تتسارع الأحداث وتتسارع الأيام وأضحى الوقت في مثل هذه الفترة العصيبة من حياتنا يمر مر السحاب.. «كورونا».. ذلك المخلوق الصغير الذي أزعج العالم وأثار الرعب والهلع ونخر في بنيان الاقتصاد، وأخاف الإنسان المخلوق من تراب.. «كورونا» لم يعد مجرد فيروس ولا مجرد وباء انتشر بسرعة في كافة الدول كانتشار النار في الهشيم.. «كورونا» هو رسالة عاجلة لمن استخلفه الله عز وجل في هذه الأرض ليحمل رسالته وينشر دين الإسلام وينبه البشرية بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى حتى ينعمون في الجنان الخالدة.. «كورونا» هو فصل مهم مؤثر من فصول حياتنا ستظل الأجيال تتحدث عنه وسيكون فيما بعد كتاباً يدرس وقصة تحكى للأبناء..
لربما تختلط المشاعر.. ويعجز اللسان أن يعبر عن مكنون قلبه، لأن الوضع لم يعد كما بدأ، ولم تعد الظروف طبيعية كما كانت، بل إن الناس اليوم فضلوا أن يحافظوا على سلامتهم وسلامة أهليهم ويأخذوا بمبدأ السلامة.. السلامة التي ينشدونها في ظل عقولنا القاصرة التي ترى أن «كورونا» هو الوحش المخيف الذي أتى من ذلك الكوكب الغريب ليغير حياة الناس ويوصل لهم رسالة محددة.. أن الكون قد أوشك على الفناء!! البعض أضحى حبيس الأوهام والمعتقدات الغريبة، وأضحت الرسائل التي يكتبها مجرد تمتمات غير واضحة ومبهمة لأغلب الناس..
فمن كان يتصور أن تغلق المساجد في أغلب الدول وتقصر الأوقات في مساجدنا في ظل إجراءات احترازية محكمة اتخذتها قيادتنا الرشيدة رعاها الله حفاظاً على سلامة الناس..
ومن كان يتصور التوقف عن أداء مناسك العمرة وعن زيارة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح «صحن الحرم» الذي نسميه دائماً يخلو من الطائفين والقائمين والركع السجود.. ضمن إجراءات سديدة اتخذت من أجل المحافظة على سلامة المعتمرين والزائرين والناس أجمعين..
ومن كان يتصور أن تخلو الشوارع من الناس، لدرجة أن الازدحام الذي كنا نعايشه يوماً أضحى ضمن الذكريات الماضية التي نتحدث عنها..
ومن كان يتصور أن يتردد أعز الأعزاء على قلبك في مصافحتك بل ويتردد في القرب منك ويسلم عليك من بعيد.. خوفاً من الملامسة وانتشار العدوى..
ومن كان يتصور أن تخلو المجمعات والمطاعم والأحياء من روادها والتي كانت المتنفس الوحيد للناس حتى يغيروا من روتين الحياة القاسي..
ومن كان يتصور أن ينتشر فيروس الفزع والهلع داخل الأعمال لدرجة أن البعض فضل قطع عمله وطلب الإجازة ليمكث مع أهله وأبنائه، والبعض الآخر يحذر ألف مرة من السلام عليك أو القرب منك..
ومن كان يتصور أن تتحول لقاءات العائلات والأحبة والأرحام ولقاءات الديوانيات إلى منافسة غير محمودة في الحديث عن «كورونا» وأخبار كورونا المزعجة.. لدرجة أن البعض أصبح يأنف للحضور والتواصل خوفاً من عدوى «كورونا»..
ومن كان يتصور أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى «نفسية مغلقة ومشؤومة»، لدرجة أنك تفضل أحياناً أن ترمي الهاتف على هامش الحياة وتظل تعالج نفسك خوفاً من أن تلبس ثوب التشاؤم والسلبية..
ومن كان يتصور أن يخيف «كورونا» الدول العظمى ويحولها إلى بيئة كارثية وأشباح، وإلى شوارع أشبه ما تكون بتلك المشاهد المخيفة التي نراها في سابق الزمان في أفلام الرعب.. تلك الدول التي تربعت سنوات طويلة على كرسي الكبرياء والجبروت، وكانت تتهم دولنا بالدونية وتصطاد في الماء العكر.. من كان يتصور أن تعجز هذه الدول بتقدمها المفتعل عن إيقاف انتشار هذا الوباء بل إيقاف سلسلة غير منتهية من الأموات.. حتى عجزت عن إيجاد المأوى المناسب للمرضى..
