سندخل شهر رمضان المبارك لأول مرة ونحن نصوم عن الطعام والشراب والمفترض كل العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة في جانب، وفي جانب آخر ونحن «نصوم» عن كثير من الأمور الروتينية التي اعتدنا القيام بها في هذا الشهر، والسبب في ذلك فيروس كورونا (كوفيد 19).
في الشهر الفضيل تصفد الشياطين، لكن هذه المرة لدينا شيطان نسعى نحن جاهدين لتصفيده ومنعه من الانتشار وإلحاق الضرر بالناس والمجتمع، ولفعل ذلك علينا نحن أن «نصفد» كثيراً من عاداتنا في رمضان.
أول مسألة ستتمثل بالعبادات، إذ الصلاة في المساجد لم تقم طوال الأسابيع الماضية، في وضع غريب جداً، خاصة لمن يحرص دائماً على الصلاة في وقتها ومع الجماعة في المسجد، وعليه فإن ثقل المسألة يكمن بأنه لا صلاة للتراويح ستقام في جميع المساجد، وكذلك الصلوات الخمس والقيام، في حين قننت المسألة، فمبوجب توجيه جلالة الملك حفظه الله، ستقام صلاة الجمعة في مسجد الفاتح من خلال عدد محدود جداً من الناس، وكذلك بالنسبة للتراويح، لتظل مساجد الله في بلدنا معمورة دائماً، حتى في أصعب الظروف.
ستختفي عادات معتادة في رمضان على رأسها المجالس الرمضانية باختلافها وتنوعها، سواء أكانت مجالس للسلام وتبادل التهاني، أو مجالس تدار فيها أمور جادة عبر نقاشات مختلفة، أو مجالس يلتقي فيها الناس أو أفراد العوائل. فالتجمعات ممنوعة بسبب إجراءات مكافحة كورونا.
الأسواق والمحلات والمطاعم مغلقة بخلاف المعتاد، باستثناء الأماكن الضرورية، وعليه إن كان الوضع غريباً نوعا ما في الأيام السابقة، فإنه سيزداد تعقيداً في رمضان بالضرورة، في ظل خروج الناس بكثافة بعد الفطور أو التراويح للتسوق أو تناول السحور، كما جرت العادة.
كثير من العوائل التي كان أفرادها يتجمعون لتناول الإفطار معاً أو السحور معا، سيضطرون لإلغاء هذه التجمعات، بينما أشك أن عادة تبادل الصحون والأطعمة ستتوقف، لكنها ستقل بالتأكيد، وفوق ذلك لن تجدوا في الشوارع تلك الأعداد الكبيرة من الشباب والشابات الذين يوزعون التمر والماء على السواق حتى يفطروا إن تأخروا على الوصول لمنازلهم وصادفهم أذان المغرب في الطريق، فلا حملات لـ «الإفطار على الطريق» هذا العام.
الخيم الرمضانية لن تجدونها حاضرة، البوفيهات العديدة على امتداد البلد للإفطار والسحور، ومقاهي الشيشة اللامتنهاية في العدد لكن تكون حاضرة.
باختصار كل شيء في رمضاننا هذا سيكون مخالفاً لما تعودنا عليه، وهذا أمر قد يكون ثقيلاً على كثيرين، لكنه في المقابل أمر لابد منه، لأن القاعدة تقول «في الظروف القاهرة، لابد من اتخاذ إجراءات صارمة»، واليوم نتحدث عن إجراءات هدفها الصالح العام للوطن، وهدفها حماية كل من فيه، والحرص عليه صحياً.
لذلك فإن كثيرين سيشعرون بالفارق الكبير، خاصة ممن هم في إجازات، أو يعملون عن بعد، فالفترة الصباحية ستكون شبه ميتة بالنسبة لهم، ومفروض عليهم أن يملأوها بأنشطة وأمور يمارسونها، بعضها قد يمثل ابتكارات خاصة تخرج عن المألوف لعادات محددة المعالم مثل القراءة والرسم وحتى متابعة المسلسلات والأفلام، والأخيرة ستكون الحاضرة بقوة، لأن الكثير سيتسمرون أمام الشاشات لمتابعة الإنتاج الخاص برمضان.
لا أدري إن كانت السطور أعلاه مقالاً يسير في اتجاه معين، أم دردشة مع القارئ قبل حلول رمضان، لوصف الحال المتوقع خلال الشهر الكريم، ولإدراك أننا في أوضاع استثنائية، أوصلتنا لنعيش حياتنا بطرائق غير طبيعية.
يبقى المهم في الموضوع خلاصة، وهي المعنية بالتذكير بالالتزام بالإجراءات والضوابط الموضوعة بهدف منع إنتشار المرض، والتي تمثل له -أي الفيروس- ممارسات رمضان الاجتماعية من «غبقات» و»مجالس» و»لقاءات» وسطاً مثالياً ليتفشى وينتشر مستغلاً عدم التزام الناس، أو تقليلهم لمخاطر ممارسة الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.
