لقد غذَّت كلمة جلالة الملك حفظه الله القلوب بالتفاؤل والطمأنينة، ولامست كلماته القلوب قبل الآذان، اعتلت كلمته معاني توحيد الرب سبحانه، فالله هو مسبب الأسباب، والأسباب مهما كانت دقة استعمالها، ومهما توفرت الإمكانات والسبل المتخذة للاستفادة منها، لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تنفع إلا بمشيئة الله سبحانه، قال تعالى: «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِي»، وقال: «وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا»، فالاعتماد على الأسباب فقط ضعف في العقيدة، واتخاذ الأسباب مع التوكل على الله واعتماد القلب عليه، هو الهدي النبوي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان سيد المتوكلين، لم ينتظر المال يتساقط عليه من السماء، بل خرج ليكتسبه، لبس الدرع على صدره ووضع المغفر على رأسه في الحرب، ليحمي نفسه من ضربات الأعداء، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: «تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء»، لِيُعَلِّمَ أمته المفهوم الصحيح للتوكل على الله، مع صدق اللجوء إليه سبحانه، تجد هذه المعاني حينما قال جلالته:«ولا يبقى أمامنا من بعد الأخذ بكافة الأسباب إلا بالتوكل على الله عز وجل واللجوء إليه».
لقد أخذ جلالة الملك قلوبنا في كلمته إلى مصدر سعادة القلوب، إلى الدرة الثمينة المكنونة فيه، والغاية التي من أجلها قامت السماوات والأرض، وأنزلت لأجلها الكتب، وأرسلت الرسل، ونصب الصراط، ووضعت الموازين، إنَّها عبادة الله رب العالمين، والإيمان به واليقين، فإنَّه متى وقر الإيمان في الصدر، وتربَّع على عرش القلب، تكسرت على صخرة الإيمان كل المنغصات، وعاش القلب منتهى السعادة والطمأنينة.
فالله هو القادر وحده على رفع البلاء والوباء، فإنه قدَّر مقادير العباد، فالذي أنزل هذا الوباء بقوته وقدرته التي تجلت للعقول السليمة، هو الذي تُستدفع به البلوى، وترفع إليه الشكوى، بالدعاء المخلص له وحده، لأنه وحده النافع الضار، لا يُدعى غيره، ولا يَتضرع العبد لسواه، والدعاء عبادة، ولا تقبل العبادة إلا بالإخلاص، قال تعالى: «هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ»، فلا تسأل غيره إجابة دعواتك، ولا تلجأ لغيره في كشف ملماتك.
والإيمان يزيد بطاعة الله، وينقص بمعصيته، وجلالة الملك حثَّنا على تقوية الإيمان بالأعمال الصالحة، وأن نوقن بأن الله على كل شيء قدير.
تجد هذه المعاني العظيمة حينما قال جلالته في كلمته: «وبتقوية الإيمان واليقين بقدرته على رفع هذا البلاء عن المسلمين والعالمين، وأن نلهج له بالدعاء المخلص بحفظ الجميع من كل شر وضر، وبالتوفيق لكل ما فيه الخير والاطمئنان لبلادنا وأهلها ومن له حق علينا».
ختم جلالة الملك أمده الله بعونه وتوفيقه، بأنَّ المسلم يستبشر بحلول مواسم الخيرات، وينتظر بركتها وخيرها، فمع البلاء من الألم نافذةٌ للأمل، وأن الله سيغير الحال، فهو السميع الذي وسع سمعه جميع الأصوات، يعلم سرنا وجهرنا، يسمع دعاء الداعين، وتضرع المتضرعين، بصير لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يبصر كل شيء وإن دق وصغر، يرى عباده المتذللين لعظمته، والمستبشرين بفضله وإجابته. تجد هذه المعاني حينما قال جلالته: «ولا يفوتني في ختام حديثنا هذا، أن أتوجه للجميع بتهانينا الخالصة، بقرب حلول شهر رمضان المبارك، الذي نتحرى في قدومه بشائر الخير والفرح، وإن كانت ظروفه مختلفة هذا العام، ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله، وبركاته، وأن يعوده علينا وعلى الأمة الإسلامية والجميع بأفضل حال، إنه سميع مجيب الدعاء».