هكذا فعل «كورونا» وهكذا حول حياتنا والدنيا من حولنا إلى قصة مخيفة أزعجت الناس والعالم بأسره.. وإزاء كل هذه القصص المزعجة وهذا التوتر والقلق الذي أضحى حديث الناس ومجالسهم.. فإن المؤمن الحصيف تناسى في ظل انشغاله بهذا الفيروس صلته بالله عز وجل.. تناسى أن «كورونا» هو رسالة مهمة جداً لكل مؤمن آمن بربه بأن يرجع إلى نفسه قليلاً ويتذكر ضعفه وتقصيره وقرب رحيله المحتوم.. «كورونا» أو غيره.. سترحل عاجلاً أو آجلاً من دنياك.. لذا فارجع إلى ربك قليلاً وانشغل بعبادته.. كم أتمنى أن نحول المحنة إلى منحة ربانية.. وهي بالفعل منحة ربانية وفرصة من فرص الإيمان التي أرسل إشارتها المولى سبحانه وتعالى للمسلمين.. بأن يعودوا إلى ربهم.. وينشغلوا بإصلاح نفوسهم مع الأخذ بالأسباب في كل مناحي الحياة...
انشغل بعيوب نفسك وبإصلاحها.. انشغل بتغيير حياتك.. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. انشغل بطاعة الله وبأداء الطاعات التي قصرت فيها كثيراً.. انشغل بإصلاح أسرتك وفي القرب من أبنائك وأهلك ووالديك وصلة أرحامك.. هي فرصة سانحة حتى تؤسس من جديد لمنهج حياتي مختلف عن أي فترة مضت من حياتك.. الدنيا قصيرة.. أحوالها مخيفة.. اليوم نشاهد بأعيننا هذه المشاهد.. وتعتصر قلوبنا ألماً من أحداث تمر أمامنا.. لم نستطع بعدها أن نخفي دمعة ساخنة على الخدين..
فرصة لك لتصحح مسارك في الحياة.. لتعدل من مزاجك.. لتقوي إيمانك.. لترجع إلى ربك.. تجدد العهد معه.. وتجدد القرب منه.. وتقرر أن تكون ربانياً في كل أمور حياتك.. تقرر أن تترك تلك العادات المشينة التي اعتدت عليها.. وكل المخالفات التي اعتدت أن ترمي بنفسك خلالها في مستنقع المعاصي وما أكثرها.. تستغرب من أناس لم ينتبهوا بعد لحياتهم.. لم ينتبهوا بعد لتقصيرهم.. منذ الصباح الباكر تنطلق لعملك تسمع آيات الله البينات لتريح نفسك وتطمن قلبك.. وتتسلح بأذكار الصباح حتى تحفظك من المزالق.. وبالقرب منك ذلك الشاب أو الشابة وقد علا صوت الأغاني الصاخبة في سيارتهم.. لربما اعتقد أنها تريح نفسه في بداية أنسام يوم جديد.. التي كان معها النبي صلى الله عليه وسلم يترنم فيها بالذكر وينطلق فيها لمسير الخير.. حري بهؤلاء أن لا يلبسوا لباس الغفلة.. الوضع بالفعل مخيف.. مخيف لأولئك الذين ابتعدوا عن الله عز وجل.. ولم ينتبهوا لمرحلة حاسمة في حياتهم.. تقربهم إلى ساعات الرحيل الأخيرة.. اللهم سلم.. اللهم سلم.. اللهم سلم.
* ومضة أمل:
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وسوء.. ووفق مليك البلاد وقيادتنا الرشيدة إلى كل خير، وأعنهم على ما تحبه وترضاه.
لربما تختلط المشاعر.. ويعجز اللسان أن يعبر عن مكنون قلبه، لأن الوضع لم يعد كما بدأ، ولم تعد الظروف طبيعية كما كانت، بل إن الناس اليوم فضلوا أن يحافظوا على سلامتهم وسلامة أهليهم ويأخذوا بمبدأ السلامة.. السلامة التي ينشدونها في ظل عقولنا القاصرة التي ترى أن «كورونا» هو الوحش المخيف الذي أتى من ذلك الكوكب الغريب ليغير حياة الناس ويوصل لهم رسالة محددة.. أن الكون قد أوشك على الفناء!! البعض أضحى حبيس الأوهام والمعتقدات الغريبة، وأضحت الرسائل التي يكتبها مجرد تمتمات غير واضحة ومبهمة لأغلب الناس..
فمن كان يتصور أن تغلق المساجد في أغلب الدول وتقصر الأوقات في مساجدنا في ظل إجراءات احترازية محكمة اتخذتها قيادتنا الرشيدة رعاها الله حفاظاً على سلامة الناس..
ومن كان يتصور التوقف عن أداء مناسك العمرة وعن زيارة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح «صحن الحرم» الذي نسميه دائماً يخلو من الطائفين والقائمين والركع السجود.. ضمن إجراءات سديدة اتخذت من أجل المحافظة على سلامة المعتمرين والزائرين والناس أجمعين..
ومن كان يتصور أن تخلو الشوارع من الناس، لدرجة أن الازدحام الذي كنا نعايشه يوماً أضحى ضمن الذكريات الماضية التي نتحدث عنها..
ومن كان يتصور أن يتردد أعز الأعزاء على قلبك في مصافحتك بل ويتردد في القرب منك ويسلم عليك من بعيد.. خوفاً من الملامسة وانتشار العدوى..
ومن كان يتصور أن تخلو المجمعات والمطاعم والأحياء من روادها والتي كانت المتنفس الوحيد للناس حتى يغيروا من روتين الحياة القاسي..
