إن التواصل الطاقي موضوع متشعب ومتعدد المحاور، وقد أشرنا قبل يومين إلى بعض من أبرز عناوينه، ولعل من المهم الوقوف على موضوعات كهذه وفق ترتيب أولويات يضع في الاعتبار مستوى التداول العام لبعض تلك الموضوعات، وليس بالضرورة أن يكون هذا تداولاً صحياً بل قد يحمل في طياته كثيراً من اللبس أو التزييف الذي يتطلب البحث والتفكر في حقيقة الأمر.
يعد التخاطر واحداً من أبرز الموضوعات في مجال التواصل الطاقي ويمكن اختصاره بالقدرة على مراسلة آخر دون استخدام الحواس التقليدية التي نعرفها، رغم اكتمال شروط التواصل الأساسية "المرسل والمستقبل والرسالة" إلاَّ أن القناة التي يتم من خلالها الإرسال مختلفة تماماً عن كل قنوات التواصل والاتصال التي نعرفها. ويمكن تلخيص تعريف التخاطر بالاتصال الذهني بالأشخاص لنقل/إرسال الأفكار والمشاعر إلى عقل الآخر.
والتخاطر موضوع عميق ومعقد جداً، ورغم أننا نمارسه أحياناً دون وعي منا، فإن ممارسته على نحو مقصود تتطلب تمارين عدة كما يشير بعض علماء الطاقة وتطوير الذات، بينما ينسب آخرون تلك القدرة إلى الهبات الإلهية التي يختص بها من يشاء حسب الصفاء النفسي وعمق التجربة الروحية والوعي الإنساني.
ورغم أن كثيراً من علماء النفس أبدوا اختلافاً فيما بينهم حول موضوع التخاطر، إلاَّ أنه من الموضوعات الحقيقية التي لا يمكن نكرانها، بل أنها من الموضوعات التي اختبرناها جميعاً -وسنورد في وقت لاحق إن شاء الله جملة من الأمثلة على ذلك. وقد تحدث عن التخاطر كثير من علماء المسلمين من بينهم ابن خلدون وابن القيم وابن سينا. ورغم أن موضوع التخاطر قد مرّ بمرحلة من الإنكار لدى السواد الأعظم من علماء النفس إلاَّ أنه بات علماً يعتد به بل وتعنى به جملة من الجامعات العريقة في أوروبا وغيرها من خلال الأبحاث المتواصلة في هذا الحقل.
يشير البعض إلى أن التخاطر لا يتطلب أي مجهود أو مقدرات خاصة لدى الأفراد ليمارسوه مع الآخرين، فيما يركز أغلب المدربين والمعلمين، بل وحتى الصالحين والروحانيين إلى أهمية التدرب على تلك المهارة وخلق الأجواء المناسبة لها، وأن ما لا يتطلب التدريب في هذا السياق إنما جاء من الله على هيئة كرامات لأولياء الله الصالحين وخاصة الناس، ولو خرجنا من الإطار العقائدي لأمكننا القول إنها مما اختص به الله أصحاب الأرواح الطاهرة والنفوس النقية ممن ارتقوا على سلالم التجارب الروحية الخالصة.
من الشروط التي أجمع عليها أغلب المعلمين والمدربين في المجال لتطبيق تجربة تواصل طاقي "تخاطر" ناجحة، أن يتمتع المرء بالصفاء الذهني والهدوء الداخلي والخارجي، بل ذهب بعض منهم إلى ما هو أبعد من ذلك بربط نجاح التجربة بارتباطها بليالٍ قمرية معينة. وعلى نحو أعمق أشار البعض إلى أهمية وجود المرسل في حالة "الألفا" الدماغية وأن يكون على درجة عالية الوضوح واليقينية.
* اختلاج النبض:
صحيح أن كثيراً مما يتداول عن محاور التواصل الطاقي مزيفة وتم تدليسها رغم أنها تنتمي في أساسها إلى جذر حقيقي، ولكنها أصبحت غير جديرة بالثقة والممارسة لما اعتراها من تشويه، إلا أن التخاطر علم حقيقي وحقل جدير بالتجربة والممارسة، ومتى ما ارتقت القدرات البشرية لممارسته ببساطة ويسر كما نحن فاعلون بالتواصل عبر الأجهزة الذكية وما شابهها، سنكون قد حققنا فرصاً كبرى للقفز بالتجربة الإنسانية والحضارية على نحو فارق.
