طريق الإفلات من الظروف غير العادية التي تمر بها البحرين اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا وتمكنه من إصابة عدد من المواطنين الذين كانوا موجودين في إيران خصوصاً خلال فبراير الماضي طريق مختلف عن الطرق التي تسلكها كثير من الدول، فالبحرين لا تتعامل مع هذا الفيروس بإشهار أسلحة الصحة والنظافة في وجهه فقط ولكنها تعمد قبل ذلك إلى إشهار السلاح الأكثر مضياً وقدرة على المواجهة والذي سبق أن استخدمه شعب البحرين في ظروف أخرى لا علاقة لها بالصحة.عندما تعرضت البحرين للذي تعرضت له في تلك السنة التي ظن البعض أن بإمكانه تحقيق أمانيه المريضة واحتلال البلاد في غمضة عين أشهرت قيادة البحرين وحكومتها وشعبها ذلك السلاح الفعال الذي دعا معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة أهل البحرين أخيراً إلى إشهاره في وجه الظروف الصحية الطارئة، فالتجربة أثبتت أنه لا طريق سوى هذا الطريق لمواجهة كل طارئ وكل مؤثر سالب على هذه البلاد وأهلها.معاليه بدأ طريق مواجهة فيروس كورونا بدعوته الفعاليات الوطنية إلى لقاء أوصل من خلاله رسالة مفادها أننا «نمر اليوم بظروف تستدعي تعزيز الروح الوطنية والشراكة المجتمعية» ولفت إلى أن «الموقف أكثر جدية وأكبر من أي تحديات أخرى».في ذلك اللقاء الذي عقد الخميس الماضي وحضره نخبة من أبناء الوطن، ضمت علماء الدين ووسائل الإعلام ورؤساء تحرير الصحف والصحافيين وجمعاً من رجال الأعمال وأصحاب المجالس والوجهاء ورؤساء الأندية الرياضية والمراكز والجمعيات الشبابية، تحدث الوزير عن «استراتيجية الشراكة المجتمعية وأهمية تعزيز التواصل مع الهيئات الوطنية الرسمية والشعبية» في مثل هذه الظروف والأحوال، وقال «إننا نعول على الروح الوطنية التي يتميز بها كل أبناء البحرين بمختلف أطيافهم».. فهي الطريق إلى سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.حاضرو اللقاء الذي يأتي «في ظل التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بالاهتمام بسلامة المواطنين والمحافظة على راحتهم» أعربوا عن شكرهم للقيادة الحكيمة وعن ثقتهم في نجاعة هذا الأسلوب الذي لولاه لاختلفت النتائج في ذلك العام سيء الذكر، فهم يعلمون أن الإجراءات الوطنية لمكافحة انتشار فيروس كورونا يبدأ من هذا اللقاء ومن تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.وزير الداخلية الذي قاد اللقاء كعادته ببراعة لافتة لفت إلى أن ما يساعد على إنزال الهزيمة بفيروس كورونا هو حالة الوعي والانضباط التي يتميز بها مجتمع البحرين المتعلم والمثقف والمتعاون بطبعه في مثل هذه الظروف، ودعا الحاضرين إلى القيام بدورهم الوطني الذي لخصه في «متابعة تنفيذ الإرشادات الصحية في المجتمع، كل حسب قدرته واختصاصه ومسئوليته»... والعمل معا على «تغيير بعض السلوكيات المجتمعية وتقديم المصلحة والصحة العامة على أي اعتبار» حيث «الأمر يتطلب تعاون الجميع بدون استثناء».معالي الشيخ راشد قال أيضاً إن «اليوم هو يوم توحيد الجهود» وإن ما صرنا فيه «يتطلب بذل جهود اجتماعية وإعلامية وثقافية» ولفت إلى أن لكل فرد من أفراد المجتمع دور لا يستهان به. وهذه حقيقة مهمة ينبغي الانطلاق منها والتأسيس عليها، حيث يكفي الفرد ألا يتفاعل مع الشائعات ويستقي المعلومات من مصادرها الرسمية ولا يقبل بتضخيم الأمور فيمتنع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بث الشائعات المغرضة التي تمس الأمن والسلم الأهلي ويلتزم بالإرشادات وبما هو مطلوب منه ليكون شريكا فاعلا في هذه العملية وهذه الخطة التي تؤكد أهمية الشراكة المجتمعية والتكاتف المجتمعي للتصدي لكل ما من شأنه تهديد السلامة العامة»، فهذا هو الطريق للإفلات من الظرف الصحي الطارئ.. وطريق صون المكتسبات الوطنية.