الحق يقال، إذ ما نمر به حالياً، وأعني ظروف التعامل مع فيروس كورونا المستجد، يمثل حالة نموذجية في كيفية تعامل البحرين من خلال كافة قطاعاتها، وكذلك مجتمعها، مع هذا الحدث الطارئ.الإجراءات التي اتخذتها البحرين، والمعالجات التي تمت، والشفافية في الطرح والإعلان عن الأرقام باختلافها، كلها أمور أوصلت البحرين لتكون في صدارة الدول التي تحظى بإشادة منظمة الصحة الدولية بشأن أسلوب التعامل مع المشاكل والكوارث الصحية.هنا لسنا نتفاخر بما فعلته البحرين، إذ بلادنا لا تحتاج للإطراء كي تضيع فيه وقتاً ثميناً، هي -أي بلادنا- تستثمره من خلال عمل جاد ودؤوب لحماية المجتمع وأفراده من خطر هذا المرض.رغم الإعلان المستمر عن الأرقام المعنية برصد حالات الإصابة، أو إجراء الفحوصات، أو شفاء الحالات، أو التأكد من سلامة الآخرين، إلا أن الجهد البحريني يمضي بشكل واضح، ولا يمكن انتقاص شيء منه.ولعل هذه الإجراءات التي تقوم بها الدولة، والشفافية والوضوح في التعامل، من الأسباب الرئيسة التي تدفع الأفراد للاطمئنان أكثر، عوضاً عن تركهم في حالة قلق وتوجس، فالإرشادات مستمرة، والجهود التوعوية بينة وواضحة، وإجراءات التعامل مع الحالات مبينة للجميع، بحيث لا يخشى أحد على نفسه إن هو التزم بالإجراءات وسارع لإجراء الفحوصات، وحتى لا سمح الله وتبين أنه مصاب، فإن العناية والاهتمام موجودان، والهدف كله يتمثل بحماية الأفراد سواء مواطنين أو مقيمين.في ظل منظومة العمل المستمرة هذه، والجهود الكبيرة التي تبذل، ومخاطرة أطقم العناية الطبية بأنفسهم، يخرج علينا من يسعى لاستهداف البحرين من خلال هذا الملف.للأسف الشديد هناك من لا يهمه وطن ولا يهمه شعب ولا يهمه أي شيء، سوى أجندته الشخصية. إذ رغم ما تفعله البحرين، ورغم الإشادة الدولية، إلا أن هناك عناصر ممن سجل عليها التاريخ مواقفها المضادة للوطن خاصة في 2011، خرجت هذه العناصر لتهاجم البحرين، ولتقحم الطائفية والعنصرية في كل شيء، بل وسعت جاهدة وباستماتة لتضليل العالم بشأن البحرين واستراتيجيتها في التعامل مع المرض.فقط أقول بأن نحمد الله أن المجتمع الدولي يرى في مصداقية منظمة الصحة العالمية، أكثر مما يرى في مصداقية أفراد يدعون أنهم بحرينيون بينما هم من يهاجمون البحرين رغم كل الجهود التي تقوم بها.ملف البحرينيين الموجودين في إيران حاولوا استغلاله لمهاجمة البحرين، رغم أن التصريحات الرسمية كشفت وبكل وضوح أسلوب المعالجة مع الأعداد الموجودة هناك، من خلال وضع خطة لنقلهم والعناية الصحية بهم لضمان سلامتهم، مثلما فعلت مع العائدين من إيران، من فحص لمن تقدم وكشف عن ذهابه لإيران، أو ممن ذهبت وحدات الفحص المتنقلة لمنزله حتى تتأكد من سلامته.يستهدفون البحرين باستماتة حتى وهي تقوم بمجهودات كبيرة وواضحة ومؤثرة تثبت كيف أن الإنسان البحريني غالٍ على دولته، يهاجمون البحرين في حين لم ينطق لسانهم بحرف بشأن الضرر الذي طال البحرين ودول الخليج من إيران، حين عمدت هذه الأخيرة لإخفاء حقيقة وضع فيروس كورونا فيها، والأعداد المهولة من المصابين والمتوفين، وكيف أن رحلات الطيران للصين لم تتوقف حتى في ظل تفشي الفيروس.مخجل جداً حينما تواجه بلادك أزمة عالمية تتطلب تكاتف الجميع، وتستدعي التضامن «إنسانياً» مع الجميع، وأنت تترك كل ذلك، وتبدأ عزف أسطوانتك العنصرية الطائفية المشروخة، فقط لتضرب من تدعي أنها بلدك وتهمك.البحرين تظل أكبر من أي شخص، وكل إنسان له قيمة ومكانة فيها، وما يحصل حالياً بشأن التعامل مع كافة الحالات، أمر يثبت بالفعل كيف تتعامل الدولة، في مقابل كيف يتعامل كارهو الدولة.