عرفت البشرية على مر العصور العديد من الأوبئة، التي كانت سبباً في وفاة الكثيرين. ورغم التطور الكبير الذي شهدته البشرية في مجال الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها فإن هذه الأمراض مازالت تعتبر المشكلة الصحية الأولى على نطاق العالم.
لقد ارتبطت كلمة وباء منذ القدم بالأمراض المعدية التي تحدث بشكل انفجاري حاد، ولكن هذا المصطلح أصبح يشمل الآن كل تغير تصاعدي في معدل الإصابة أو الانتشار لأحداث ذات علاقة بالصحة، كما إن عدد الإصابات التي تحدد الوباء لا يشترط أن تكون كبيرة حيث تكفي إصابة واحدة بالنسبة لبعض الأمراض لتعتبر مؤشراً على حدوث وباء في منطقة ما. وحيث إن الوباء يشير إلى انتشار المرض في مساحة جغرافية معينة فإنه يعتبر جائحة إذا انتشر بشكل كبير في أكثر من دولة.
ومع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية مؤخراً بأنه "جائحة"، يوجب علينا تسليط الضوء على أهم العوامل التي ساعدت على انتشاره كالعوامل التي تتعلق بالإنسان وأخرى تتعلق بالفيروس والبيئة، حيث يعد دخول مسبب المرض "الفايروس"، إلى المجتمع، وتوفر آلية لانتقاله كعوامل اجتماعية وثقافية وسلوكية، والتغير في مناعة الإنسان من أهم الأسباب التي ساعدت على تزايد الاستعداد للإصابة به.
كما تعد التجمعات البشرية من العوامل المساعدة لانتشار الأوبئة، بينما يلعب الحجر والعزل دوراً اساسياً في تقليله.
ويتوقف الوباء عادة بوقوع واحد أو أكثر من الأمور التالية، إزالة مصدر المرض، وقطع طرق انتقاله أو إزالة العامل المساعد في انتشاره، واستنفاد أعداد المستعدين للعدوى إما بإبعادهم عن مصدر المرض أو وقوعهم بالمرض أو تشكل مناعة لديهم.
ولو ألقينا نظرة سريعة على الآلية التي اتبعتها الجهات الصحية في مملكة البحرين لمواجهة المرض نجد أن مراقبة المداخل الحدودية ساعد بشكل فعال في السيطرة على مصدر دخول الفيروس، وأن تعطيل المدارس والجامعات وعملية الحجر والعزل ساهم في الحد من انتشار المرض داخل المملكة. كما إن الإخلاء التدريجي المدروس للمواطنين القادمين من الدول الموبوءة سيجعل الوضع الصحي في الإطار الآمن وضمن الحدود التي تجعل من الممكن السيطرة على أي طارىء. كما إن وضع القوانين الصارمة لكل مخالف للحجر الصحي سيكون رادعاً لكل من يعرض حياة الآخرين للخطر. ومن الأمور التي يجب القيام بها في الوضع الراهن هو استكمال خطوات الاستقصاء الوبائي لوضع خطة منظمة لمكافحة الوباء وملاحظة فاعلية الإجراءات المتخذة. وتنبع أهمية التقرير الناتج عن الاستقصاء في كونه مرجعاً يعتمد عليه لأوضاع مستقبلية مشابهة ولتحقيق الهدف الرئيسي في السيطرة على الوباء وتعزيز الإجراءات الكفيلة للقضاء عليه.
* اختصاصية طب مجتمع وعلم الوبائيات
لقد ارتبطت كلمة وباء منذ القدم بالأمراض المعدية التي تحدث بشكل انفجاري حاد، ولكن هذا المصطلح أصبح يشمل الآن كل تغير تصاعدي في معدل الإصابة أو الانتشار لأحداث ذات علاقة بالصحة، كما إن عدد الإصابات التي تحدد الوباء لا يشترط أن تكون كبيرة حيث تكفي إصابة واحدة بالنسبة لبعض الأمراض لتعتبر مؤشراً على حدوث وباء في منطقة ما. وحيث إن الوباء يشير إلى انتشار المرض في مساحة جغرافية معينة فإنه يعتبر جائحة إذا انتشر بشكل كبير في أكثر من دولة.
ومع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية مؤخراً بأنه "جائحة"، يوجب علينا تسليط الضوء على أهم العوامل التي ساعدت على انتشاره كالعوامل التي تتعلق بالإنسان وأخرى تتعلق بالفيروس والبيئة، حيث يعد دخول مسبب المرض "الفايروس"، إلى المجتمع، وتوفر آلية لانتقاله كعوامل اجتماعية وثقافية وسلوكية، والتغير في مناعة الإنسان من أهم الأسباب التي ساعدت على تزايد الاستعداد للإصابة به.
كما تعد التجمعات البشرية من العوامل المساعدة لانتشار الأوبئة، بينما يلعب الحجر والعزل دوراً اساسياً في تقليله.
ويتوقف الوباء عادة بوقوع واحد أو أكثر من الأمور التالية، إزالة مصدر المرض، وقطع طرق انتقاله أو إزالة العامل المساعد في انتشاره، واستنفاد أعداد المستعدين للعدوى إما بإبعادهم عن مصدر المرض أو وقوعهم بالمرض أو تشكل مناعة لديهم.
ولو ألقينا نظرة سريعة على الآلية التي اتبعتها الجهات الصحية في مملكة البحرين لمواجهة المرض نجد أن مراقبة المداخل الحدودية ساعد بشكل فعال في السيطرة على مصدر دخول الفيروس، وأن تعطيل المدارس والجامعات وعملية الحجر والعزل ساهم في الحد من انتشار المرض داخل المملكة. كما إن الإخلاء التدريجي المدروس للمواطنين القادمين من الدول الموبوءة سيجعل الوضع الصحي في الإطار الآمن وضمن الحدود التي تجعل من الممكن السيطرة على أي طارىء. كما إن وضع القوانين الصارمة لكل مخالف للحجر الصحي سيكون رادعاً لكل من يعرض حياة الآخرين للخطر. ومن الأمور التي يجب القيام بها في الوضع الراهن هو استكمال خطوات الاستقصاء الوبائي لوضع خطة منظمة لمكافحة الوباء وملاحظة فاعلية الإجراءات المتخذة. وتنبع أهمية التقرير الناتج عن الاستقصاء في كونه مرجعاً يعتمد عليه لأوضاع مستقبلية مشابهة ولتحقيق الهدف الرئيسي في السيطرة على الوباء وتعزيز الإجراءات الكفيلة للقضاء عليه.
* اختصاصية طب مجتمع وعلم الوبائيات