أتذكر أننا، رجالَ صحافة وكتابَ رأي، كلما حضرنا مجلساً لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، كان كلامه لا يخلو إطلاقاً من تعبيره عن شكره وتقديره للدور الوطني الذي تقوم به الصحافة وكتاب الأعمدة في رفد جهود الدولة والحكومة، خاصة في ظل أزمات تهدد الوطن وأمنه وسلامة شعبه.

وحتى بعيداً عن مجلسه، هناك مناسبات عديدة لا تحصى، يحرص فيها الأمير خليفة بن سلمان على وجود ذكر للصحافة والإعلاميين وكتاب الرأي في كلامه، مذكراً بأن صحافة البحرين الوطنية كانت ومازالت وستظل «سلطة رابعة» و«خط دفاع» عن الوطن، و«نبضاً» للشارع عبر نقل همومه وصوته.

بالأمس حينما استقبل الأمير خليفة بن سلمان رئيسي مجلسي النواب والشورى، لم يخلُ كلام سموه من ذكر الصحافة، حينما «أشاد بالوعي والثقافة التي يتحلى بها شعب البحرين وإسهامه الكامل في تعزيز جهود الحكومة في مواجهة جائحة فيروس كورونا، معرباً سموه عن شكره وتقديره لرجال الصحافة والإعلام على دورهم الوطني في توعية المجتمع وتحفيز الجهود في التصدي لجائحة فيروس كورونا».

صحافتنا الوطنية، وكتابنا الوطنيون، سجل لهم التاريخ مواقف عديدة، نابعة من منطلق انتمائهم لهذا الوطن، وولائهم لجلالة الملك والنظام الحاكم الذي حافظ على سلامة البحرين من مختلف التهديدات، ونجح في بناء وطن متطور حديث، ننعم فيه بالأمن، ونرى فيه التقدم والمستقبل، واليوم حينما نرى الوضع الحالي بالنسبة لفيروس كورونا، ندرك كم بذلت الدولة والحكومة من الجهود للحفاظ على وطننا وحماية المجتمع من هذا المرض، ولربما رقم واحد يكشف الكثير عن هذه الجهود، إذ الفحوص الطبية التي أجريت فقط والتي بلغت قرابة 73 ألف فحص، كلفت قرابة 15 مليون دينار، فقط من منطلق الحرص على سلامة الناس.

مثلما كانت الغيرة الوطنية لدى إعلامنا المخلص في 2011، نرى اليوم إعلامنا وصحافتنا وكتاب الرأي يتمثلون بمسؤوليتهم المجتمعية في ما يتعلق بمواجهة خطر تفشي وباء كورونا، من خلال دورهم في نقل المعلومات، وطرح التساؤلات ونشر إجاباتها، واستطلاع آراء الناس، ونقل نبض الشارع لأصحاب القرار، إضافة إلى الوعي الذي يركز فيه أصحاب الرأي وكتاب الأعمدة، ولذلك حينما قلنا سابقاً إن الصحافة البحرينية هي فرع أصيل وفاعل من فروع فريق البحرين، وتساهم بعملها مع جهود الحكومة، فإننا نتحدث عن القيام بواجب وطني لم يتردد بشأنه يوماً أي صحافي وإعلامي وطني مخلص غيور.

ولأننا نتحدث عن رجل محنك، وسياسي من الطراز الرفيع، وباني دولة منذ استقلت البحرين، فإن الأمير خليفة بن سلمان «مدرستنا الإدارية» يعرف تماما كيف أن تقدير جهود المخلصين، كل في مكانه وموقعه، وليست الصحافة وحدها، سيدفع كل فرد لبذل المزيد، ومواصلة العمل بجد لأجل وطنه، لأن وطنه في المقابل يقدره ويثمن دوره، ويذكره له ولا ينساه.

الأمير خليفة بن سلمان سمعنا صوته الواثق كعادته في نشرات الأخبار، وهو يرأس جلسة الحكومة الأخيرة عبر الاتصال المرئي، صوته الذي كان به يشيد بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك، وجهود سمو ولي العهد، ويقدر به جهود الوزراء والوزارات، وثمن من خلاله كل جهد مخلص يبذل لأجل البحرين وأهلها ومن يقيم فيها.

رغم أنه مجتمع بالسلطة التشريعية يوم أمس، إلا أن خليفة بن سلمان لم ينس شكر الصحافة وتقدير الإعلام، لم ينس الإشادة بشعب البحرين المثقف الواعي وإسهامه في تعزيز جهود الحكومة.

رجل إنجازات وثبات وشهامة، ورجل تقدير لكل جهد وطني، يفرض عليك محبته واحترامه. شكراً لك يا صاحب السمو.