ومن كان يتصور أن ينتشر فيروس الفزع والهلع داخل الأعمال لدرجة أن البعض فضل قطع عمله وطلب الإجازة ليمكث مع أهله وأبنائه، والبعض الآخر يحذر ألف مرة من السلام عليك أو القرب منك..
ومن كان يتصور أن تتحول لقاءات العائلات والأحبة والأرحام ولقاءات الديوانيات إلى منافسة غير محمودة في الحديث عن «كورونا» وأخبار كورونا المزعجة.. لدرجة أن البعض أصبح يأنف للحضور والتواصل خوفاً من عدوى «كورونا»..
ومن كان يتصور أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى «نفسية مغلقة ومشؤومة»، لدرجة أنك تفضل أحياناً أن ترمي الهاتف على هامش الحياة وتظل تعالج نفسك خوفاً من أن تلبس ثوب التشاؤم والسلبية..
ومن كان يتصور أن يخيف «كورونا» الدول العظمى ويحولها إلى بيئة كارثية وأشباح، وإلى شوارع أشبه ما تكون بتلك المشاهد المخيفة التي نراها في سابق الزمان في أفلام الرعب.. تلك الدول التي تربعت سنوات طويلة على كرسي الكبرياء والجبروت، وكانت تتهم دولنا بالدونية وتصطاد في الماء العكر.. من كان يتصور أن تعجز هذه الدول بتقدمها المفتعل عن إيقاف انتشار هذا الوباء بل إيقاف سلسلة غير منتهية من الأموات.. حتى عجزت عن إيجاد المأوى المناسب للمرضى..
هكذا فعل «كورونا» وهكذا حول حياتنا والدنيا من حولنا إلى قصة مخيفة أزعجت الناس والعالم بأسره.. وإزاء كل هذه القصص المزعجة وهذا التوتر والقلق الذي أضحى حديث الناس ومجالسهم.. فإن المؤمن الحصيف تناسى في ظل انشغاله بهذا الفيروس صلته بالله عز وجل.. تناسى أن «كورونا» هو رسالة مهمة جداً لكل مؤمن آمن بربه بأن يرجع إلى نفسه قليلاً ويتذكر ضعفه وتقصيره وقرب رحيله المحتوم.. «كورونا» أو غيره.. سترحل عاجلاً أو آجلاً من دنياك.. لذا فارجع إلى ربك قليلاً وانشغل بعبادته.. كم أتمنى أن نحول المحنة إلى منحة ربانية.. وهي بالفعل منحة ربانية وفرصة من فرص الإيمان التي أرسل إشارتها المولى سبحانه وتعالى للمسلمين.. بأن يعودوا إلى ربهم.. وينشغلوا بإصلاح نفوسهم مع الأخذ بالأسباب في كل مناحي الحياة...
انشغل بعيوب نفسك وبإصلاحها.. انشغل بتغيير حياتك.. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. انشغل بطاعة الله وبأداء الطاعات التي قصرت فيها كثيراً.. انشغل بإصلاح أسرتك وفي القرب من أبنائك وأهلك ووالديك وصلة أرحامك.. هي فرصة سانحة حتى تؤسس من جديد لمنهج حياتي مختلف عن أي فترة مضت من حياتك.. الدنيا قصيرة.. أحوالها مخيفة.. اليوم نشاهد بأعيننا هذه المشاهد.. وتعتصر قلوبنا ألماً من أحداث تمر أمامنا.. لم نستطع بعدها أن نخفي دمعة ساخنة على الخدين..
فرصة لك لتصحح مسارك في الحياة.. لتعدل من مزاجك.. لتقوي إيمانك.. لترجع إلى ربك.. تجدد العهد معه.. وتجدد القرب منه.. وتقرر أن تكون ربانياً في كل أمور حياتك.. تقرر أن تترك تلك العادات المشينة التي اعتدت عليها.. وكل المخالفات التي اعتدت أن ترمي بنفسك خلالها في مستنقع المعاصي وما أكثرها.. تستغرب من أناس لم ينتبهوا بعد لحياتهم.. لم ينتبهوا بعد لتقصيرهم.. منذ الصباح الباكر تنطلق لعملك تسمع آيات الله البينات لتريح نفسك وتطمن قلبك.. وتتسلح بأذكار الصباح حتى تحفظك من المزالق.. وبالقرب منك ذلك الشاب أو الشابة وقد علا صوت الأغاني الصاخبة في سيارتهم.. لربما اعتقد أنها تريح نفسه في بداية أنسام يوم جديد.. التي كان معها النبي صلى الله عليه وسلم يترنم فيها بالذكر وينطلق فيها لمسير الخير.. حري بهؤلاء أن لا يلبسوا لباس الغفلة.. الوضع بالفعل مخيف.. مخيف لأولئك الذين ابتعدوا عن الله عز وجل.. ولم ينتبهوا لمرحلة حاسمة في حياتهم.. تقربهم إلى ساعات الرحيل الأخيرة.. اللهم سلم.. اللهم سلم.. اللهم سلم.
* ومضة أمل:
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وسوء.. ووفق مليك البلاد وقيادتنا الرشيدة إلى كل خير، وأعنهم على ما تحبه وترضاه.