فيروس كورونا اجتاح معظم دول العالم، خرج من الصين لتصدره لنا كما اعتادت أن تصدر لنا الكثير من البضائع والسلع الكبيرة والخفيفة، هذا الفيروس اجتاح الحدود دون جواز سفر ليستقر في أجساد مواطني كثير من الدول لتبدأ المعاناة والخوف والقلق.

أنا لا أتهكم على الشعب الصيني أو الحكومة الصينية، ولا ألقي اللوم عليهما فهذه فيروسات طبيعية موجودة، وبالتأكيد من الصعب التحكم بها أو القضاء عليها بسهولة، ولكن أن ينتشر هذا الفيروس بهذه الطريقة ويكبد خسائر ضخمة من الأرواح والأموال فهذه كارثة كبرى تعد حرباً عالمية ثالثة يشهدها العالم في ترقب وتوجس لانتهاء حرب الفيروسات على الشعوب جميعاً.

شبح كورونا وصل البحرين عن طريق إيران،

أنا لا ألوم الشعب الإيراني أيضاً فهو متضرر بصورة خيالية لا أملك غير أن أقول كان الله في عون الشعب الإيراني الذي لا يزال يدفع ثمن متاجرة النظام الإيراني بأرواح الشعب وبمكتسباته، نعم، فالنظام الإيراني لا يهتم إلا بميليشيات الإرهاب يغدق عليها نصيب الأسد من ميزانية الدولة من أجل الإرهاب وتصديره لدول المنطقة، لا يعبأ ولا يلتفت إلى الشعب الضائع والحائر بين حقوقه واضطهاد الحكومة. ملفات كثيرة عالقة تعلق مصير الشعب الإيراني بها، ملف الفقر وتدني التعليم والعلاج والبطالة، ميزانية الدولة لا تسخر إلا للخراب والحروب وهذا ما آل إليه حال الشعب الإيراني في مواجهة شبح كورونا. لم تستعد إيران ولم تسخر أولوياتها لصد الوباء. فالحكومة الإيرانية تتقاذف بالشعب من كل حدب، ومع ذلك ومع سلب الحقوق تريد الحكومة الإيرانية من الشعب الإيراني أن يؤيد الانتخابات ويعمل على نجاحها بل ويثق بالنظام والحكومة.

فيروس كورونا سلاح مخيف فتاك لمن يريد تدمير الأمم ونهب خيراتها، وصل لكثير من دول العالم ومملكة البحرين متضررة بما تصدره لنا إيران من وباء فتاك جعلنا نخاف حتى مع من يجلس معنا.. منذ أيام جلس بجانبي في الطائرة رجل يلبس كمامة، أخرج من حقيبته مناديل مطهرة، وأخذ يمسح كل شيء، الكرسي من فوق إلى تحت وجوانب الكرسي والطاولة، ولم يجلس حتى عقم المكان بطريقة ترضيه، تسمرت للحظات على حرصه على صحته وخوفه من شبح كورونا، وكنت في حال من يرى ولا يرى، لم أتعجب، ولن أقول إنه الوسواس، وإنما الوقاية خير من العلاج، وهكذا نحاول أن نقي أنفسنا حفاظاً على صحتنا وصحة الآخرين.

* كلمة من القلب:

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، قام بمبادرات نثمنها، لاسيما حرص سموه على الحد من انتشار المرض من خلال توعية مكثفة مستمرة بجانب قرار سموه في تعطيل المدارس والجامعات لمدة أسبوعين فهو بالتأكيد قرار حكيم، ولكن يبقى بعد ذلك دور المجتمع في محاربة تفشي المرض وصده من خلال العمل بكل ما جاء من توعية وتثقيف والتكاتف مع الحكومة – جميعنا – والعمل بكل ما يأتي من قرار في هذا الشأن لأننا في قارب واحد فلندفعه إلى بر الأمان معا لنكون يداً واحدة من أجل الوطن.