ذكرنا في مقالاتنا السابقة بعض أهمِّ وأكثر الجهات التي كان وما يزال لها الدور البارز في مواجهة مرض كورونا (كوفيد 19)، وما قامت وتقوم به من أفعال إنسانية ووطنية يعجز اللسان عن وصفها وشكرها. كما ذكرنا كل مجهوداتها الجبارة في معركتها مع الفيروس، وما لمجهوداتها من فضل كبير في الحدِّ من انتشاره بطريقة أكثر من رائعة.

في خضم كل هذه المعطيات وتبيان شكرنا للجهات الواقفة بشكل مباشر في الصفوف الأمامية لموجهة الوباء، لا يمكننا التنكّر أو التغافل عمَّا تقوم به قوة دفاع البحرين في هذا الصدد، حيث برهنت أنها دائماً وأبداً في الصفوف الأمامية من المعركة، وأنها عملت كل ما في وسعها للعمل على مساعدة الفرق الطبية والأمنية في مختلف مناطق البحرين بشكل مباشر. بل كان لها الدور اللوجستي الصريح في مناطق حساسة خلال هذه المرحلة، وعلى رأسها المحاجر الطبية ومناطق العزل الطبي كذلك، هذا ناهيك عن الدور الكبير الذي يقوم به مستشفى قوة دفاع البحرين «المستشفى العسكري» وكافة منتسبيه من الطواقم الطبية والإدارية من إسهامات صريحة ومباشرة في معركتهم الوطنية ضد كورونا (كوفيد 19)، كما لا يمكن نسيان ما يقوم به مستشفى «الملك حمد الجامعي» من جهود وطنية مخلصة في هذا الصدد.

هذه اللفتة العرفانية التي ذكرناها قبل قليل، هي ما أكد عليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، حين أعرب جلالته عن شكره وتقديره «للإسهامات الصحية النبيلة والجهود الوطنية الكبيرة التي تقوم بها قوة دفاع البحرين لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، ضمن الحملة الوطنية لمكافحة هذا الوباء العالمي وتوفير المنشآت الطبية المزودة بأفضل المستلزمات العلاجية والتدابير الوقائية، لما فيه سلامة وخير المواطنين الكرام والمقيمين».

إن كل الجهات الرسمية منها والشعبية، فيما يخص مواجهة الوباء من طرف قوة دفاع البحرين، تعرب عن شكرها وامتنانها وتقديرها للمجهودات التي تقوم بها في ميادين العمل، وما لمسه الناس من تفاعل وتجاوب كبيرين من طرف أبناء قوة دفاع البحرين من خلال مساعدتهم الإنسانية لهم جميعاً. سواء كانت المساهمات والمساعدات صادرة من الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية التابعة لقوة دفاع البحرين، أو من منتسبي القوة، والذين برهنوا للجميع بأنهم على أهبة الاستعداد للوقوف مع أبناء الوطن، ومع الوطن في محنته عند وقت الشدائد والأزمات. فشكراً للدرع الحصينة للوطن «قوة دفاع البحرين»، على ما تبذله قيادتها من جهود جبارة ومخلصة في خضم هذه المعركة ضد الوباء، وها هي تثبت يوماً بعد يوم بأنها ليست قوة عسكرية فقط، وإنما هي في طليعة الجهات التي تحترف الأعمال الإنسانية والخيِّرة كذلك.