نُسِبَ لأحد الصينيين أنه قال إنه لم يكن يتوقع أبداً أن يأتي اليوم الذي يتمكن فيه من خدمة وطنه فقط ببقائه في البيت. فالمكوث في البيت في مثل الظروف التي فرضها فيروس كورونا (كوفيد 19) وطنية ومشاركة فاعلة في محاربته، وهذا هو ما ينبغي أن يدركه الجميع ويلتزم به. ولولا أن الأمر كذلك لما أقدمت الحكومات على تعطيل المدارس والأعمال والكثير من الأنشطة.
للأسف لا يدرك البعض هذا الأمر وينظر إليه من زاوية أن بقاءه في الحجر المنزلي يعني أنه محبوس ومعطل ولا قيمة له فيكسر القرار ويخرج إلى الناس، بل أن بعضاً من هذا البعض يعمد إلى مخالفة القرار بعد أيام معتقداً أنه «صاغ سليم» وأنه لا يمكن أن يكون حاملاً للفيروس أو مصاباً به، ولهذا فإن الحكومات لا تتردد في مثل هذه الظروف والأحوال عن معاقبته ومنعه من دخول الأماكن ذات العلاقة بوظيفته وعمله بل وتحويله إلى النيابة العامة للتحقيق معه وربما يتجاوز الأمر ذلك فيصل إلى محاكمته.
«انثبر»! بهذه الكلمة العامية التي تعني ابقَ في مكانك ولا تخرج من بيتك خاطب أحد الأطباء البحرينيين النشطين مجتمعياً في رسالة فيديو نشرها قبل أيام الجميع وشرح من خلالها أهمية البقاء في البيت فترة الـ 14 يوماً وعدم الخروج منه لو كان «محكوماً» بالعزل المنزلي، وعدم خروج الآخرين منه إلا للضرورة.
مجتمعنا مثله مثل أي مجتمع عربي لا يمتلك بعضه هذه الثقافة التي تتوفر في جل أو ربما كل المجتمعات الغربية والمتقدمة، ولهذا فإن المعنيين بمكافحة الفيروس يعانون من عدم التزام البعض بقرار الحجر المنزلي، بل أنه في بعض المجتمعات العربية حصل أن عمد بعض من تم إدخاله إلى الحجر الصحي إلى الهروب من المكان. وهناك أمر آخر وهو أن البعض في هذه المجتمعات يرفض الأخذ بالأسباب ويستشهد بالآيات القرآنية التي تحث وتؤكد على أهمية الاتكال على الله سبحانه وتعالى فيقصد كل تجمع «بعض رجال الدين عمدوا إلى توجيه رسائل فيديو قصيرة تحث على عدم الالتزام بقرارات الحجر المنزلي والذهاب إلى المساجد للصلاة والدعاء، من باب أن هذه الظروف تستوجب اللجوء إلى الله، من دون أن ينتبه إلى أن الصلاة يمكن أن تكون في البيوت وأن الله يسمع دعاء عباده أينما كانوا».
هي ثقافة مجتمع أو بالأحرى بعضه، لكن لأن الظرف لا يسمح بالتهاون في هذا الأمر لذا فإنه لا مفر من إحداث تغيير في هذه الثقافة «طيب غصب» وفرض السلوكيات التي تنقذ الناس من الذي هم فيه، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتطبيق القانون بصرامة ومن دون استثناء، فالعزل يعني العزل، ومخالفته يعني تحمل المخالف للعقوبات التي يحددها القانون. وهذا ما تأكد في الأيام الماضية حيث تمت معاقبة الذين خالفوا وقرروا أنهم أصحاء ولا يحتاجون إلى الدخول في العزل.
مثال آخر على السلوكيات التي ينبغي أن تتغير المصافحة وتبادل القبلات تعبيراً عن المحبة، فلأن الظرف مختلف لذا صار مهماً إحداث التغيير المطلوب. في هذا الصدد بادر بعض المؤثرين من المسؤولين والنجوم إلى توجيه رسائل مباشرة إلى العامة كي يتوقفوا عن تلك العادة مؤقتاً ويكتفوا بتوجيه التحية من بعيد، فالمحبة في القلب وعدم المصافحة لا يعني التقليل من التقدير والاحترام.
