منذ بداية تفشي فيروس كورونا حول العالم، سارعت الدول إلى اتخاذ العديد من الاحتياطات والإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، إجراءات تراوحت بين الصحية والاقتصادية والمالية وحتى الأمنية والعسكرية، لما يشكله هذا الوباء من خطر على حياة الأفراد واستقرار المجتمعات.
وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي، سارع العديد من رجال المال والأعمال حول العالم بشكل خاص في دعم الجهود الرسمية، وتقديم مبادرات وقيادة حملات دعم مالي للحكومات وتقديم تبرعات عينية كبيرة، إيماناً بأهمية الشراكة المجتمعية ومساهمة في تخفيف الأعباء المالية التي طرأت على دولهم، وكمساهمة في رد بعض الجميل للوطن، ما كان موضع تقدير واحترام خصوصاً في محيطنا الخليجي.
أما في البحرين، ورغم ما تبذله الدولة من جهود جبارة في احتواء تداعيات الأزمة، وما قامت به من إجراءات صحية ومالية واقتصادية، كانت موضع ترحيب واحترام وإشادة من العالم أجمع؛ إلا أن مبادرات رجال الأعمال لا تزال خجولة، بل ومتواضعة في كثير من الأحيان، مقارنة بما قدمه أقرانهم في دول مجاورة، وهو ما يفتح أمامي سيلاً من الأسئلة التي لم أستطع أن أجد لها تفسيراً منطقياً، بل وربما تدفعني إلى إجابات قد لا تستقيم مع ما عهدناه في جميع تجارنا من قيم وعادات كانت، وأظنها باقية، عبر أحداث تاريخية تناقلها الأجداد والآباء تظهر المعدن الحقيقي لأبناء هذا الوطن في مختلف الظروف والمحن.
وكغيري من أبناء وبنات هذا الوطن، أتابع عن كثب تطورات الأوضاع عبر ما يتاح لي من وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي، فأجدني حائرة تائهة من كم التصريحات البلاغية والصور الشخصية والفيديوهات التي يتم تداولها، والكل يدعو إلى الوقوف مع الوطن لتجاوز هذه المحنة، دون أن يطل علينا أحد، إلا قليلاً، بمبادرة فعلية تساهم بشكل حقيقي في دعم الجهود الوطنية في هذه الأزمة.
الكويت والسعودية والإمارات.. وغيرها من الدول الشقيقية والصديقة، سارع تجارها ورجال أعمالها إلى مد يد العون لدولهم، وتقديم عشرات الملايين من الدولارات، إضافة لقيام كثير منهم بالتبرع العيني من فنادق ومنتجعات وبنايات سكنية وتجارية لتكون تحت إمرة الحكومة لتحويلها لأماكن عزل صحي أو مستشفيات ميدانية مؤقتة، وتقديم التبرعات للقطاع الصحي على وجه الخصوص وللفئات الأكثر فقراً في المجتمع.
عديد من مؤسساتنا الوطنية، ورغم ما قدمته الدولة لهم من تسهيلات على مدى العقود الماضية، ورغم ما يتم تحقيقه من أرباح مليونية، لم تتوقف فقط عند دفن رأسها في الرمال واتخاذ وضعية «اعمل نفسك ميتاً»، بل خرج علينا بعضهم بمطالبة الدولة بدعمهم، وهو مطلب يمكن أن أتفهمه ويتفهمه كثيرون إذا صدر عن صغار التجار أو رواد الأعمال الشباب، أما أن يصدر من أشخاص وشركات ومؤسسات مالية تتجاوز أرصدتها عشرات بل مئات الملايين، فهذا ما يجعل الحليم حيراناً.
* إضاءة..
الوطن لم ولن يكون في يوم من الأيام شقة مفروشة نعيش فيها أشهر أو سنوات ثم نبدله كلما شعرنا بضيق أو أزمة.. لأنه الروح التي تسري في أجسادنا.. الوطن هو الأب والأم والأخ والأخت.. نعيش فيه جميعاً متحدين متكاتفين.. ننعم بخيراته ونتظلل بظلاله.. نرفع رؤوسنا بإنجازاته.. وعند الأزمات والمحن نضحي بالغالي والنفيس من أجله.. نقف معه ليس رداً لجميل سداد لدين.. فمهما عملنا ومهما قدمنا لا يمكننا أن نرد دين هذه الأرض.. ولأننا نؤمن أن «وطناً لا نحميه لا نستحق العيش فيه»..
وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي، سارع العديد من رجال المال والأعمال حول العالم بشكل خاص في دعم الجهود الرسمية، وتقديم مبادرات وقيادة حملات دعم مالي للحكومات وتقديم تبرعات عينية كبيرة، إيماناً بأهمية الشراكة المجتمعية ومساهمة في تخفيف الأعباء المالية التي طرأت على دولهم، وكمساهمة في رد بعض الجميل للوطن، ما كان موضع تقدير واحترام خصوصاً في محيطنا الخليجي.
أما في البحرين، ورغم ما تبذله الدولة من جهود جبارة في احتواء تداعيات الأزمة، وما قامت به من إجراءات صحية ومالية واقتصادية، كانت موضع ترحيب واحترام وإشادة من العالم أجمع؛ إلا أن مبادرات رجال الأعمال لا تزال خجولة، بل ومتواضعة في كثير من الأحيان، مقارنة بما قدمه أقرانهم في دول مجاورة، وهو ما يفتح أمامي سيلاً من الأسئلة التي لم أستطع أن أجد لها تفسيراً منطقياً، بل وربما تدفعني إلى إجابات قد لا تستقيم مع ما عهدناه في جميع تجارنا من قيم وعادات كانت، وأظنها باقية، عبر أحداث تاريخية تناقلها الأجداد والآباء تظهر المعدن الحقيقي لأبناء هذا الوطن في مختلف الظروف والمحن.
وكغيري من أبناء وبنات هذا الوطن، أتابع عن كثب تطورات الأوضاع عبر ما يتاح لي من وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي، فأجدني حائرة تائهة من كم التصريحات البلاغية والصور الشخصية والفيديوهات التي يتم تداولها، والكل يدعو إلى الوقوف مع الوطن لتجاوز هذه المحنة، دون أن يطل علينا أحد، إلا قليلاً، بمبادرة فعلية تساهم بشكل حقيقي في دعم الجهود الوطنية في هذه الأزمة.
الكويت والسعودية والإمارات.. وغيرها من الدول الشقيقية والصديقة، سارع تجارها ورجال أعمالها إلى مد يد العون لدولهم، وتقديم عشرات الملايين من الدولارات، إضافة لقيام كثير منهم بالتبرع العيني من فنادق ومنتجعات وبنايات سكنية وتجارية لتكون تحت إمرة الحكومة لتحويلها لأماكن عزل صحي أو مستشفيات ميدانية مؤقتة، وتقديم التبرعات للقطاع الصحي على وجه الخصوص وللفئات الأكثر فقراً في المجتمع.
عديد من مؤسساتنا الوطنية، ورغم ما قدمته الدولة لهم من تسهيلات على مدى العقود الماضية، ورغم ما يتم تحقيقه من أرباح مليونية، لم تتوقف فقط عند دفن رأسها في الرمال واتخاذ وضعية «اعمل نفسك ميتاً»، بل خرج علينا بعضهم بمطالبة الدولة بدعمهم، وهو مطلب يمكن أن أتفهمه ويتفهمه كثيرون إذا صدر عن صغار التجار أو رواد الأعمال الشباب، أما أن يصدر من أشخاص وشركات ومؤسسات مالية تتجاوز أرصدتها عشرات بل مئات الملايين، فهذا ما يجعل الحليم حيراناً.
* إضاءة..
الوطن لم ولن يكون في يوم من الأيام شقة مفروشة نعيش فيها أشهر أو سنوات ثم نبدله كلما شعرنا بضيق أو أزمة.. لأنه الروح التي تسري في أجسادنا.. الوطن هو الأب والأم والأخ والأخت.. نعيش فيه جميعاً متحدين متكاتفين.. ننعم بخيراته ونتظلل بظلاله.. نرفع رؤوسنا بإنجازاته.. وعند الأزمات والمحن نضحي بالغالي والنفيس من أجله.. نقف معه ليس رداً لجميل سداد لدين.. فمهما عملنا ومهما قدمنا لا يمكننا أن نرد دين هذه الأرض.. ولأننا نؤمن أن «وطناً لا نحميه لا نستحق العيش فيه»..