فقدت البحرين، وفقد الخليج والعالم العربي إنساناً عزيزاً على القلوب. رجلاً اقتحم هذه القلوب اقتحاماً، بطيبته وعفويته وأصالته ومعاملته الراقية مع الجميع.
هرم الرياضة العربية معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، رحل عنا وترك في النفوس ألماً وحزناً كبيرين عليه، فما أؤمن به أنه لا يوجد إنسان في البحرين تحديداً لا يملك ذكرى جميلة جمعته بالشيخ «بوعبدالله»، أو موقفاً يتذكره بشجن، أو أقلها صورة أثيرة يفتخر بأنها تجمعه مع رمز الرياضة البحرينية.
في كأس الخليج الأخيرة، كانت فرحتنا كبحرينيين خصوصاً، وخليجيين عموماً ليس فقط بالظفر بلقب البطولة الغائب منذ خمسين عاماً، بل كانت الفرحة أكبر لأن هذه الكأس «أخيراً» سترفعها يد الشيخ عيسى بن راشد، هذا الرجل الذي أعطى الرياضة البحرينية والخليجية والعربية كل ما عنده من حب وشغف وعمل، هذا الرجل الذي شهد ولادة كأس الخليج، وكان مساهماً بارزاً فيها، هذا الرجل يستحق أن يرفعها ويحتضنها ويفرح بها.
في كل محفل خليجي كانت الأنظار تتركز على الشيخ عيسى بن راشد، كان هو «ملح» الدورات، وكان الأشقاء الخليجيون يتهافتون عليه أينما حل وذهب، هو الركن الثابت في هذه البطولة إضافة لمسماها الغالي وكأسها المميز بمضمونه ورمزيته المعنوية.
وكأنه كان آخر المطاف، وآخر المشوار لرجل دعونا له ليلاً ونهاراً بأن ينعم الله عليه بالصحة والعافية، ففقده كبير وموجع، ووجوده صار لنا الأمر الثابت والطبيعي.
عيسى بن راشد الإنسان، الرياضي، والشاعر، والإداري العسكري، والقائد الإعلامي، والرجل الذي توصف الطيبة باسمه، وقيل مراراً إن كنت تريد معرفة ما هي البحرين، وكيف يكون أهلها، وما هي طباعهم وخصالهم الجميلة الأصيلة، فما عليك إلا أن ترى الشيخ عيسى بن راشد.
تعجز الكلمات عن وصف هذا الرجل كبير القامة، تنهزم الجمل إن أردنا بها اختزال تاريخه الحافل، ولن تسعفنا الأقوال كلها لو أردنا أن نشرح للناس ماذا يعني «عيسى بن راشد» كرجل ورمز أجمع على حبه الجميع.
قصص عيسى بن راشد ستظل باقية، ومئات الفيديوهات والمقاطع الصوتية له ستظل خالدة في ذاكرتنا وعقولنا وقلوبنا، فهو الذي جعل للرياضة البحرينية والخليجية «طعماً مختلفاً»، وهو الشاعر الذي كتبت بكلماته أجمل الكلمات الوطنية، والكلمات المحركة للمشاعر والأحاسيس.
«يا الزينة ذكريني، لي غيبتني بحور»، كلمات أغنية كتبها بوعبدالله، وغنيناها وترنمنا بها سنوات، ولم نظن يوماً بأن كلماتها ستنطبق حرفياً على الشيخ عيسى بن راشد، وكأنه يتحدث لنا، وكأنه يمهد لفراقه، وكأنه يقول «اذكروني حين أرحل».
والله لم ترحل من قلوبنا يا بوعبدالله، حبك يبقيك مخلداً، طيبتك تخلدك رمزاً، تاريخك بحد ذاته قصة بحرينية أصيلة لن تتكرر.
«حلفت يا الزينة ما أفارق البحرين»، ونعم، لم تفارقها ولن تفارقها، فأنت في قلوب أهلها أبد الدهر. رحمك الله شيخنا عيسى بن راشد، وأسكنك فسيح جناته.
