ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أخيراً في جلسة نقاشية خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، وملخصه أن «الحوار مع طهران لن يكون مجدياً قبل تغيير سلوكها» يعبر عن موقف السعودية الثابت في هذا الخصوص وموقف دول مجلس التعاون التي تعرف جيداً حيل النظام الإيراني ولا تنطلي عليها ألاعيبه وتشكك في حركاته وسكناته. ولهذا أكد الوزير بأن الرياض لا توجه «رسائل سرية» إلى إيران، وهو ما عمد النظام الإيراني إلى ترويجه كي يحسن من صورته أمام العالم ويقول بأنه يوافق على التهدئة ويسعى إلى استقرار المنطقة وأنه لهذا «يستجيب لدعوة السعودية لإجراء حوار مع إيران»!
ليست السعودية والبحرين والإمارات وحدها التي تقول بأن الحوار مع طهران غير مجدٍ طالما أنها لم تغير سلوكها العدواني والسالب، فهذا هو الذي تقوله العديد من دول المنطقة والعالم، إذ ما قيمة الحوار إن لم تغير طهران من سلوكها واستمر النظام الإيراني في تدخله في الشؤون الداخلية للدول وظل ثابتاً على «مبادئه» ومصراً على اعتباره وصياً على «المستضعفين والمظلومين»؟!
لو أن السعودية ومن معها تلقت إشارات واضحة تؤكد بدء تغيير طهران لسلوكها لما ترددت لحظة واحدة عن فتح باب الحوار معها ولدفعت بقوة في هذا الاتجاه ووظفت كل إمكاناتها وقدراتها وخبراتها لإنجاحه. ما يجعل هذه الدول تتأخر عن اتخاذ مثل هذه الخطوة هو أنها لم تجد من طهران ما يفيد بأنها تراجعت عن مراهقتها ووجدت -وإن متأخرة- بأن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق في ظل إصرارها على تنفيذ ما قيدت به نفسها قبل أربعين سنة وفي استمرارها في دعم وتأييد كل من صنف نفسه في باب المستضعفين وقال إنه مظلوم.
يكفي السعودية ومن معها تلقي إشارات تفيد باستعداد طهران تغيير سلوكها والخروج من الدائرة الضيقة التي أدخلت نفسها فيها لترد على ذلك بخطوة عملية تؤدي إلى فتح باب الحوار الذي من دونه لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة. تغيير طهران لسلوكها ومواقفها هو السبيل لفتح باب الحوار بينها وبين السعودية ومن يقف إلى جانبها من الدول الخليجية والعربية والعالم. والتغيير المقصود هنا هو التغيير العملي وليس التغيير في التصريحات، فالعالم كله صار لا يلتفت إلى تصريحات مسؤولي النظام الإيراني لأنه يعرف أنها مجرد كلام لا قيمة له ولا يترجم على أرض الواقع وقد سمع منه خلال الأربعين سنة الماضية الكثير.
لو أن النظام الإيراني جاد في رغبته في فتح حوار مع السعودية فليس عليه سوى إثبات ذلك بتغيير سلوكه، وأول التغيير هو التوقف عن الإدلاء بالتصريحات الاستفزازية والكاذبة وتوفير المثال على أنه على استعداد لتغيير سلوكه بالإعلان عن البدء في مراجعة المواد التي حشى بها دستوره وأولها تلك التي تجعله يعتبر نفسه مسؤولاً عن الشيعة في العالم ونصيراً للمستضعفين والمظلومين، وأولها أيضاً الإعلان بوضوح عن تخليه عن ذلك الحلم الذي لا يمكن أن يتحقق مهما تغيرت الظروف، فليس في هذا الزمان فرصة لإحياء الإمبراطورية الفارسية ولا أي إمبراطورية أخرى.
المطلوب من النظام الإيراني ليس صعباً ولا مستحيلاً، والأمر في كل الأحوال بيده، إن أراد الحوار مع السعودية فهذا هو السبيل إليه وهذه هي أدواته، أما إن استمر في غيه وأحلامه وسلوكه فإن أي تغيير يحدث في المنطقة لن يكون في صالحه.
