هناك أسر (كدادهم)- سواء كان رجلاً أو امرأة- فما أكثر الأسر التي تعتمد على المرأة في البيت، ليس من المدرجين ضمن التأمينات الاجتماعية، دخلهم كان إما شهرياً أو أسبوعياً أو حتى يومياً، أو دخلهم موسمياً ومرتبطاً بالمناسبات.

بياناتهم متفرقة لا يجتمعون تحت مظلة واحدة فلا يمكن حصرهم والوصول لهم بسهولة من جهة محددة، كالأسر المنتجة، كالسواق، كمقدمي الضيافة، وغيرهم من المهن والحرف، مما لا يحضرني الآن بقية تصنيفاتهم، هؤلاء انقطع رزقهم الآن نتيجة لهذا الظرف الطارئ، نحن بحاجة الآن إلى قاعدة بيانات تضم تلك الفئات وبأسرع وقت ممكن، أسماؤهم ورقم الاتصال بهم وعناوينهم. ونتمنى أن تتعاون كافة الجهات التي كانت تتعاطى مع هؤلاء سواء وزارة الشؤون أوالتجارة أوأي مظلة رسمية أخرى كانوا يستظلون بها لخلق قاعدة بيانات موحدة لهم اليوم قبل الغد، فالله وحده يعلم كيف سيمر الشهر عليهم.

نتمنى تسخير جزء من فريق المتطوعين لهذه المهمة، وجزء آخر من الفريق لتوصيل المعونات لهذه الأسر فقد توقف رزقهم وبعضهم غير قادر على الخروج.

حين ترصد هذه الأسر لابد من جهة محددة تصب فيها التبرعات، وتجمع فيها المعونات العينية كالسلة الغذائية الشهرية مثلاً وكمبلغ يعينهم على إكمال شهرهم مع البقاء في منازلهم من أجل توصيلها.

ليست التبرعات فقط للحجر الصحي أو مساعدة الدولة فقط في تقديم الخدمات الطبية التي يحتاجها فريق مكافحة فيروس كورونا، فهذه مهمة شريفة بالتأكيد وتقدم لها قلة من التجار نحن بحاجة إلى عمل قائمة بأسمائهم ونشرها مع ما قدمه كل منهم حتى يتسنى لنا سداد دَينهم بعد انتهاء الأزمة كدولة ونضعهم على قائمة الشرف التاريخية.

لكن هناك مهام شريفة أخرى للنظر في أوضاع هذه الأسر وهم بالمئات وربما بالآلاف نظراً للظرف الطارئ الذي أجبرهم على انقطاع مصدر دخلهم، هؤلاء وجماعة أخرى في ذمتنا لا يجب أن ننساهم ونغفل عنهم وهم (الضعوف) أي الضعفاء الذين لا معين لهم للخروج وشراء ما يحتاجونه.

ونتساءل عن الباقين من التجار (عسى ما شر) أين أنتم؟ أين حراككم؟ على الأقل التفتوا لهذه الفئة.

مرة أخرى نستدعي القائمين على جمع الخمس أين أنتم، كما نستدعي القائمين على صندوق الزكاة، وللحق اتصلوا وقالوا نحن نتحرك وسنطلعكم على ما أنجزناه، إنما هذا وقتكم، وهذا وقت كل بحريني ومقيم على وجه هذه الأرض قادر على العطاء.

ولتجتمع جهودكم مع الجمعيات والصناديق الخيرية مع هذه الألوف الخيرة من أبنائنا الذين سجلوا أسماءهم للتطوع، وليسخر الإعلام وتسخر وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة هذا الغرض، ورجاء لا نعطل هذا العمل بحجة (شبيقولون عنا؟) فأكبر الدول وأغناها وأقواها استسلمت بسبب فيروس كورونا وما عادت تكابر فلا نتحرج ولا ندعي المثالية، فليس هذا وقته... بالعكس أن ننشغل بهذا العمل الجليل أفضل من الجلوس والاستسلام للقلق و(التحلطم).

دعونا نرى وجه البحرين الجميل في عدم وجود محتاج بيننا وراسنا يشم (الهوا).