{{ article.visit_count }}
هرم الرياضة العربية معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، رحل عنا وترك في النفوس ألماً وحزناً كبيرين عليه، فما أؤمن به أنه لا يوجد إنسان في البحرين تحديداً لا يملك ذكرى جميلة جمعته بالشيخ «بوعبدالله»، أو موقفاً يتذكره بشجن، أو أقلها صورة أثيرة يفتخر بأنها تجمعه مع رمز الرياضة البحرينية.
في كأس الخليج الأخيرة، كانت فرحتنا كبحرينيين خصوصاً، وخليجيين عموماً ليس فقط بالظفر بلقب البطولة الغائب منذ خمسين عاماً، بل كانت الفرحة أكبر لأن هذه الكأس «أخيراً» سترفعها يد الشيخ عيسى بن راشد، هذا الرجل الذي أعطى الرياضة البحرينية والخليجية والعربية كل ما عنده من حب وشغف وعمل، هذا الرجل الذي شهد ولادة كأس الخليج، وكان مساهماً بارزاً فيها، هذا الرجل يستحق أن يرفعها ويحتضنها ويفرح بها.
في كل محفل خليجي كانت الأنظار تتركز على الشيخ عيسى بن راشد، كان هو «ملح» الدورات، وكان الأشقاء الخليجيون يتهافتون عليه أينما حل وذهب، هو الركن الثابت في هذه البطولة إضافة لمسماها الغالي وكأسها المميز بمضمونه ورمزيته المعنوية.
وكأنه كان آخر المطاف، وآخر المشوار لرجل دعونا له ليلاً ونهاراً بأن ينعم الله عليه بالصحة والعافية، ففقده كبير وموجع، ووجوده صار لنا الأمر الثابت والطبيعي.
عيسى بن راشد الإنسان، الرياضي، والشاعر، والإداري العسكري، والقائد الإعلامي، والرجل الذي توصف الطيبة باسمه، وقيل مراراً إن كنت تريد معرفة ما هي البحرين، وكيف يكون أهلها، وما هي طباعهم وخصالهم الجميلة الأصيلة، فما عليك إلا أن ترى الشيخ عيسى بن راشد.
تعجز الكلمات عن وصف هذا الرجل كبير القامة، تنهزم الجمل إن أردنا بها اختزال تاريخه الحافل، ولن تسعفنا الأقوال كلها لو أردنا أن نشرح للناس ماذا يعني «عيسى بن راشد» كرجل ورمز أجمع على حبه الجميع.
قصص عيسى بن راشد ستظل باقية، ومئات الفيديوهات والمقاطع الصوتية له ستظل خالدة في ذاكرتنا وعقولنا وقلوبنا، فهو الذي جعل للرياضة البحرينية والخليجية «طعماً مختلفاً»، وهو الشاعر الذي كتبت بكلماته أجمل الكلمات الوطنية، والكلمات المحركة للمشاعر والأحاسيس.
«يا الزينة ذكريني، لي غيبتني بحور»، كلمات أغنية كتبها بوعبدالله، وغنيناها وترنمنا بها سنوات، ولم نظن يوماً بأن كلماتها ستنطبق حرفياً على الشيخ عيسى بن راشد، وكأنه يتحدث لنا، وكأنه يمهد لفراقه، وكأنه يقول «اذكروني حين أرحل».
والله لم ترحل من قلوبنا يا بوعبدالله، حبك يبقيك مخلداً، طيبتك تخلدك رمزاً، تاريخك بحد ذاته قصة بحرينية أصيلة لن تتكرر.
«حلفت يا الزينة ما أفارق البحرين»، ونعم، لم تفارقها ولن تفارقها، فأنت في قلوب أهلها أبد الدهر. رحمك الله شيخنا عيسى بن راشد، وأسكنك فسيح جناته.