ما سيربحه النظام الإيراني من فتح خط تفاهم مع السعودية كثير وكبير، وما سيخسره إن استمر في سلوكه السالب وفي عدوانيته وإصراه على التدخل في شؤون جيرانه واعتبار نفسه الوصي والحامي أكثر وأكبر.
ليست السعودية والبحرين والإمارات وحدها التي تقول بأن الحوار مع طهران غير مجدٍ طالما أنها لم تغير سلوكها العدواني والسالب، فهذا هو الذي تقوله العديد من دول المنطقة والعالم، إذ ما قيمة الحوار إن لم تغير طهران من سلوكها واستمر النظام الإيراني في تدخله في الشؤون الداخلية للدول وظل ثابتاً على «مبادئه» ومصراً على اعتباره وصياً على «المستضعفين والمظلومين»؟!
لو أن السعودية ومن معها تلقت إشارات واضحة تؤكد بدء تغيير طهران لسلوكها لما ترددت لحظة واحدة عن فتح باب الحوار معها ولدفعت بقوة في هذا الاتجاه ووظفت كل إمكاناتها وقدراتها وخبراتها لإنجاحه. ما يجعل هذه الدول تتأخر عن اتخاذ مثل هذه الخطوة هو أنها لم تجد من طهران ما يفيد بأنها تراجعت عن مراهقتها ووجدت -وإن متأخرة- بأن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق في ظل إصرارها على تنفيذ ما قيدت به نفسها قبل أربعين سنة وفي استمرارها في دعم وتأييد كل من صنف نفسه في باب المستضعفين وقال إنه مظلوم.
يكفي السعودية ومن معها تلقي إشارات تفيد باستعداد طهران تغيير سلوكها والخروج من الدائرة الضيقة التي أدخلت نفسها فيها لترد على ذلك بخطوة عملية تؤدي إلى فتح باب الحوار الذي من دونه لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة. تغيير طهران لسلوكها ومواقفها هو السبيل لفتح باب الحوار بينها وبين السعودية ومن يقف إلى جانبها من الدول الخليجية والعربية والعالم. والتغيير المقصود هنا هو التغيير العملي وليس التغيير في التصريحات، فالعالم كله صار لا يلتفت إلى تصريحات مسؤولي النظام الإيراني لأنه يعرف أنها مجرد كلام لا قيمة له ولا يترجم على أرض الواقع وقد سمع منه خلال الأربعين سنة الماضية الكثير.
لو أن النظام الإيراني جاد في رغبته في فتح حوار مع السعودية فليس عليه سوى إثبات ذلك بتغيير سلوكه، وأول التغيير هو التوقف عن الإدلاء بالتصريحات الاستفزازية والكاذبة وتوفير المثال على أنه على استعداد لتغيير سلوكه بالإعلان عن البدء في مراجعة المواد التي حشى بها دستوره وأولها تلك التي تجعله يعتبر نفسه مسؤولاً عن الشيعة في العالم ونصيراً للمستضعفين والمظلومين، وأولها أيضاً الإعلان بوضوح عن تخليه عن ذلك الحلم الذي لا يمكن أن يتحقق مهما تغيرت الظروف، فليس في هذا الزمان فرصة لإحياء الإمبراطورية الفارسية ولا أي إمبراطورية أخرى.
المطلوب من النظام الإيراني ليس صعباً ولا مستحيلاً، والأمر في كل الأحوال بيده، إن أراد الحوار مع السعودية فهذا هو السبيل إليه وهذه هي أدواته، أما إن استمر في غيه وأحلامه وسلوكه فإن أي تغيير يحدث في المنطقة لن يكون في صالحه.
ما سيربحه النظام الإيراني من فتح خط تفاهم مع السعودية كثير وكبير، وما سيخسره إن استمر في سلوكه السالب وفي عدوانيته وإصراه على التدخل في شؤون جيرانه واعتبار نفسه الوصي والحامي أكثر وأكبر.