لم يكن مفاجئاً اتخاذ علي خامنئي ما وصف بأنه «خطوة متقدمة» لضمان مشاركة الإيرانيين في الانتخابات التشريعية اليوم، فالجميع كان يتوقع أن يوصل رسالة إلى الشعب الإيراني قبل يوم أو يومين من الانتخابات مفادها أن المشاركة «واجب ديني»... ومناسبة لتأكيد موقف النظام الإيراني من الاتفاق النووي والرد على استراتيجية الضغط الأقصى الأمريكية وعدم وفاء الأوروبيين»، فلا مفر من مثل هذا التصريح أو القرار أو الدعوة أو بالأحرى التهديد، فالنظام الإيراني يعرف جيداً أن الإيرانيين صاروا أكثر وعياً وأنهم مقبلون على مقاطعة الانتخابات وأنهم قرروا الاستجابة لدعوات المعارضة التي وصفت ما يجري بالتمثيلية والانتخابات الشكلية.
أرباب النظام الإيراني يعانون اليوم تحديداً من نتاج قمعهم الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية خلال العامين الماضيين خصوصاً في نوفمبر الماضي، وهي احتجاجات غير مسبوقة أسفر قمعها عن سقوط آلاف الشهداء وكثير من الجرحى وأعداد لا حصر لها من المعتقلين، وهم يدركون أن مقاطعة الانتخابات وإفشالها أمر وارد في مثل هذه الظروف والأحوال خصوصاً وأن المعارضة الإيرانية ستعمد إلى الاستفادة من هذه الفرصة وستعمل مع الشعب الإيراني بكل ما أوتيت من قوة وخبرة لإسقاط النظام.
لولا أن صوت مريم رجوي «رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» التي قالت إن «مقاطعة الانتخابات واجب وطني وعهد من الشعب الإيراني مع الشهداء خاصة مع 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر» كان هذه المرة أكثر قوة ووصولاً، ولولا أن النظام الإيراني يعرف مدى تأثيره، لما خرج خامنئي وقال إن المشاركة في الانتخابات «واجب ديني»، إذ لا سبيل إلى جعل الإيرانيين يترددون في قبول دعوة المعارضة سوى تشكيكهم في خطوتهم هذه بربطها بالدين وبالآخرة، فالقول بأن المشاركة في الانتخابات واجب ديني يعني أن عدم المشاركة فيها إثم يحاسب عليه المؤمن من قبل الله سبحانه وتعالى وعمل قد يورده النار وبئس المصير.
الشعب الإيراني لم يعد يطيق هذا النظام الذي تعود ممارسة الكذب والقمع ولا يهمه إلا نفسه واستهان بثروات الشعب وجعل العالم ينظر إليه نظرة لا تليق به، لهذا فإن الطبيعي هو أن يستجيب لدعوات المقاطعة فلا يشارك في هذه الانتخابات التي يعرف الداني والقاصي أنها شكلية وأن التدخل في نتائجها أمر وارد لو تبين للمرشد أنها ليست كما يريد.
ما سيتبين بعد إنطاق الصناديق هو أن أتباع النظام هم الذين سيشغلون المقاعد الـ 290 وسيقولون ما يريد قوله ويبصمون على القرارات التي تصدر من خامنئي، فالنظام أخبرهم وسيؤكد عليهم أن الوقوف إلى جانبه في مثل هذه الظروف التي يمر بها «واجب وطني وديني وأخلاقي» وأن الأهم الآن هو تمكين النظام من الاستمرار وإلا ضاعت «الثورة».. وضاع «الإسلام».
التحكم في الانتخابات وتزوير نتائجها ليس جديداً على النظام الإيراني، لكن هذا النظام سيفعل المستحيل هذه المرة كي تكون الخيوط كلها في يده حتى يضمن عدم وصول من لا يريد وصوله إلى البرلمان. وطالما أنه قادر على التحكم في المشهد فلن يهتم بما تفرزه الصناديق، فبإمكانه أن يضيف ما يشاء من أصفار إلى يمين كل رقم تخرج به ليقول إن دعوات مقاطعة الانتخابات فشلت وإن الشعب الإيراني يرفض كل معارضة للنظام وإنه مع النظام في كل حين وخصوصاً في مثل هذه الظروف التي يرى فيها تكالب «الأعداء» عليه وعلى «الدين»، فهزيمة النظام تعني في كل الأحوال هزيمة الدين!
