الإيرانيون وحتى أتباع النظام المستولي على الحكم في إيران يشهرون اليوم في وجه «الملالي» السؤال الذي لم يعد مفراً من إشهاره في وجوههم وهو ما الذي استفادت منه إيران من تطوير الأسلحة والصواريخ التي صرفتم ثروة إيران عليها طوال الأربعين سنة الماضية؟ وما الذي عاد عليها من تنصيب أنفسهم حماة للدين والمذهب ومناصرة «المستضعفين والمظلومين» و«تصدير الثورة»؟ وهل يفيد ذلك أو شيء منه في درء خطر فيروس كورونا الذي بدأ يفتك بالناس في إيران وباشر في «تصدير ثورته» إلى الدول المجاورة؟
ما قاله وزير الصحة الإيراني في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يومين يعين على الاستنتاج بأن النظام الإيراني وبسبب انشغاله في فعل الأذى طوال السنين الأربعين الماضية وانشغاله بنهب ثروة الشعب الإيراني وحماية نفسه من السقوط لم يلتفت إلى صحة الناس ولم يضع في اعتباره أن يوما كيوم كورونا يمكن أن يعيشه الناس في إيران، فما قاله الوزير أكد أن النظام الإيراني لا تتوفر لديه القدرة لمواجهة هذا الخطر وأنه بناء عليه فإن المتوقع أن يحصد ويؤذي الفيروس الآلاف من المواطنين والمقيمين والزائرين.
استعدادات إيران لمواجهة فيروس كورونا هزيلة، والأكيد أنه لا ينفع معها تصريحات الرئيس حسن روحاني بأن كل شيء سينتهي اليوم السبت وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها، ولن ينفع معها بالطبع التطمينات عبر نشر الفيديوهات التي تتضمن كلاما غير علمي وغير منطقي، فالفيروس قاتل ومحاربته تكون بمواجهته من قبل الطواقم الطبية القادرة والمتمكنة من عملها وليس بما تتضمنه تلك الفيديوهات من قصص وروايات وأشعار وغير ذلك.
الإيرانيون يعانون اليوم من حصار صعب، فالدول المجاورة كلها – ومن بينها الدول التي تربطها بإيران علاقات فوق العادية – اتخذت قرارات بوقف الرحلات بينها وبين إيران وأخضعت كل القادمين منها قبل صدور هذه القرارات لفحوصات دقيقة بغية التأكد من خلوهم من الفيروس أملاً في منع دخوله إليها والسيطرة عليه. ولأن الأمر في إيران في تفاقم لذا صارت هذه الدول في حيرة مع من تبقى من مواطنيها في المدن الإيرانية، إن تركتهم هناك واويلاه، وإن سمحت بعودتهم واويلاه، فأعدادهم كبيرة واحتمالات إصابتهم بالفيروس كبيرة أيضاً وعودتهم من شأنها أن تربك الحياة في تلك البلدان، وهو ما توفر المثال عليه في إحدى دول مجلس التعاون الشقيقة التي لم تجد بداً من احتجاز كل من ساعدتهم على العودة في فندق وأخضعتهم للفحص وللعلاج، وهو ما أزعجهم وأربك حياتهم وحياة الآخرين.
النظام الإيراني لم يكن على استعداد لمثل هذا اليوم، وانشغاله بوضع الخطط التي يؤذي بها الآخرين وإنتاج الأسلحة وأدوات الموت جعله لا يتوقع قدوم مثل هذا اليوم أو حصول مثل هذا الأمر، لهذا لم يهتم بملف الصحة إلا قليل، ولهذا لم يعد في إيران اليوم مواطن تابع للنظام، بهواه أو غصب عنه، إلا وأشهر ذلك السؤال في وجه «الملالي».
ليس صحيحاً أبداً ما يدعيه البعض ويروج له من أن ما يجري هو توظيف للحدث بغية خدمة أهداف سياسية والإساءة إلى النظام الإيراني، وليس صحيحاً أبداً اعتبار البعض ما يجري فرصة للقضاء على هذا النظام بجعل الشعب الإيراني يثور عليه من خلال التركيز على تقصيره في الجانب الصحي وتوفيره الفرصة للموت كي يحصد أرواح الإيرانيين. هذا الكلام يروج له النظام ليغطي على فشله وتقصيره وظلمه للشعب الإيراني وليشغله عن الحال التي صار يعاني منها فيتوقف عن توجيه اللوم له ومحاسبته. ولكن لأن الخطب جلل لم يعد أمام الشعب الإيراني سوى أن يصرخ ويشهر في وجه الملالي ذلك السؤال.
