عبر برنامج بإحدى الفضائيات العراقية المستقلة أبدى مقدمه ملاحظة مفادها أن زعماء المافيا في إيطاليا قدموا للحكومة الإيطالية 7 مليارات يورو «تعبيراً عن التزامهم الوطني» والمساهمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بينما لم يقدم أي مسؤول من الذين أثروا من حكم العراق ما بعد صدام فلساً واحداً للتعبير عن «وطنيتهم» والمساهمة في مكافحة الفيروس الذي صار يزداد انتشاراً في العراق ويهدد حياة المواطنين جميعاً.
ما أراد مقدم البرنامج قوله باختصار هو أن هؤلاء كأولئك – أثروا من الحرام – إلا أن أولئك شعروا بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وخجلوا فقدموا ذلك المبلغ الضخم الذي سيدونه التاريخ بعناية بينما لم يشعر هؤلاء بما ينبغي أن يشعروا به فلم يخجلوا ولم يقدموا شيئاً للعراق وقرروا عدم لمس ثرواتهم مهما حصل.
الأمر نفسه حدث ويحدث في إيران، فالملالي الذين أثروا من خلال سيطرتهم على المناصب وابتزازهم للشعب الإيراني على مدى أربعة عقود سكتوا وقرروا بدل التبرع بجزء ولو يسير من الذي اقتطعوه من ثروة البلاد مطالبة الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية ليتمكنوا من شراء الدواء! ولأن هذا الأمر مفضوح لذا سارعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الرد بالقول بأن المشكلة ليست مشكلة العقوبات وإنما مشكلة النظام الإيراني وأنه «إذا كانت إيران بحاجة إلى تمويل لمكافحة فيروس كورونا فبإمكانها استخدام مليارات خامنئي».
واقع الحال يقول بأن ملالي إيران وملالي العراق ينامون على صناديق من الذهب بداخلها الكثير من المليارات، واقع الحال يقول أيضاً بأن أياً كان عدد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه ومهما حصل فإن أحداً من الذين يتوسدون تلك الصناديق لن يقرر فتحها حتى لو تبين له بأن أبناءه وأحفاده وكل أهله من ضحايا الفيروس.
هذه للأسف حقيقة لا يمكن إنكارها وإلا أين صارت ثروة هذين الشعبين؟ ولماذا لا يستطيع النظامان العراقي والإيراني مكافحة كورونا رغم غنى هذين البلدين؟ ولماذا يصل الأمر إلى حد أن يشحذ النظام الإيراني الكمامات ويفرض على المصابين تحمل جزء من قيمة علاجهم؟
مؤلم أن تنتهي أو تتدمر حياة الآلاف من الإيرانيين في كل يوم بسبب انتشار الفيروس، ومؤلم أن يصير بعد قليل هكذا هو حال العراقيين، ومؤلم أن يقف المسؤولون في البلدين مكتوفي الأيدي ولا يبادر أحد من الذين نهبوا ثرواتهما فيفعل مفيداً. لكن لأن الأذى في هذه الحالة لن يكون مقتصراً على إيران والعراق لذا صار من حقنا في دول مجلس التعاون الخليجي أن نتحرك ونحمي شعوبنا، فالفيروس لن يبقى يأكل في أجساد الإيرانيين والعراقيين فقط وإنما سيجد الوسيلة التي ينتقل بها من هذين البلدين إلينا، وهذه هي النتيجة التي يسعى إليها النظام الإيراني المتحكم في العراق «ليس بعيداً أن يقوم النظام الإيراني بعمل ما ينقل به الفيروس إلينا». هذا النظام يعتقد بأن تخوف دول المجلس من انتقال الفيروس من إيران والعراق إليها سيجعلها تطلب من الولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بل ويجعلها تدفع الأموال التي يخطط النظام الإيراني للحصول عليها بدل فتح صناديق الذهب المنهوبة من أربابه وأرباب العراق الذي هو اليوم – شئنا أم أبينا – جزء من إيران.
كثيرون هم الإيرانيون الذين سيموتون أو يتضررون بسبب فيروس كورونا، وكثيرون هم العراقيون الذين سيموتون أو يتضررون للسبب نفسه، وأياً كان الرقم الذي يتنامى أمام اسم البلدين في قائمة أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه فالأكيد هو أن أحداً من الذين ابتلعوا ثروة الشعبين الإيراني والعراقي لن يفعل شيئاً كالذي فعلته المافيا في إيطاليا، فمثل ذلك «الفعل الوطني» لا مكان له ولا قيمة عند الذين يتوسدون اليوم ثروة هذين الشعبين.