{{ article.visit_count }}
يعد التخاطر واحداً من أبرز الموضوعات في مجال التواصل الطاقي ويمكن اختصاره بالقدرة على مراسلة آخر دون استخدام الحواس التقليدية التي نعرفها، رغم اكتمال شروط التواصل الأساسية "المرسل والمستقبل والرسالة" إلاَّ أن القناة التي يتم من خلالها الإرسال مختلفة تماماً عن كل قنوات التواصل والاتصال التي نعرفها. ويمكن تلخيص تعريف التخاطر بالاتصال الذهني بالأشخاص لنقل/إرسال الأفكار والمشاعر إلى عقل الآخر.
والتخاطر موضوع عميق ومعقد جداً، ورغم أننا نمارسه أحياناً دون وعي منا، فإن ممارسته على نحو مقصود تتطلب تمارين عدة كما يشير بعض علماء الطاقة وتطوير الذات، بينما ينسب آخرون تلك القدرة إلى الهبات الإلهية التي يختص بها من يشاء حسب الصفاء النفسي وعمق التجربة الروحية والوعي الإنساني.
ورغم أن كثيراً من علماء النفس أبدوا اختلافاً فيما بينهم حول موضوع التخاطر، إلاَّ أنه من الموضوعات الحقيقية التي لا يمكن نكرانها، بل أنها من الموضوعات التي اختبرناها جميعاً -وسنورد في وقت لاحق إن شاء الله جملة من الأمثلة على ذلك. وقد تحدث عن التخاطر كثير من علماء المسلمين من بينهم ابن خلدون وابن القيم وابن سينا. ورغم أن موضوع التخاطر قد مرّ بمرحلة من الإنكار لدى السواد الأعظم من علماء النفس إلاَّ أنه بات علماً يعتد به بل وتعنى به جملة من الجامعات العريقة في أوروبا وغيرها من خلال الأبحاث المتواصلة في هذا الحقل.
يشير البعض إلى أن التخاطر لا يتطلب أي مجهود أو مقدرات خاصة لدى الأفراد ليمارسوه مع الآخرين، فيما يركز أغلب المدربين والمعلمين، بل وحتى الصالحين والروحانيين إلى أهمية التدرب على تلك المهارة وخلق الأجواء المناسبة لها، وأن ما لا يتطلب التدريب في هذا السياق إنما جاء من الله على هيئة كرامات لأولياء الله الصالحين وخاصة الناس، ولو خرجنا من الإطار العقائدي لأمكننا القول إنها مما اختص به الله أصحاب الأرواح الطاهرة والنفوس النقية ممن ارتقوا على سلالم التجارب الروحية الخالصة.
من الشروط التي أجمع عليها أغلب المعلمين والمدربين في المجال لتطبيق تجربة تواصل طاقي "تخاطر" ناجحة، أن يتمتع المرء بالصفاء الذهني والهدوء الداخلي والخارجي، بل ذهب بعض منهم إلى ما هو أبعد من ذلك بربط نجاح التجربة بارتباطها بليالٍ قمرية معينة. وعلى نحو أعمق أشار البعض إلى أهمية وجود المرسل في حالة "الألفا" الدماغية وأن يكون على درجة عالية الوضوح واليقينية.
* اختلاج النبض:
صحيح أن كثيراً مما يتداول عن محاور التواصل الطاقي مزيفة وتم تدليسها رغم أنها تنتمي في أساسها إلى جذر حقيقي، ولكنها أصبحت غير جديرة بالثقة والممارسة لما اعتراها من تشويه، إلا أن التخاطر علم حقيقي وحقل جدير بالتجربة والممارسة، ومتى ما ارتقت القدرات البشرية لممارسته ببساطة ويسر كما نحن فاعلون بالتواصل عبر الأجهزة الذكية وما شابهها، سنكون قد حققنا فرصاً كبرى للقفز بالتجربة الإنسانية والحضارية على نحو فارق.