أكتب اليوم والعالم من حولي يعج بالأخبار الحزينة المليئة بالكآبة والكوارث والمحن، أكتب وكأنني أعيش في الأيام التي تسبق نهاية العالم، أمم تقف وترقب في ذهول ما يحدث حولها غير مصدقة لما يدور، بعد أن كانت غير آبهة بما كان وما يكون، عوائل متسمرة أمام الشاشة الصغيرة وأخرى ممسكة بهواتفها وغيرها ثبتت موجة الراديو في مركباتها على ترددات القنوات الإخبارية وكأنها أعادت برمجة حياتها وعقولها وأفاقت بعد طول غياب من غيبوبة توافه الأمور إلى صحوة الواقع المرير.
أمم تقف حائرة بعد أن كانوا يرون أن العلم الذي أوصلهم إلى الفضاء وجعل التواصل بين نقطتين نقيضتين في الزمان والمكان أسهل مما كانوا يحلمون ويتوقعون، هذا العلم الذي استنسخ الحيوانات والبشر وبات يتحدث عن ذكاء اصطناعي سيقف عاجزاً منكسراً أمام جرثومة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، جرثومة أو كما يطلق عليها العلم الحديث فيروس سيشل الحركة الاقتصادية العالمية وسيقفل المطارات والموانئ والحدود وسيوقف التعليم ويؤدي إلى محو دول بعينها بسبب الشلل المتعدد الذي أصابها، مرض بات حديث العالم وليس دولة أو إقليماً أو قارة، بل حديث الكرة الأرضية برمتها.
كان العالم بأسره يجزم بأن خرابه ودماره سيكون بسبب حرب عالمية أو بسبب تسارع وتيرة الصناعات العسكرية، لذا كانت الشعوب تعيش ساعاتها في لهو وسبات، منهم من انجرف خلف توافه الأمور ومنهم من كان هو من يمثل تلك التوافه ويدعو لها، لكنه لم يعلم بأن الدمار القادم لن يكون من فوهة مدفع أو قنبلة تسقطها طائرة مسيرة دون طيار، أو حتى هجوم إلكتروني يشل مفاصل الدول ويدمر اقتصادها ويهدد أمنها وبقاءها، فأتانا الهجوم من حيث لا نعلم ولم نتوقع، جاءنا بشكل مرض بسيط في ظاهرة مخيف في واقعه وقال أروني ما لديكم من علم وتقنية وتقدم، وأسمعوني أصوات محلليكم ومثقفيكم وعلمائكم الذين عاثوا في الفضائيات خراباً يحللون الوهم بهدف التكسب المادي أو وفق أجندات خبيثة، أسمعوني ماذا سيقولون عني وكيف سيسيطرون علي بنظرياتهم التي أزعجوا غيرهم بها؟!
نعم يا سادة، إننا أمام واقع مرير نقف من خلاله غير مصدقين لما حدث ويحدث، حتى بتنا لا نستطيع التكهن بما هو قادم بل لا نملك إلا الدعاء والأمنيات بأن نعود كما كنا وكان حالنا، أزمة كهذه الأزمة التي تعيشها الكرة الأرضية يجب أن تكون كفيلة بأن يعود البشر إلى رشدهم، فهي تمثل صفعة على وجه كل متهور أرعن أو طائفي بغيض أو متدين متشدد أو موظف مرتشٍ أو جاهل متسلق أو إنسان بغيض يعيش على زرع الفتن ويكيد الدسائس والمؤامرات، صفعة تعيد جميع هؤلاء إلى رشدهم وتعمل على إعادة إحياء قلوبهم وضمائرهم وعقولهم، صفعة تعيد هذا العالم إلى جادة الصواب، صفعة تعيد لنا النقاء والصفاء والهدوء والطمأنينة، صفعة تجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وليس العكس.
إن ما يحدث اليوم يجب أن ينعكس إيجاباً لا سلباً، يحول البشرية من النقيض إلى النقيض، تحولاً إيجابياً يعيد إلى الحياة المعنى الحقيقي لها، يعيدنا نحن على الأقل إلى فطرتنا الإلهية وهي التعايش والتوادد والتراحم لا إلى التقاتل والتزاحم والبغض والكراهية.