ما أراد مقدم البرنامج قوله باختصار هو أن هؤلاء كأولئك – أثروا من الحرام – إلا أن أولئك شعروا بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وخجلوا فقدموا ذلك المبلغ الضخم الذي سيدونه التاريخ بعناية بينما لم يشعر هؤلاء بما ينبغي أن يشعروا به فلم يخجلوا ولم يقدموا شيئاً للعراق وقرروا عدم لمس ثرواتهم مهما حصل.
الأمر نفسه حدث ويحدث في إيران، فالملالي الذين أثروا من خلال سيطرتهم على المناصب وابتزازهم للشعب الإيراني على مدى أربعة عقود سكتوا وقرروا بدل التبرع بجزء ولو يسير من الذي اقتطعوه من ثروة البلاد مطالبة الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية ليتمكنوا من شراء الدواء! ولأن هذا الأمر مفضوح لذا سارعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الرد بالقول بأن المشكلة ليست مشكلة العقوبات وإنما مشكلة النظام الإيراني وأنه «إذا كانت إيران بحاجة إلى تمويل لمكافحة فيروس كورونا فبإمكانها استخدام مليارات خامنئي».
واقع الحال يقول بأن ملالي إيران وملالي العراق ينامون على صناديق من الذهب بداخلها الكثير من المليارات، واقع الحال يقول أيضاً بأن أياً كان عدد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه ومهما حصل فإن أحداً من الذين يتوسدون تلك الصناديق لن يقرر فتحها حتى لو تبين له بأن أبناءه وأحفاده وكل أهله من ضحايا الفيروس.
هذه للأسف حقيقة لا يمكن إنكارها وإلا أين صارت ثروة هذين الشعبين؟ ولماذا لا يستطيع النظامان العراقي والإيراني مكافحة كورونا رغم غنى هذين البلدين؟ ولماذا يصل الأمر إلى حد أن يشحذ النظام الإيراني الكمامات ويفرض على المصابين تحمل جزء من قيمة علاجهم؟
مؤلم أن تنتهي أو تتدمر حياة الآلاف من الإيرانيين في كل يوم بسبب انتشار الفيروس، ومؤلم أن يصير بعد قليل هكذا هو حال العراقيين، ومؤلم أن يقف المسؤولون في البلدين مكتوفي الأيدي ولا يبادر أحد من الذين نهبوا ثرواتهما فيفعل مفيداً. لكن لأن الأذى في هذه الحالة لن يكون مقتصراً على إيران والعراق لذا صار من حقنا في دول مجلس التعاون الخليجي أن نتحرك ونحمي شعوبنا، فالفيروس لن يبقى يأكل في أجساد الإيرانيين والعراقيين فقط وإنما سيجد الوسيلة التي ينتقل بها من هذين البلدين إلينا، وهذه هي النتيجة التي يسعى إليها النظام الإيراني المتحكم في العراق «ليس بعيداً أن يقوم النظام الإيراني بعمل ما ينقل به الفيروس إلينا». هذا النظام يعتقد بأن تخوف دول المجلس من انتقال الفيروس من إيران والعراق إليها سيجعلها تطلب من الولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بل ويجعلها تدفع الأموال التي يخطط النظام الإيراني للحصول عليها بدل فتح صناديق الذهب المنهوبة من أربابه وأرباب العراق الذي هو اليوم – شئنا أم أبينا – جزء من إيران.
كثيرون هم الإيرانيون الذين سيموتون أو يتضررون بسبب فيروس كورونا، وكثيرون هم العراقيون الذين سيموتون أو يتضررون للسبب نفسه، وأياً كان الرقم الذي يتنامى أمام اسم البلدين في قائمة أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه فالأكيد هو أن أحداً من الذين ابتلعوا ثروة الشعبين الإيراني والعراقي لن يفعل شيئاً كالذي فعلته المافيا في إيطاليا، فمثل ذلك «الفعل الوطني» لا مكان له ولا قيمة عند الذين يتوسدون اليوم ثروة هذين الشعبين.