فهذه الكلمات استحق جلالة الملك وفقه الله أن يشكر عليها، وأن توضح بعض المعاني الجليلة التي احتوتها، نسأل الله أن يوفق ولي أمرنا بتوفيقه، وأن يرشده لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يملأ قلب جلالته وقلب سمو رئيس الوزراء وقلب سمو ولي العهد محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ونسأله سبحانه أن يتقبل من كل المكافحين في القضاء على هذه الجائحة، وأن يرفع عنا وعن الجميع كل بلاء ومكروه، والحمدلله رب العالمين.
{{ article.visit_count }}
لقد أخذ جلالة الملك قلوبنا في كلمته إلى مصدر سعادة القلوب، إلى الدرة الثمينة المكنونة فيه، والغاية التي من أجلها قامت السماوات والأرض، وأنزلت لأجلها الكتب، وأرسلت الرسل، ونصب الصراط، ووضعت الموازين، إنَّها عبادة الله رب العالمين، والإيمان به واليقين، فإنَّه متى وقر الإيمان في الصدر، وتربَّع على عرش القلب، تكسرت على صخرة الإيمان كل المنغصات، وعاش القلب منتهى السعادة والطمأنينة.
فالله هو القادر وحده على رفع البلاء والوباء، فإنه قدَّر مقادير العباد، فالذي أنزل هذا الوباء بقوته وقدرته التي تجلت للعقول السليمة، هو الذي تُستدفع به البلوى، وترفع إليه الشكوى، بالدعاء المخلص له وحده، لأنه وحده النافع الضار، لا يُدعى غيره، ولا يَتضرع العبد لسواه، والدعاء عبادة، ولا تقبل العبادة إلا بالإخلاص، قال تعالى: «هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ»، فلا تسأل غيره إجابة دعواتك، ولا تلجأ لغيره في كشف ملماتك.
والإيمان يزيد بطاعة الله، وينقص بمعصيته، وجلالة الملك حثَّنا على تقوية الإيمان بالأعمال الصالحة، وأن نوقن بأن الله على كل شيء قدير.
تجد هذه المعاني العظيمة حينما قال جلالته في كلمته: «وبتقوية الإيمان واليقين بقدرته على رفع هذا البلاء عن المسلمين والعالمين، وأن نلهج له بالدعاء المخلص بحفظ الجميع من كل شر وضر، وبالتوفيق لكل ما فيه الخير والاطمئنان لبلادنا وأهلها ومن له حق علينا».
ختم جلالة الملك أمده الله بعونه وتوفيقه، بأنَّ المسلم يستبشر بحلول مواسم الخيرات، وينتظر بركتها وخيرها، فمع البلاء من الألم نافذةٌ للأمل، وأن الله سيغير الحال، فهو السميع الذي وسع سمعه جميع الأصوات، يعلم سرنا وجهرنا، يسمع دعاء الداعين، وتضرع المتضرعين، بصير لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يبصر كل شيء وإن دق وصغر، يرى عباده المتذللين لعظمته، والمستبشرين بفضله وإجابته. تجد هذه المعاني حينما قال جلالته: «ولا يفوتني في ختام حديثنا هذا، أن أتوجه للجميع بتهانينا الخالصة، بقرب حلول شهر رمضان المبارك، الذي نتحرى في قدومه بشائر الخير والفرح، وإن كانت ظروفه مختلفة هذا العام، ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله، وبركاته، وأن يعوده علينا وعلى الأمة الإسلامية والجميع بأفضل حال، إنه سميع مجيب الدعاء».
فهذه الكلمات استحق جلالة الملك وفقه الله أن يشكر عليها، وأن توضح بعض المعاني الجليلة التي احتوتها، نسأل الله أن يوفق ولي أمرنا بتوفيقه، وأن يرشده لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يملأ قلب جلالته وقلب سمو رئيس الوزراء وقلب سمو ولي العهد محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ونسأله سبحانه أن يتقبل من كل المكافحين في القضاء على هذه الجائحة، وأن يرفع عنا وعن الجميع كل بلاء ومكروه، والحمدلله رب العالمين.