من أخطر الأمور التي تنافي توجيهات رسولنا الكريم، وتعارض توجيهات المولى عز وجل، هو أن تتعمد إيذاء البشر، حتى لا يطالهم الخير.

شخصياً، رأيت كيف يتحول مسؤولون إلى مرضى نفسيين، همهم إيذاء الموظفين، وتعطيل أمورهم، وحرمانهم من حقوقهم، وقطع أي طريق للخير أمامهم، في وقت كانوا يملكون فيه أن يتعاملوا بنفس سوية خالية من الأمراض، فيسهلون على الناس، ويسعون في الخير لهم، والسبب أكان نابعاً عن حسد وغيرة أو عن نزعة سادية غير سوية تتلذذ بإيذاء البشر.

هناك نوعيات من البشر تجد «لذتها» في معاداة الآخرين، في سد أبواب الرزق أمامهم، وفي وضع العراقيل والصعوبات أمامهم. خاصة لو امتلكت تلك النوعيات صلاحيات اتخاذ قرارات، أو التحكم إدارياً في مصائر البشر باعتبارهم موظفين يتبعون لهم في التراتبية الإدارية.

البعض لا ينتبه إلى خطورة هذه الممارسات، ينسى بأن امتلاك صلاحية اتخاذ قرارات تمس البشر ليست بنعمة قبل أن تكون نقمة، خاصة وإن مورست بطريقة غير سوية، تخدم

أفراداً معينين، وتضر آخرين.

لنسأل أنفسنا قبل مساءلة الآخرين، هل مر علينا في يوم ما وضع كان فيه بمقدورنا مساعدة آخرين ولم نفعل؟! هل مر علينا في يوم ما وضع امتلكنا فيه القدرة على الإضرار بالناس، وعرقلة أمورهم، ووضع صعوبات أمامهم لتعطيل أمورهم، أو تخريب أرزاقهم المقدرة، وفعلناها عمداً وعن قصد؟!

إن استطعت أن تخدم الناس وتساعدهم والتسهيل في شأن أمورهم لو امتلكت القدرة، بقدر ما هي حسنات تكتب لك في صفحتك وتفيدك في يوم لا يغني فيه أحد عن أحد، بقدر ما هي بداية لخير يطالك في الدنيا، فكرامة عمل الخير ومساعدة الناس يجازي بها الله عبده في حياته وبصور ووسائل شتى، يكفي أن أبلغها هو حفظه لك من الشر والسوء والابتلاء في الصحة أو المال أو الولد.

من يؤذي الناس ليس سوى شخص مريض لا يحب الخير لأحد سواه، وإن كان بيده حرمان غيره من هذا الخير فلن يتردد، هؤلاء تطالهم دعوات الناس لا محالة، وما أخطرها من دعوة حين تصدر عمن تضرر بسبب أمراضهم النفسية وأعمالهم غير السوية، حين يرفع يده للمولى عز وجل ويقول «حسبي الله ونعم الوكيل».