لايزال النظام الإيراني دون القدرة على جعل الناس في إيران ينفذون تعليماته فيما يخص فيروس كورونا الذي انتشر هناك بسرعة لافتة بسبب تلكئه في الإعلان عنه، ولايزال عاجزاً عن منعه من الانتشار في المدن والقرى التي صار متوفراً فيها كلها بسخاء. دليل ذلك أن مسؤولاً كبيراً في النظام قال قبل أيام إن النظام قد يضطر إلى إنزال الحرس الثوري إلى الشوارع لمنع الناس من الانتقال بين المحافظات، وكذلك تهديد مسؤول آخر بإجبار المواطنين على البقاء في منازلهم بالقوة في بعض المحافظات للحد من انتشار الفيروس في حال رفضوا ذلك طوعاً.

تأكيداً لذلك نشر الناشط الإيراني المعارض محمد الأحوازي، فيديو قال إنه من مدينة سلماس يظهر سيارات إسعاف وأخرى حكومية تجوب المدينة وتطلب عبر مكبرات الصوت من المواطنين عدم الخروج إلا للضرورة.

المفارقة أن النظام الإيراني يوفر أرقاماً هزيلة لأعداد المصابين بالفيروس وأعداد المتوفين بسببه ويريد من الإيرانيين البقاء في منازلهم، وهو أمر غير ممكن بالطبع، فالأرقام التي يوفرها لا تجعلهم يتخذون ذلك القرار، فتلك الأرقام تشعرهم بأنه لا يوجد ما يستدعي الخوف فيخرجون ويساهمون في نشر الفيروس.

في المقابل فإن دعوة النظام المواطنين في بعض المحافظات إلى البقاء في منازلهم يعني أن الأرقام التي تتحدث عنها المعارضة الإيرانية أقرب للصحة، فلولا أن الخطب جلل لما عمد النظام إلى ذلك ولما هدد.

منظمة مجاهدي خلق أعلنت قبل يومين بأن عدد المتوفين جراء فيروس كورونا تجاوز 2000 في 105 مدن إيرانية، وقالت إن عدد المصابين والضحايا يتزايد باطراد، وأن من أسباب انتشاره السريع تأخر النظام في منع إقامة صلوات الجماعة والجمعة.

المعارضة الإيرانية تستدل على هزالة الأرقام التي يوفرها النظام الإيراني بإغلاق طرق الكثير من المحافظات وتقول إن 300 شخص على الأقل توفوا في مدينة رشت وحدها، ونسبت إلى أحد أعضاء مجلس الشورى عن تلك المدينة قوله «إن أعداد المصابين رهيبة وإن معدات تشخيص المرض غير متوفرة ولا يوجد أسرة للمرضى الجدد في رشت والمناطق المحيطة بها، وإن العديد من الأطباء والممرضين أصيبوا بالفيروس أو يعانون من التعب المفرط ولم يعودوا قادرين على القيام بمهامهم»، والأمر نفسه نسبته إلى عضو آخر في الشورى قالت إنه تحدث عن محافظة كيلان، وثالث عن محافظة كلستان أكد أن الإحصاءات التي يوفرها النظام غير حقيقية وأن عدد الوفيات في تلك المحافظة يقترب من الـ200.

منع الانتقال بين المحافظات الإيرانية، والدعوة إلى البقاء في المنازل في بعضها عبر مكبرات الصوت من قبل الشرطة، وإغلاق الأماكن العامة والأضرحة والمتاحف والمساجد ومراكز الضيافة وأماكن الاستقبال، والتهديد بإنزال الحرس الثوري لإرغام الناس على تنفيذ التعليمات، كل هذه أمور تؤكد بأن أرقام المصابين بالفيروس والمتوفين به التي يوفرها النظام غير صحيحة، وتؤكد أيضاً بأن الناس في إيران لم يعودوا يثقون في النظام ويعتبرونه كذاباً.

مريم رجوي وعبر رسالة متلفزة اختصرت الحال في إيران فقالت عن النظام «إنهم لا يرحمون أحداً بغية الحفاظ على سلطتهم المشينة، لذلك، فإن صراع الشعب الإيراني مع كورونا هو جزء من كفاحه للإطاحة بنظام الملالي وتحقيق الديمقراطية وسلطة جمهور الشعب في إيران»، ودعت الشباب الإيراني وخاصة في مجالس المقاومة والمجالس الشعبية إلى «القيام بمساعدة المصابين وإنقاذ حياة المواطنين مع الالتزام بمعايير الصحة والسلامة»، وهذا يعني أن الشعب الإيراني صار على علم بقلة حيلة النظام وعدم تمكنه من التعامل مع هذا الوضع الطارئ الذي من الواضح أنه لم يحسب له قط.