بالطبع مثل هذا الأمر يحتاج إلى زمن، حيث العادة تحكم والتغيير في سلوك المجتمع لا يأتي سريعاً والبعض غير مؤهل لاستيعاب هذا التغيير ولا يدرك أنه بالتزامه بالسلوكيات الجديدة يمارس دوراً وطنياً مهماً... ولكن لا مفر من فرض هذه الثقافة.
{{ article.visit_count }}
للأسف لا يدرك البعض هذا الأمر وينظر إليه من زاوية أن بقاءه في الحجر المنزلي يعني أنه محبوس ومعطل ولا قيمة له فيكسر القرار ويخرج إلى الناس، بل أن بعضاً من هذا البعض يعمد إلى مخالفة القرار بعد أيام معتقداً أنه «صاغ سليم» وأنه لا يمكن أن يكون حاملاً للفيروس أو مصاباً به، ولهذا فإن الحكومات لا تتردد في مثل هذه الظروف والأحوال عن معاقبته ومنعه من دخول الأماكن ذات العلاقة بوظيفته وعمله بل وتحويله إلى النيابة العامة للتحقيق معه وربما يتجاوز الأمر ذلك فيصل إلى محاكمته.
«انثبر»! بهذه الكلمة العامية التي تعني ابقَ في مكانك ولا تخرج من بيتك خاطب أحد الأطباء البحرينيين النشطين مجتمعياً في رسالة فيديو نشرها قبل أيام الجميع وشرح من خلالها أهمية البقاء في البيت فترة الـ 14 يوماً وعدم الخروج منه لو كان «محكوماً» بالعزل المنزلي، وعدم خروج الآخرين منه إلا للضرورة.
مجتمعنا مثله مثل أي مجتمع عربي لا يمتلك بعضه هذه الثقافة التي تتوفر في جل أو ربما كل المجتمعات الغربية والمتقدمة، ولهذا فإن المعنيين بمكافحة الفيروس يعانون من عدم التزام البعض بقرار الحجر المنزلي، بل أنه في بعض المجتمعات العربية حصل أن عمد بعض من تم إدخاله إلى الحجر الصحي إلى الهروب من المكان. وهناك أمر آخر وهو أن البعض في هذه المجتمعات يرفض الأخذ بالأسباب ويستشهد بالآيات القرآنية التي تحث وتؤكد على أهمية الاتكال على الله سبحانه وتعالى فيقصد كل تجمع «بعض رجال الدين عمدوا إلى توجيه رسائل فيديو قصيرة تحث على عدم الالتزام بقرارات الحجر المنزلي والذهاب إلى المساجد للصلاة والدعاء، من باب أن هذه الظروف تستوجب اللجوء إلى الله، من دون أن ينتبه إلى أن الصلاة يمكن أن تكون في البيوت وأن الله يسمع دعاء عباده أينما كانوا».
هي ثقافة مجتمع أو بالأحرى بعضه، لكن لأن الظرف لا يسمح بالتهاون في هذا الأمر لذا فإنه لا مفر من إحداث تغيير في هذه الثقافة «طيب غصب» وفرض السلوكيات التي تنقذ الناس من الذي هم فيه، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتطبيق القانون بصرامة ومن دون استثناء، فالعزل يعني العزل، ومخالفته يعني تحمل المخالف للعقوبات التي يحددها القانون. وهذا ما تأكد في الأيام الماضية حيث تمت معاقبة الذين خالفوا وقرروا أنهم أصحاء ولا يحتاجون إلى الدخول في العزل.
مثال آخر على السلوكيات التي ينبغي أن تتغير المصافحة وتبادل القبلات تعبيراً عن المحبة، فلأن الظرف مختلف لذا صار مهماً إحداث التغيير المطلوب. في هذا الصدد بادر بعض المؤثرين من المسؤولين والنجوم إلى توجيه رسائل مباشرة إلى العامة كي يتوقفوا عن تلك العادة مؤقتاً ويكتفوا بتوجيه التحية من بعيد، فالمحبة في القلب وعدم المصافحة لا يعني التقليل من التقدير والاحترام.
بالطبع مثل هذا الأمر يحتاج إلى زمن، حيث العادة تحكم والتغيير في سلوك المجتمع لا يأتي سريعاً والبعض غير مؤهل لاستيعاب هذا التغيير ولا يدرك أنه بالتزامه بالسلوكيات الجديدة يمارس دوراً وطنياً مهماً... ولكن لا مفر من فرض هذه الثقافة.