رئيسة «مجاهدي خلق» لخصت ما يحدث في إيران بقولها إن خامنئي يحاول ملأ البرلمان «بعناصره المخلصة لأنه يرى الانكماش حلاً للأزمة الحالية... لكن هذا لن يخرجه من أزمته ولن يمنع من الإطاحة به».
أرباب النظام الإيراني يعانون اليوم تحديداً من نتاج قمعهم الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية خلال العامين الماضيين خصوصاً في نوفمبر الماضي، وهي احتجاجات غير مسبوقة أسفر قمعها عن سقوط آلاف الشهداء وكثير من الجرحى وأعداد لا حصر لها من المعتقلين، وهم يدركون أن مقاطعة الانتخابات وإفشالها أمر وارد في مثل هذه الظروف والأحوال خصوصاً وأن المعارضة الإيرانية ستعمد إلى الاستفادة من هذه الفرصة وستعمل مع الشعب الإيراني بكل ما أوتيت من قوة وخبرة لإسقاط النظام.
لولا أن صوت مريم رجوي «رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» التي قالت إن «مقاطعة الانتخابات واجب وطني وعهد من الشعب الإيراني مع الشهداء خاصة مع 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر» كان هذه المرة أكثر قوة ووصولاً، ولولا أن النظام الإيراني يعرف مدى تأثيره، لما خرج خامنئي وقال إن المشاركة في الانتخابات «واجب ديني»، إذ لا سبيل إلى جعل الإيرانيين يترددون في قبول دعوة المعارضة سوى تشكيكهم في خطوتهم هذه بربطها بالدين وبالآخرة، فالقول بأن المشاركة في الانتخابات واجب ديني يعني أن عدم المشاركة فيها إثم يحاسب عليه المؤمن من قبل الله سبحانه وتعالى وعمل قد يورده النار وبئس المصير.
الشعب الإيراني لم يعد يطيق هذا النظام الذي تعود ممارسة الكذب والقمع ولا يهمه إلا نفسه واستهان بثروات الشعب وجعل العالم ينظر إليه نظرة لا تليق به، لهذا فإن الطبيعي هو أن يستجيب لدعوات المقاطعة فلا يشارك في هذه الانتخابات التي يعرف الداني والقاصي أنها شكلية وأن التدخل في نتائجها أمر وارد لو تبين للمرشد أنها ليست كما يريد.
ما سيتبين بعد إنطاق الصناديق هو أن أتباع النظام هم الذين سيشغلون المقاعد الـ 290 وسيقولون ما يريد قوله ويبصمون على القرارات التي تصدر من خامنئي، فالنظام أخبرهم وسيؤكد عليهم أن الوقوف إلى جانبه في مثل هذه الظروف التي يمر بها «واجب وطني وديني وأخلاقي» وأن الأهم الآن هو تمكين النظام من الاستمرار وإلا ضاعت «الثورة».. وضاع «الإسلام».
التحكم في الانتخابات وتزوير نتائجها ليس جديداً على النظام الإيراني، لكن هذا النظام سيفعل المستحيل هذه المرة كي تكون الخيوط كلها في يده حتى يضمن عدم وصول من لا يريد وصوله إلى البرلمان. وطالما أنه قادر على التحكم في المشهد فلن يهتم بما تفرزه الصناديق، فبإمكانه أن يضيف ما يشاء من أصفار إلى يمين كل رقم تخرج به ليقول إن دعوات مقاطعة الانتخابات فشلت وإن الشعب الإيراني يرفض كل معارضة للنظام وإنه مع النظام في كل حين وخصوصاً في مثل هذه الظروف التي يرى فيها تكالب «الأعداء» عليه وعلى «الدين»، فهزيمة النظام تعني في كل الأحوال هزيمة الدين!
رئيسة «مجاهدي خلق» لخصت ما يحدث في إيران بقولها إن خامنئي يحاول ملأ البرلمان «بعناصره المخلصة لأنه يرى الانكماش حلاً للأزمة الحالية... لكن هذا لن يخرجه من أزمته ولن يمنع من الإطاحة به».