شهر رمضان له خصوصيته، خاصة لمن يرى فيه فرصة لـ «تجديد النفس» وفتح صفحة جديدة في علاقته مع ربه، عبر الحرص على التزامه بواجباته الدينية، والتمثل بالسلوكيات القويمة التي هي أساس ديننا الحنيف، إذ قال رسولنا صلوات الله عليه: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
كذلك في جانبه الروحي، شهر مضان فرصة لـ «تنقية الروح» مما يشوهها من أضغان داخلية وأحقاد وكراهية وبغض تجاه الآخرين، فرصة للتسامح الداخلي أولاً مع نفسك، وثانياً للتسامح مع الآخرين وفق معادلة «العفو عند المقدرة»، فبعض صور العفو لا يقوى عليها الإنسان لأنها صعبة في تجاوزها للأذى الواقع عليه.
أيضاً شهر رمضان فرصة لتحسين ما «يشوه» شكل الإنسان خارجياً من تصرفات وسلوكيات خاطئة غير قويمة. باعتبار أن الخوف من ارتكاب السيئات حرمة لهذا الشهر، ورغبة في إبدالها بالحسنات التي تتضاعف.
بالتالي هذا شهر فضيل، يفترض أنه كريم بأجوائه الطيبة، وما تعكسه على البشر من تحسن في السلوكيات، ومن ارتقاء في الأخلاق، ومن سعي للخير ورد للشر.
لكن رغم ذلك، فإن لشهر رمضان «شياطينه» أيضاً، بغض النظر عن «تصفيد الشياطين» الحقيقيين في هذا الشهر، إلا أن شياطين الإنس باتوا اليوم أخطر من إبليس وأعوانه، فإن كان إغواء إبليس للبشر قائماً على «وسوسة فردية» لكل شخص دفعاً له لارتكاب المعاصي، فإن «أباليس البشر» أذاهم ومكرهم يتعدى الوسوسة ليصل إلى ارتكاب الأفعال المضرة بالناس.
أحدهم يناقشني دائماً حينما أتحدث عن «صراع النفس» في محاولة «تنقية القلب» من الشوائب ومن «النقاط السوداء» التي تعلق فيه بسبب معرفة مخططات وتدابير سيئة يقوم بها أفراد قد تستهدفك شخصيا، وبسبب رصد سلوكيات وتصرفات خاطئة ترتقي لمستوى الإجرام تستهدف المجتمع من خلال «مكر» هؤلاء، فيقول لي: هؤلاء بشر سيئون، أفلا يحتاجون لكشف وتعرية وتشهير وصد ومحاسبة؟! فأرد بأن «نعم»، لكن أحياناً لا يكون الإنسان هو صاحب الحق في تطبيق النظام وتحقيق العدالة بنفسه، بل من أوكله الله بالمسئولية وأعطاه القوة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، هو معني بذلك، وهو من يقيم عدالة الله في الأرض، وهو من ينور الله دربه ليكون سيف العدالة وميزان للإنصاف.
يعود ليسألني: لكن في أحايين كثيرة، ينجو الماكرون بأفعالهم، يخدعون الجميع، ويضللون الدولة، ويتحايلون على النظام، ويديرون المكائد والمؤمرات ليستهدفوا من يتصدى لهم، وليكذبوا على من سيحاسبهم، وليعيثوا في الأرض الفساد، فكيف يؤخذ الحق منهم، وكيف تقام العدالة فيهم؟!
جوابي له كان وفق قناعة تامة بمضمون آية في شطرها الثاني، حينما يقول الله سبحانه وتعالي مخاطبا نبيه الكريم حينما كان أعداؤه يكيدون له ليغدروا به: «ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين». فالله يمهل ولا يهمل.
{{ article.visit_count }}
كذلك في جانبه الروحي، شهر مضان فرصة لـ «تنقية الروح» مما يشوهها من أضغان داخلية وأحقاد وكراهية وبغض تجاه الآخرين، فرصة للتسامح الداخلي أولاً مع نفسك، وثانياً للتسامح مع الآخرين وفق معادلة «العفو عند المقدرة»، فبعض صور العفو لا يقوى عليها الإنسان لأنها صعبة في تجاوزها للأذى الواقع عليه.
أيضاً شهر رمضان فرصة لتحسين ما «يشوه» شكل الإنسان خارجياً من تصرفات وسلوكيات خاطئة غير قويمة. باعتبار أن الخوف من ارتكاب السيئات حرمة لهذا الشهر، ورغبة في إبدالها بالحسنات التي تتضاعف.
بالتالي هذا شهر فضيل، يفترض أنه كريم بأجوائه الطيبة، وما تعكسه على البشر من تحسن في السلوكيات، ومن ارتقاء في الأخلاق، ومن سعي للخير ورد للشر.
لكن رغم ذلك، فإن لشهر رمضان «شياطينه» أيضاً، بغض النظر عن «تصفيد الشياطين» الحقيقيين في هذا الشهر، إلا أن شياطين الإنس باتوا اليوم أخطر من إبليس وأعوانه، فإن كان إغواء إبليس للبشر قائماً على «وسوسة فردية» لكل شخص دفعاً له لارتكاب المعاصي، فإن «أباليس البشر» أذاهم ومكرهم يتعدى الوسوسة ليصل إلى ارتكاب الأفعال المضرة بالناس.
أحدهم يناقشني دائماً حينما أتحدث عن «صراع النفس» في محاولة «تنقية القلب» من الشوائب ومن «النقاط السوداء» التي تعلق فيه بسبب معرفة مخططات وتدابير سيئة يقوم بها أفراد قد تستهدفك شخصيا، وبسبب رصد سلوكيات وتصرفات خاطئة ترتقي لمستوى الإجرام تستهدف المجتمع من خلال «مكر» هؤلاء، فيقول لي: هؤلاء بشر سيئون، أفلا يحتاجون لكشف وتعرية وتشهير وصد ومحاسبة؟! فأرد بأن «نعم»، لكن أحياناً لا يكون الإنسان هو صاحب الحق في تطبيق النظام وتحقيق العدالة بنفسه، بل من أوكله الله بالمسئولية وأعطاه القوة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، هو معني بذلك، وهو من يقيم عدالة الله في الأرض، وهو من ينور الله دربه ليكون سيف العدالة وميزان للإنصاف.
يعود ليسألني: لكن في أحايين كثيرة، ينجو الماكرون بأفعالهم، يخدعون الجميع، ويضللون الدولة، ويتحايلون على النظام، ويديرون المكائد والمؤمرات ليستهدفوا من يتصدى لهم، وليكذبوا على من سيحاسبهم، وليعيثوا في الأرض الفساد، فكيف يؤخذ الحق منهم، وكيف تقام العدالة فيهم؟!
جوابي له كان وفق قناعة تامة بمضمون آية في شطرها الثاني، حينما يقول الله سبحانه وتعالي مخاطبا نبيه الكريم حينما كان أعداؤه يكيدون له ليغدروا به: «ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين». فالله يمهل ولا يهمل.