{{ article.visit_count }}
ما قاله وزير الصحة الإيراني في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يومين يعين على الاستنتاج بأن النظام الإيراني وبسبب انشغاله في فعل الأذى طوال السنين الأربعين الماضية وانشغاله بنهب ثروة الشعب الإيراني وحماية نفسه من السقوط لم يلتفت إلى صحة الناس ولم يضع في اعتباره أن يوما كيوم كورونا يمكن أن يعيشه الناس في إيران، فما قاله الوزير أكد أن النظام الإيراني لا تتوفر لديه القدرة لمواجهة هذا الخطر وأنه بناء عليه فإن المتوقع أن يحصد ويؤذي الفيروس الآلاف من المواطنين والمقيمين والزائرين.
استعدادات إيران لمواجهة فيروس كورونا هزيلة، والأكيد أنه لا ينفع معها تصريحات الرئيس حسن روحاني بأن كل شيء سينتهي اليوم السبت وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها، ولن ينفع معها بالطبع التطمينات عبر نشر الفيديوهات التي تتضمن كلاما غير علمي وغير منطقي، فالفيروس قاتل ومحاربته تكون بمواجهته من قبل الطواقم الطبية القادرة والمتمكنة من عملها وليس بما تتضمنه تلك الفيديوهات من قصص وروايات وأشعار وغير ذلك.
الإيرانيون يعانون اليوم من حصار صعب، فالدول المجاورة كلها – ومن بينها الدول التي تربطها بإيران علاقات فوق العادية – اتخذت قرارات بوقف الرحلات بينها وبين إيران وأخضعت كل القادمين منها قبل صدور هذه القرارات لفحوصات دقيقة بغية التأكد من خلوهم من الفيروس أملاً في منع دخوله إليها والسيطرة عليه. ولأن الأمر في إيران في تفاقم لذا صارت هذه الدول في حيرة مع من تبقى من مواطنيها في المدن الإيرانية، إن تركتهم هناك واويلاه، وإن سمحت بعودتهم واويلاه، فأعدادهم كبيرة واحتمالات إصابتهم بالفيروس كبيرة أيضاً وعودتهم من شأنها أن تربك الحياة في تلك البلدان، وهو ما توفر المثال عليه في إحدى دول مجلس التعاون الشقيقة التي لم تجد بداً من احتجاز كل من ساعدتهم على العودة في فندق وأخضعتهم للفحص وللعلاج، وهو ما أزعجهم وأربك حياتهم وحياة الآخرين.
النظام الإيراني لم يكن على استعداد لمثل هذا اليوم، وانشغاله بوضع الخطط التي يؤذي بها الآخرين وإنتاج الأسلحة وأدوات الموت جعله لا يتوقع قدوم مثل هذا اليوم أو حصول مثل هذا الأمر، لهذا لم يهتم بملف الصحة إلا قليل، ولهذا لم يعد في إيران اليوم مواطن تابع للنظام، بهواه أو غصب عنه، إلا وأشهر ذلك السؤال في وجه «الملالي».
ليس صحيحاً أبداً ما يدعيه البعض ويروج له من أن ما يجري هو توظيف للحدث بغية خدمة أهداف سياسية والإساءة إلى النظام الإيراني، وليس صحيحاً أبداً اعتبار البعض ما يجري فرصة للقضاء على هذا النظام بجعل الشعب الإيراني يثور عليه من خلال التركيز على تقصيره في الجانب الصحي وتوفيره الفرصة للموت كي يحصد أرواح الإيرانيين. هذا الكلام يروج له النظام ليغطي على فشله وتقصيره وظلمه للشعب الإيراني وليشغله عن الحال التي صار يعاني منها فيتوقف عن توجيه اللوم له ومحاسبته. ولكن لأن الخطب جلل لم يعد أمام الشعب الإيراني سوى أن يصرخ ويشهر في وجه الملالي ذلك السؤال.