كتب الدكتور عبدالله الشايجي مغرداً «أم هارون مسلسل خليجي من إنتاج إم بي سي يروج لسردية مختلفة ومغايرة للواقع والبسطاء لا يرون ضيراً»
وشاركه في الاستنكار مغردون آخرون وجهوا اتهامات بسوء النية للقائمين على القناة وبأن من يقف وراء المسلسل يروج للتطبيع باختلاق واقع غير حقيقي!!.
بعيداً عن أي تفاصيل لمسلسل «أم هارون» قد يترصدها ويتصيدها من يراقب الزلات والأخطاء سواء فيما يتعلق بجزئية التوثيق التاريخي أو فيما يتعلق بالأداء أو النواحي الفنية، خاصة أنه لم تعرض سوى ثلاث حلقات فقط، وخاصة أن المؤلفين الأخوين شمس ذكرا أن فكرة المسلسل مستوحاة من واقع معاش وأن شخصية «أم جان» المعروفة في البحرين والتي ولدت أنا شخصياً على يدها عام 1956، أخذت القديرة حياة الفهد منها مهنتها وشكلها فقط، وبقية الرواية كشخصيات مستوحاة من شخصيات حقيقية إنما ليست بالضرورة ملتزمة حرفياً بها وهذا مما يجوز في أي عمل درامي.
سأترك هذا كله وسأقف عند نقطة محددة جداً جداً في هذا العمل الجريء وهي وضع «اليهود» في البحرين تحديداً في فترة الأربعينات من القرن الماضي، وهو جزء من تاريخنا المعاصر يجهله العديد من أبناء الخليج، فما بالك والعالم العربي أو خارجه، وهو ما استوحى منه المسلسل فكرته، لارد على الأخ العزيز الدكتور الشايجي الذي قال إن أحداث المسلسل «مغايره للواقع».
الجدير بالملاحظة أن العديد من معاصري تلك الفترة في البحرين وأبنائهم مازالوا أحياء أي أن الأحياء من مواليد الأربعينات وبداية الخمسينات شهدوا تلك المعايشة الحقيقية لهذا المزيج والنسيج الاجتماعي الذي ضم المسلمين واليهود والمسيحيين في أحياء معروفة في البحرين ومازالت العائلات اليهودية موجودة ولهم من الذكريات المعاشة والمعاصرة العديد مما ورد في الحلقة الأولى والثانية خاصة تلك المتعلقة بالأفراح والمشاركة الاجتماعية، فلا نزايد على بعضنا البعض حين يقال عنها «مغايرة للواقع» بل هي حقيقية وحقيقية جداً.
وللمشككين ندعوهم لزيارة البحرين والالتقاء بأبناء وأحفاد تلك الحقبة أو للمعمرين منهم، وكذلك أحيل المشككين لكتاب الأخت العزيزة عضو مجلس الشورى البحريني «نانسي خضوري» وهي ابنة إيلي يوسف خضوري بعنوان «من بداياتنا إلى وقتنا الحاضر» المكون من من 577 صفحة والحافل بالصورللحياة الاجتماعية ليهود البحرين والذي تحدث عن العوائل اليهودية التي قدمت من جنوب إيران ومن العراق واستوطنت البحرين وعاشت منذ عشرينات القرن الماضي، ومازال العديد منهم موجودين في البحرين، ومنهم عائلة روبين ونونو وخضوري ويادكار ومن غادرالبحرين منهم مثل عائلة كوهين، وسويري وأبنائهم حزقيل ويعقوب مازالوا على تواصل مع أهلهم في البحرين وأصدقائهم من المسلمين وغيرهم أسماء معروفة لدينا في البحرين ولهم كنيس للتعبد وبيوتهم مازالت موجودة ومحلاتهم موجودة وأسماؤهم معروفة لدينا نحن أهل البحرين منذ طفولتنا.
فرجان الخمسينات خاصة في المنامة شهدت ذلك الجزء من النسيج الاجتماعي البحريني الذي تشابكت فيه خيوط المسيحيين واليهود مع المسلمين وكيف تربى أبناؤهم مع بعضهم البعض ودرسوا في ذات الصفوف المدرسية ومازالت صداقاتهم وصداقات أبنائهم بل وأحفادهم إلى الآن حية تشهد على هذا المثال الحي الواقعي والحقيقي لمعنى المواطنة التي أزالت بفضل طبيعة هذا الشعب عائق الديانة والعرق والجنس وأبقت على ولاء تلك الجماعات لهذه الأرض.
تلك تجربة خليجية بحرينية حية لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها إعلامياً لحساسيتها ولجهل العديد من أهل الخليج بها حتى أنها مما ينطبق عليها المثل الإنجليزي (تو جود تو بي تروث) جميلة إلى درجة لا تصدق.
هذا جزء من تاريخنا البحريني الخليجي يعيد الأمور لفطرتها الإنسانية السليمة بعيداً عما يجري من صراعات خارج هذا المحيط الجغرافي، يمثل حالة التعايش السلمي والتسامح الديني بين أبناء الديانات الثلاث (المسلمين والمسيحيين واليهود) على أرض واحدة يتقاسمون فيها لقمة العيش، وهو واقع حقيقي بلا مزايدة ومازال مستمراً حتى اللحظة توارثناه أباً عن جد ووارثاً عن وارث، يستحق أن يلقى عليه الضوء إعلامياً ليعرف من يجهلنا هذه الحقيقة.