كونوا حريصين على سلامتكم وسلامة الآخرين. رمضان كريم وصياماً مقبولاً وقياماً مأجوراً.
في الشهر الفضيل تصفد الشياطين، لكن هذه المرة لدينا شيطان نسعى نحن جاهدين لتصفيده ومنعه من الانتشار وإلحاق الضرر بالناس والمجتمع، ولفعل ذلك علينا نحن أن «نصفد» كثيراً من عاداتنا في رمضان.
أول مسألة ستتمثل بالعبادات، إذ الصلاة في المساجد لم تقم طوال الأسابيع الماضية، في وضع غريب جداً، خاصة لمن يحرص دائماً على الصلاة في وقتها ومع الجماعة في المسجد، وعليه فإن ثقل المسألة يكمن بأنه لا صلاة للتراويح ستقام في جميع المساجد، وكذلك الصلوات الخمس والقيام، في حين قننت المسألة، فمبوجب توجيه جلالة الملك حفظه الله، ستقام صلاة الجمعة في مسجد الفاتح من خلال عدد محدود جداً من الناس، وكذلك بالنسبة للتراويح، لتظل مساجد الله في بلدنا معمورة دائماً، حتى في أصعب الظروف.
ستختفي عادات معتادة في رمضان على رأسها المجالس الرمضانية باختلافها وتنوعها، سواء أكانت مجالس للسلام وتبادل التهاني، أو مجالس تدار فيها أمور جادة عبر نقاشات مختلفة، أو مجالس يلتقي فيها الناس أو أفراد العوائل. فالتجمعات ممنوعة بسبب إجراءات مكافحة كورونا.
الأسواق والمحلات والمطاعم مغلقة بخلاف المعتاد، باستثناء الأماكن الضرورية، وعليه إن كان الوضع غريباً نوعا ما في الأيام السابقة، فإنه سيزداد تعقيداً في رمضان بالضرورة، في ظل خروج الناس بكثافة بعد الفطور أو التراويح للتسوق أو تناول السحور، كما جرت العادة.
كثير من العوائل التي كان أفرادها يتجمعون لتناول الإفطار معاً أو السحور معا، سيضطرون لإلغاء هذه التجمعات، بينما أشك أن عادة تبادل الصحون والأطعمة ستتوقف، لكنها ستقل بالتأكيد، وفوق ذلك لن تجدوا في الشوارع تلك الأعداد الكبيرة من الشباب والشابات الذين يوزعون التمر والماء على السواق حتى يفطروا إن تأخروا على الوصول لمنازلهم وصادفهم أذان المغرب في الطريق، فلا حملات لـ «الإفطار على الطريق» هذا العام.
الخيم الرمضانية لن تجدونها حاضرة، البوفيهات العديدة على امتداد البلد للإفطار والسحور، ومقاهي الشيشة اللامتنهاية في العدد لكن تكون حاضرة.
باختصار كل شيء في رمضاننا هذا سيكون مخالفاً لما تعودنا عليه، وهذا أمر قد يكون ثقيلاً على كثيرين، لكنه في المقابل أمر لابد منه، لأن القاعدة تقول «في الظروف القاهرة، لابد من اتخاذ إجراءات صارمة»، واليوم نتحدث عن إجراءات هدفها الصالح العام للوطن، وهدفها حماية كل من فيه، والحرص عليه صحياً.
لذلك فإن كثيرين سيشعرون بالفارق الكبير، خاصة ممن هم في إجازات، أو يعملون عن بعد، فالفترة الصباحية ستكون شبه ميتة بالنسبة لهم، ومفروض عليهم أن يملأوها بأنشطة وأمور يمارسونها، بعضها قد يمثل ابتكارات خاصة تخرج عن المألوف لعادات محددة المعالم مثل القراءة والرسم وحتى متابعة المسلسلات والأفلام، والأخيرة ستكون الحاضرة بقوة، لأن الكثير سيتسمرون أمام الشاشات لمتابعة الإنتاج الخاص برمضان.
لا أدري إن كانت السطور أعلاه مقالاً يسير في اتجاه معين، أم دردشة مع القارئ قبل حلول رمضان، لوصف الحال المتوقع خلال الشهر الكريم، ولإدراك أننا في أوضاع استثنائية، أوصلتنا لنعيش حياتنا بطرائق غير طبيعية.
يبقى المهم في الموضوع خلاصة، وهي المعنية بالتذكير بالالتزام بالإجراءات والضوابط الموضوعة بهدف منع إنتشار المرض، والتي تمثل له -أي الفيروس- ممارسات رمضان الاجتماعية من «غبقات» و»مجالس» و»لقاءات» وسطاً مثالياً ليتفشى وينتشر مستغلاً عدم التزام الناس، أو تقليلهم لمخاطر ممارسة الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.
كونوا حريصين على سلامتكم وسلامة الآخرين. رمضان كريم وصياماً مقبولاً وقياماً مأجوراً.