تقاس الدول العظمى بما تمتلك من قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية، قادرة على ممارسة السلطة والنفوذ والهيمنة على دول أخرى، وعندما واجهت هذه الدول عدوها فيروس كورونا (كوفيد 19) سقطت القوة والهيمنة وانكشف عجزها عن المواجهة في ظل ما تمتلك هذه الدول من تطور وعلم وعسكر وحنكة سياسية، ليثبت الفيروس يقيناً بأن الدول العظمى هي من لديها القدرة على إدارة الأزمات في كل الظروف الخارجة عن السيطرة مع أهمية الحفاظ على سلامة الجميع وعدم التضحية بشريحة مقابل أخرى.

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، استطاع أن يقلب الموازين بالحكمة وبُعد النظر واحتواء المشكلة بحنكة في إدارة الأزمات اشتملت على معايير القوى التي تتضمنها قوة الدول العظمى الاقتصادية والسياسية والعسكرية ولكن من خلال نظرة إدارية محنكة فيها الكثير من الإنسانية وتعظيم الإنسان البحريني والمقيم، ليعطي صاحب السمو الملكي ولي العهد أسمى المعاني الإنسانية وإعطاء الحقوق والعدالة للجميع عندما تنصهر في حدودها كل المذاهب والعقائد والجنسيات ليبقى الإنسان إنساناً مجرداً من ثياب الطائفية والنعرات الزائفة.

مملكة البحرين أعطت نموذجاً حياً في التعامل الحضاري مع أزمة فيروس كورونا بقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي ولي العهد، حفظهما الله ورعاهما وأيدهما بنصره، فقد أشادت دول العالم والمنظمات الدولية والشعوب بكل الأقطار بتجربة المملكة وفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد في إدارة الأزمة من الناحية الصحية والعلاجية والإنسانية والتقنية جميعها تذللت أمام جهود فريق البحرين لننعم نحن بالاستقرار النفسي فنحن في أيدٍ أمينة قادرة على انتشال البحرين من مستنقع فيروس كورونا وهذا فضل من الله ومن جميع الجهود المستمرة من الجميع.

مملكة البحرين كانت مستعدة منذ البداية في احتواء أول مصاب بفيروس كورونا، قرار حكيم من لدن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في إعطاء طلبة المدارس إجازة مشروطة بالتعلم عن بُعد، وبالعمل عن بُعد وبالقرارات التي تبعت ذلك في إغلاق المحلات التجارية ووسائل الترفيه، بجانب الرعاية الصحية المتطورة للمصابين وحاملي الفيروس والتفتيش العشوائي في الطرقات والفحص في السيارات بجانب «الباص» المخصص لفحص البعض من المنازل والكثير الكثير، بجانب توافر الأدوية والأجهزة الصحية التي تساعد على التعافي من المرض بجانب الحجر الصحي المتكامل للمصابين، فهذه جهود جبارة يعمل بها الكادر الطبي بمسؤولية تامة وبتقدير من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد ومن الشعب أجمع.

مملكة البحرين لم تكتفِ بذلك بل تواصل التعامل مع الأزمة بأسلوب تقني وأصبح ذلك مفارقة كبيرة بين تطور مملكة البحرين وبين الدول العظمى عندما قام فريق البحرين ومنه هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بإنشاء تطبيق مجتمع واعٍ والأساور الخاصة للأشخاص في العزل المنزلي، ما جعل مملكة البحرين تفكر خارج الصندوق من خلال تقنية تساهم في احتواء الفيروس والحد من انتشاره.

الوعي المجتمعي والإدراك بأهمية اتباع النصائح والإرشادات المقدمة من الدولة وعدم الانصياع للشائعات جعلت من مهمة التعافي والتغلب على الأزمة مهمة ميسرة حتى لا تتشتت الجهود، ومسألة العزل المنزلي أسلوب ينم عن بصيرة عندما يكون بملء إرادة كل فرد وبوعي تام من الشعب الراقي في التعامل مع هذه الأزمة، فبجانب تجربة مملكة البحرين في الحد من انتشار الفيروس لتصبح الثانية دولياً والأولى عربياً في التعافي من المرض هناك أيضاً تجربة الوعي المجتمعي التي أشاد بها كثير من الدول على سمو ورقي هذا الشعب المثقف الواعي بأهمية التكاتف مع الدولة للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، يعجز اللسان عن شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وفريق البحرين على جهودهم السامية ومحبتهم لهذه الأرض وللإنسانية أجمع.