يتم التعليم الإلكتروني «e-learning» عبر استخدام الحواسيب والشبكات الإلكترونية ويعتبر وسيلة تعليمية حديثة تعتمد في طبيعتها على اختلاف المكان وبعد المسافة بين الطالب والمدرس، لذا يعتبر التعليم الالكتروني نوع من أنواع التعليم عن بعد «distance learning».
وعلى صلة وثيقة بالتعليم الإلكتروني، يبرز بالساحة التعليمية الحديثة أسلوب جديد يسمى بالتعليم الجوال، أو التعليم المتنقل «Mobile Learning»، ويعبر هذا المصطلح عن الحاجة والقدرة على التعلم باستخدام تكنولوجيا المعلومات المتنقلة من خلال الوسائط الافتراضية المتنوعة كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية الأخرى مثل Tablet وiPad، ويعتبر التعليم الجوال شكلاً آخر من أشكال التعليم عن بعد ولكنه يتميز بحرية إختيار موقع التعلم بدلاً من التقيد بقاعات التدريس ليلائم بذلك الظروف المتغيرة المصاحبة للعملية التعليمية في ظل العولمة أو في ظل الأوضاع الطارئة كالظروف الصحية الراهنة والتي تستوجب البقاء بالحجر الصحي أو بالمنزل احترازياً مما يسمح للمتعلم الاستفادة من كل فرص التعلم المتاحة. كما يتميز هذا الأسلوب في التعليم بتعزيز تفاعل المتعلم مع الأجهزة المحمولة الشائعة لينتقل بالتعليم من مرحلة التلقين التقليدية إلى مرحلة الإبداع والتطوير وتنمية المهارات والقدرات.
ومن طرق التعليم الجوال تقديم محتوى الدروس والمحاضرات في شكل رقمي لنصوص مكتوبة بالإضافة إلى الصور والرسوم البيانية ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية ويعرف هذا النهج بالتعليم غيرالمتزامن لأنه لا يتطلب اتصالاً مباشراً بين المعلم والطالب. وما يميز هذا النهج هو تمكين المتعلم من الإطلاع على المحتوى التعليمي في الوقت الذي يناسبه، وإعادة المحاضرات بالقدر الذي يساعده على فهم ما تم شرحه. كما يسمح التعلم المتنقل بتقديم نهج آخر يسمى بالتعليم المتزامن، وهو تعليم يتواصل فيه كلا طرفي العملية التعليمية بشكل مباشر عبر الأجهزة المحمولة بحيث يتم من خلال هذا النهج إجراء المناقشات والمحادثات بين المعلم والطالب وأيضاً بين جميع الطلاب في الفصل الإفتراضي، وكذلك عقد مؤتمرات الفيديو المباشرة. كما يمكن بواسطة التعليم الجوال الدمج بين النهجين السابقين وتقديم ما يسمى بالتعليم المختلط.
وبناء عليه يمكن أن يحقق التعليم الجوال المشاركة الفورية والتبادل الفوري للمحتوى التعليمي مما يسمح بتفعيل نظام التغذية الراجعة الفورية والتي تلعب دورًا كبيراً في تشجيع التعلم الفعال. كما يتيح التعلم عبر الأجهزة الرقمية مساحة أكبر للمتعلمين لإستكشاف وطرح الأسئلة ومناقشتها، وللمعلمين لتقويم طلبتهم وتحليل مدى فاعلية دروسهم.
وتعتمد العديد من المدارس ومؤسسات التعليم العالي في الكثير من الدول المتقدمة على التكنولوجيا المحمولة لدعم العملية التعليمية ليس لكونها فعالة فحسب، بل لكونها ممتعة ومرغوبة أيضاً. ولهذا السبب تم تطوير العديد من التطبيقات التعليمية كالبلاك بورد «Blackboard» ومايكروسوفت تيمز «Microsoft Teams» وإتاحتها لمؤسسات التعليم المختلفة على مستوى العالم.
* أستاذ مساعد - كلية العلوم - قسم الرياضيات - جامعة البحرين
{{ article.visit_count }}
وعلى صلة وثيقة بالتعليم الإلكتروني، يبرز بالساحة التعليمية الحديثة أسلوب جديد يسمى بالتعليم الجوال، أو التعليم المتنقل «Mobile Learning»، ويعبر هذا المصطلح عن الحاجة والقدرة على التعلم باستخدام تكنولوجيا المعلومات المتنقلة من خلال الوسائط الافتراضية المتنوعة كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية الأخرى مثل Tablet وiPad، ويعتبر التعليم الجوال شكلاً آخر من أشكال التعليم عن بعد ولكنه يتميز بحرية إختيار موقع التعلم بدلاً من التقيد بقاعات التدريس ليلائم بذلك الظروف المتغيرة المصاحبة للعملية التعليمية في ظل العولمة أو في ظل الأوضاع الطارئة كالظروف الصحية الراهنة والتي تستوجب البقاء بالحجر الصحي أو بالمنزل احترازياً مما يسمح للمتعلم الاستفادة من كل فرص التعلم المتاحة. كما يتميز هذا الأسلوب في التعليم بتعزيز تفاعل المتعلم مع الأجهزة المحمولة الشائعة لينتقل بالتعليم من مرحلة التلقين التقليدية إلى مرحلة الإبداع والتطوير وتنمية المهارات والقدرات.
ومن طرق التعليم الجوال تقديم محتوى الدروس والمحاضرات في شكل رقمي لنصوص مكتوبة بالإضافة إلى الصور والرسوم البيانية ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية ويعرف هذا النهج بالتعليم غيرالمتزامن لأنه لا يتطلب اتصالاً مباشراً بين المعلم والطالب. وما يميز هذا النهج هو تمكين المتعلم من الإطلاع على المحتوى التعليمي في الوقت الذي يناسبه، وإعادة المحاضرات بالقدر الذي يساعده على فهم ما تم شرحه. كما يسمح التعلم المتنقل بتقديم نهج آخر يسمى بالتعليم المتزامن، وهو تعليم يتواصل فيه كلا طرفي العملية التعليمية بشكل مباشر عبر الأجهزة المحمولة بحيث يتم من خلال هذا النهج إجراء المناقشات والمحادثات بين المعلم والطالب وأيضاً بين جميع الطلاب في الفصل الإفتراضي، وكذلك عقد مؤتمرات الفيديو المباشرة. كما يمكن بواسطة التعليم الجوال الدمج بين النهجين السابقين وتقديم ما يسمى بالتعليم المختلط.
وبناء عليه يمكن أن يحقق التعليم الجوال المشاركة الفورية والتبادل الفوري للمحتوى التعليمي مما يسمح بتفعيل نظام التغذية الراجعة الفورية والتي تلعب دورًا كبيراً في تشجيع التعلم الفعال. كما يتيح التعلم عبر الأجهزة الرقمية مساحة أكبر للمتعلمين لإستكشاف وطرح الأسئلة ومناقشتها، وللمعلمين لتقويم طلبتهم وتحليل مدى فاعلية دروسهم.
وتعتمد العديد من المدارس ومؤسسات التعليم العالي في الكثير من الدول المتقدمة على التكنولوجيا المحمولة لدعم العملية التعليمية ليس لكونها فعالة فحسب، بل لكونها ممتعة ومرغوبة أيضاً. ولهذا السبب تم تطوير العديد من التطبيقات التعليمية كالبلاك بورد «Blackboard» ومايكروسوفت تيمز «Microsoft Teams» وإتاحتها لمؤسسات التعليم المختلفة على مستوى العالم.
* أستاذ مساعد - كلية العلوم - قسم الرياضيات - جامعة البحرين