ما أكتبه اليوم لا يمت إلى العمود الصحفي بصلة، ولكنها مشاعر شعرت بها لوهلة وترجمتها بعمود داخل صحيفة تحمل اسماً يجب أن نتمسك به جميعاً، إنه الوطن، فمن دونه نحن مرضى، ومع غيره نحن غرباء، فهذا الوقت هو وقت الوطن، فكلما تمسكنا ببعضنا البعض كلما تجاوزنا المحنة والأزمة والابتلاء، فلنقف اليوم صفاً واحداً وفريقاً واحداً نحمل جميعنا هدفاً واحداً لا غير وهو الوطن... الوطن وكفى.
أمم تقف حائرة بعد أن كانوا يرون أن العلم الذي أوصلهم إلى الفضاء وجعل التواصل بين نقطتين نقيضتين في الزمان والمكان أسهل مما كانوا يحلمون ويتوقعون، هذا العلم الذي استنسخ الحيوانات والبشر وبات يتحدث عن ذكاء اصطناعي سيقف عاجزاً منكسراً أمام جرثومة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، جرثومة أو كما يطلق عليها العلم الحديث فيروس سيشل الحركة الاقتصادية العالمية وسيقفل المطارات والموانئ والحدود وسيوقف التعليم ويؤدي إلى محو دول بعينها بسبب الشلل المتعدد الذي أصابها، مرض بات حديث العالم وليس دولة أو إقليماً أو قارة، بل حديث الكرة الأرضية برمتها.
كان العالم بأسره يجزم بأن خرابه ودماره سيكون بسبب حرب عالمية أو بسبب تسارع وتيرة الصناعات العسكرية، لذا كانت الشعوب تعيش ساعاتها في لهو وسبات، منهم من انجرف خلف توافه الأمور ومنهم من كان هو من يمثل تلك التوافه ويدعو لها، لكنه لم يعلم بأن الدمار القادم لن يكون من فوهة مدفع أو قنبلة تسقطها طائرة مسيرة دون طيار، أو حتى هجوم إلكتروني يشل مفاصل الدول ويدمر اقتصادها ويهدد أمنها وبقاءها، فأتانا الهجوم من حيث لا نعلم ولم نتوقع، جاءنا بشكل مرض بسيط في ظاهرة مخيف في واقعه وقال أروني ما لديكم من علم وتقنية وتقدم، وأسمعوني أصوات محلليكم ومثقفيكم وعلمائكم الذين عاثوا في الفضائيات خراباً يحللون الوهم بهدف التكسب المادي أو وفق أجندات خبيثة، أسمعوني ماذا سيقولون عني وكيف سيسيطرون علي بنظرياتهم التي أزعجوا غيرهم بها؟!
نعم يا سادة، إننا أمام واقع مرير نقف من خلاله غير مصدقين لما حدث ويحدث، حتى بتنا لا نستطيع التكهن بما هو قادم بل لا نملك إلا الدعاء والأمنيات بأن نعود كما كنا وكان حالنا، أزمة كهذه الأزمة التي تعيشها الكرة الأرضية يجب أن تكون كفيلة بأن يعود البشر إلى رشدهم، فهي تمثل صفعة على وجه كل متهور أرعن أو طائفي بغيض أو متدين متشدد أو موظف مرتشٍ أو جاهل متسلق أو إنسان بغيض يعيش على زرع الفتن ويكيد الدسائس والمؤامرات، صفعة تعيد جميع هؤلاء إلى رشدهم وتعمل على إعادة إحياء قلوبهم وضمائرهم وعقولهم، صفعة تعيد هذا العالم إلى جادة الصواب، صفعة تعيد لنا النقاء والصفاء والهدوء والطمأنينة، صفعة تجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وليس العكس.
إن ما يحدث اليوم يجب أن ينعكس إيجاباً لا سلباً، يحول البشرية من النقيض إلى النقيض، تحولاً إيجابياً يعيد إلى الحياة المعنى الحقيقي لها، يعيدنا نحن على الأقل إلى فطرتنا الإلهية وهي التعايش والتوادد والتراحم لا إلى التقاتل والتزاحم والبغض والكراهية.
ما أكتبه اليوم لا يمت إلى العمود الصحفي بصلة، ولكنها مشاعر شعرت بها لوهلة وترجمتها بعمود داخل صحيفة تحمل اسماً يجب أن نتمسك به جميعاً، إنه الوطن، فمن دونه نحن مرضى، ومع غيره نحن غرباء، فهذا الوقت هو وقت الوطن، فكلما تمسكنا ببعضنا البعض كلما تجاوزنا المحنة والأزمة والابتلاء، فلنقف اليوم صفاً واحداً وفريقاً واحداً نحمل جميعنا هدفاً واحداً لا غير وهو الوطن... الوطن وكفى.