإقليمي وعالمنا العربي على مسؤولين تحملوا مسؤوليات أدبية تجاه أخطاء، بعضها لا علاقة لهم بها مباشرة، لكنهم من منطلق إخلاص للوطن وللعمل الموكل لهم، ومن منطلق إحساس بالمسؤولية، أقروا بوجود المشكلة، وبعضهم قام بحلها ومعالجتها، وبعضهم وصل لأعلى مستوى لتحمل المسؤولية وقدم استقالته الأدبية، بغض النظر عن رفضها أو قبولها.
الفكرة بأننا لو اعتذرنا عن الأخطاء، واعترفنا بالمشكلات، ووضعنا الحلول الفورية لها، لما وجدنا نسبة الانتقاد المجتمعي تتزايد تجاه الأعمال التي تتم، بل لوجدنا دعماً قوياً من المجتمع باتجاه الإصلاح واقتراح الحلول، مقروناً ذلك بالاحترام والتقدير لكل مسؤول لا يهرب من الواقع، بل يخوض في تحدي هذا الواقع ليغيره إلى الأفضل.
هذه الثقافة تأتي لتخالف القول الشهير السائد «الاعتذار من شيم الكبار»، وهو القول الذي كان يمثل لنا تعبيراً عن ثقافة مبنية على التسامح والتعايش والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها، وهي مضامين وأدبيات جميلة كان مجتمعنا يطبقها بشكل رائع فيما مضى من الزمن، وحرص أجدادنا وآباؤنا على تعليمنا إياها، وذلك انطلاقاً من ديننا وموروثاتنا وتقاليدنا.
أوليس «الاعتذار من شيم الكبار»؟! فقط أعود لأسأل، لأن هذا ما تربينا عليه، لأن هذا ما فهمناه من أسس التصحيح والإصلاح، بأن من يرتكب خطأ لا يكابر فيه، ولا يبرر له، ولا يضع الأعذار والذرائع، بل يتوجب عليه الاعتذار عنه، وتحمل المسؤولية، والعمل فوراً على إصلاحه وتصحيحه.
هذه هي الثقافة التي تربينا عليها، وهي لا ترتبط بأية مناصب أو مراتب، ولا علاقة لها بوضعية الشخص، بل هي تأتي من منطلق تحمل المسؤولية، وعدم الإضرار بالآخرين، والحرص على انتفاء استمرارية الأخطاء.
اليوم وللأسف نرى العجب العجاب من «البعض»، ولن أعمم، إذ يبدو أن هذا البعض بات مقتنعاً تماماً بأن «الاعتذار ليس من شيم الكبار»، بل الاعتذار عن أخطاء يرتكبها، وكأنه بمثابة اعتراف بأنه «دون المستوى» أو أنه «لا يستحق المنصب» أو أنه يفتح عيون كبار المسؤولين على عمله، ويكشف لهم بأنه «يتوجب إبداله»!
هذه ثقافة كارثية إن أردتم الصراحة، ولها شواهد تثبت أنها باتت مترسخة في أذهان بعض المسؤولين، بحيث أنك ترصد انتقادات عديدة تصدر عن الناس، وحتى النواب الذين يمارسون الرقابة، يفترض، وحتى ما تتضمنه تقارير ديوان الرقابة، لكن في المقابل لا ترى اعترافاً بوجود أخطاء، أو إقراراً بحصولها وتحملاً للمسؤولية تجاهها، مع وعد بإجراء إصلاحات وتصحيحات لتجنب وقوع الأخطاء مستقبلاً، إلا عند من رحم ربي.
والله يكبر في عين المجتمع والناس ذاك المسؤول الذي يمارس عمله بشفافية ووضوح، حينما تحصل أخطاء يخرج ليتحمل مسؤوليتها، وليعمل جاهداً على إصلاحها، وإن نجح في تصحيح المسارات فإن القبعة ترفع له حتماً مع كل التقدير والتحية، لأنه شخص واجه المشكلة، وقبل المواجهة اعترف بوجودها ولم ينكرها ليؤلب المجتمع والناس والسلطة التشريعية عليه، بل بادر بحلها وإنهاء وجودها.
هذه النوعية من البشر هم من يتحملون المسؤولية، هم من تراهم يعملون بضمير حي لا يدفعهم للقلق من الوقوع في الأخطاء، لأن الذي يعمل يخطئ بالضرورة، ولا يعني ذلك أنه سيئ أو ضعيف، بل الأخطاء تحصل، لكن التمكن والأهلية تكون عبر التصدي للتحديات ومعالجة المعوقات وإبدال الأخطاء بالإيجابيات والنجاح.
لذا نقول بأن الاعتذار عن الأخطاء وتحمل المسؤولية من شيم الكبار بالفعل، من شيم الذين لا يدعون الكمال في عملهم، لأن الكمال لله وحده، ولأن الأخطاء تحصل لا محالة، فمن لا يعمل لا يخطئ بالضرورة، لأنه لا يملك شيئاً يؤديه أصلاً.
هناك نماذج عديدة حول العالم، وحتى في محيطنا الإقليمي وعالمنا العربي على مسؤولين تحملوا مسؤوليات أدبية تجاه أخطاء، بعضها لا علاقة لهم بها مباشرة، لكنهم من منطلق إخلاص للوطن وللعمل الموكل لهم، ومن منطلق إحساس بالمسؤولية، أقروا بوجود المشكلة، وبعضهم قام بحلها ومعالجتها، وبعضهم وصل لأعلى مستوى لتحمل المسؤولية وقدم استقالته الأدبية، بغض النظر عن رفضها أو قبولها.
الفكرة بأننا لو اعتذرنا عن الأخطاء، واعترفنا بالمشكلات، ووضعنا الحلول الفورية لها، لما وجدنا نسبة الانتقاد المجتمعي تتزايد تجاه الأعمال التي تتم، بل لوجدنا دعماً قوياً من المجتمع باتجاه الإصلاح واقتراح الحلول، مقروناً ذلك بالاحترام والتقدير لكل مسؤول لا يهرب من الواقع، بل يخوض في تحدي هذا الواقع ليغيره إلى الأفضل.