{{ article.visit_count }}
وشاركه في الاستنكار مغردون آخرون وجهوا اتهامات بسوء النية للقائمين على القناة وبأن من يقف وراء المسلسل يروج للتطبيع باختلاق واقع غير حقيقي!!.
بعيداً عن أي تفاصيل لمسلسل «أم هارون» قد يترصدها ويتصيدها من يراقب الزلات والأخطاء سواء فيما يتعلق بجزئية التوثيق التاريخي أو فيما يتعلق بالأداء أو النواحي الفنية، خاصة أنه لم تعرض سوى ثلاث حلقات فقط، وخاصة أن المؤلفين الأخوين شمس ذكرا أن فكرة المسلسل مستوحاة من واقع معاش وأن شخصية «أم جان» المعروفة في البحرين والتي ولدت أنا شخصياً على يدها عام 1956، أخذت القديرة حياة الفهد منها مهنتها وشكلها فقط، وبقية الرواية كشخصيات مستوحاة من شخصيات حقيقية إنما ليست بالضرورة ملتزمة حرفياً بها وهذا مما يجوز في أي عمل درامي.
سأترك هذا كله وسأقف عند نقطة محددة جداً جداً في هذا العمل الجريء وهي وضع «اليهود» في البحرين تحديداً في فترة الأربعينات من القرن الماضي، وهو جزء من تاريخنا المعاصر يجهله العديد من أبناء الخليج، فما بالك والعالم العربي أو خارجه، وهو ما استوحى منه المسلسل فكرته، لارد على الأخ العزيز الدكتور الشايجي الذي قال إن أحداث المسلسل «مغايره للواقع».
الجدير بالملاحظة أن العديد من معاصري تلك الفترة في البحرين وأبنائهم مازالوا أحياء أي أن الأحياء من مواليد الأربعينات وبداية الخمسينات شهدوا تلك المعايشة الحقيقية لهذا المزيج والنسيج الاجتماعي الذي ضم المسلمين واليهود والمسيحيين في أحياء معروفة في البحرين ومازالت العائلات اليهودية موجودة ولهم من الذكريات المعاشة والمعاصرة العديد مما ورد في الحلقة الأولى والثانية خاصة تلك المتعلقة بالأفراح والمشاركة الاجتماعية، فلا نزايد على بعضنا البعض حين يقال عنها «مغايرة للواقع» بل هي حقيقية وحقيقية جداً.
وللمشككين ندعوهم لزيارة البحرين والالتقاء بأبناء وأحفاد تلك الحقبة أو للمعمرين منهم، وكذلك أحيل المشككين لكتاب الأخت العزيزة عضو مجلس الشورى البحريني «نانسي خضوري» وهي ابنة إيلي يوسف خضوري بعنوان «من بداياتنا إلى وقتنا الحاضر» المكون من من 577 صفحة والحافل بالصورللحياة الاجتماعية ليهود البحرين والذي تحدث عن العوائل اليهودية التي قدمت من جنوب إيران ومن العراق واستوطنت البحرين وعاشت منذ عشرينات القرن الماضي، ومازال العديد منهم موجودين في البحرين، ومنهم عائلة روبين ونونو وخضوري ويادكار ومن غادرالبحرين منهم مثل عائلة كوهين، وسويري وأبنائهم حزقيل ويعقوب مازالوا على تواصل مع أهلهم في البحرين وأصدقائهم من المسلمين وغيرهم أسماء معروفة لدينا في البحرين ولهم كنيس للتعبد وبيوتهم مازالت موجودة ومحلاتهم موجودة وأسماؤهم معروفة لدينا نحن أهل البحرين منذ طفولتنا.
فرجان الخمسينات خاصة في المنامة شهدت ذلك الجزء من النسيج الاجتماعي البحريني الذي تشابكت فيه خيوط المسيحيين واليهود مع المسلمين وكيف تربى أبناؤهم مع بعضهم البعض ودرسوا في ذات الصفوف المدرسية ومازالت صداقاتهم وصداقات أبنائهم بل وأحفادهم إلى الآن حية تشهد على هذا المثال الحي الواقعي والحقيقي لمعنى المواطنة التي أزالت بفضل طبيعة هذا الشعب عائق الديانة والعرق والجنس وأبقت على ولاء تلك الجماعات لهذه الأرض.
تلك تجربة خليجية بحرينية حية لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها إعلامياً لحساسيتها ولجهل العديد من أهل الخليج بها حتى أنها مما ينطبق عليها المثل الإنجليزي (تو جود تو بي تروث) جميلة إلى درجة لا تصدق.
هذا جزء من تاريخنا البحريني الخليجي يعيد الأمور لفطرتها الإنسانية السليمة بعيداً عما يجري من صراعات خارج هذا المحيط الجغرافي، يمثل حالة التعايش السلمي والتسامح الديني بين أبناء الديانات الثلاث (المسلمين والمسيحيين واليهود) على أرض واحدة يتقاسمون فيها لقمة العيش، وهو واقع حقيقي بلا مزايدة ومازال مستمراً حتى اللحظة توارثناه أباً عن جد ووارثاً عن وارث، يستحق أن يلقى عليه الضوء إعلامياً ليعرف من يجهلنا هذه الحقيقة.