هذا تحذير صريح ومباشر وجهه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا «هانز كلوج»، حيث قال يوم السبت في مقابلة مع صحيفة الـ«تيليجراف» البريطانية: «يجب على الدول الأوروبية أن تستعد لموجة ثانية قاتلة، لأن الوباء لم ينته بعد»، وقال: «الوقت الآن هو وقت التحضير وليس الاحتفال».
في نفس اليوم، أعلنت بعض الدول الأوروبية عن تخفيف لبعض القيود والإجراءات الاحترازية في اتجاه عودة الحياة لطبيعتها تدريجياً كما كانت سابقاً، لدرجة أن الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم «البوندسليغا» عادت مبارياته دون جماهير يومي السبت والأحد، وفي الطريق عودة بقية الدوريات الأوروبية. إلى ذلك يدور الحديث عن تخفيف القيود وإنهاء الحظر الكلي والجزئي في كثير من الدول الأوروبية وولايات أمريكية معينة.
يحدث هذا رغم التصريحات الأخيرة التحذيرية لمنظمة الصحة العالمية، وفي ظل استمرار ارتفاع الإصابات بشكل يومي، حيث النظر للأرقام بشكل شمولي يكشف أن الأرقام تتصاعد، حتى لو خفت وتيرة الإصابات اليومية المعتادة في بعض الدول التي تصدرت قوائم الإصابة والوفيات.
نعم الناس حول العالم يريدون العودة لحياتهم السابقة، الدول نفسها تريد لعجلة الاقتصاد والمال الدوران مرة أخرى، لأن الاقتصاديات العالمية هي المتضررة بشدة، أسعار النفط تهاوت، والخسائر تتزايد على كافة الأصعدة، والناس تضرروا مادياً ووظيفياً، لكن الاستعجال في العودة للروتين السابق هو ما قد يقود لموجة ثانية من تفشي الوباء تكون أقوى من السابقة، مثلما بينت منظمة الصحة العالمية.
تحذير المنظمة للدول تركز على ضرورة تعزيز أنظمة الصحة العامة وبناء القدرات والمستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة، لكن في حقيقة الأمر إن ما يرفد ذلك ويعززه ويقويه، هو «العنصر الإنساني» نفسه، إذ استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية، والتزام الناس بعملية التباعد الاجتماعي، والحرص على عدم نشر هذا الفيروس من خلال الاستهتار، هي واجب كل شخص اليوم.
لأول مرة أتمنى أن تكون التصريحات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية «غير صحيحة»، وأعني تلك المعنية بـ «الموجة الثانية الأعنف»، وأمضي لتصديق تصريحات أخرى تصدر عن بعض الأطباء المتفائلين مثل رئيس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مرسيليا الفرنسي الدكتور ديدييه راؤول، والذي قال إن فيروس كورونا (كوفيد 19) على وشك الانتهاء، واستبعد ظهور موجات ثانية للوباء، وأن الفيروس يتراجع انتشاره في الوقت الحالي.
إن كانت لا سمح الله من موجة ثانية قادمة، فكل ما نتطلع له وعي مجتمعي أكبر ليساعد الدولة فيما تقوم به من إجراءات تكشف عن حرص كبير وتضحيات أكبر، وأموال عديدة تصرف لأجل الفحوص والرعاية والاحتواء وغيرها من أمور لازمة.
في النهاية نذكر بأن «الوقاية خير من العلاج» بالأخص في «زمن كورونا».
{{ article.visit_count }}
في نفس اليوم، أعلنت بعض الدول الأوروبية عن تخفيف لبعض القيود والإجراءات الاحترازية في اتجاه عودة الحياة لطبيعتها تدريجياً كما كانت سابقاً، لدرجة أن الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم «البوندسليغا» عادت مبارياته دون جماهير يومي السبت والأحد، وفي الطريق عودة بقية الدوريات الأوروبية. إلى ذلك يدور الحديث عن تخفيف القيود وإنهاء الحظر الكلي والجزئي في كثير من الدول الأوروبية وولايات أمريكية معينة.
يحدث هذا رغم التصريحات الأخيرة التحذيرية لمنظمة الصحة العالمية، وفي ظل استمرار ارتفاع الإصابات بشكل يومي، حيث النظر للأرقام بشكل شمولي يكشف أن الأرقام تتصاعد، حتى لو خفت وتيرة الإصابات اليومية المعتادة في بعض الدول التي تصدرت قوائم الإصابة والوفيات.
نعم الناس حول العالم يريدون العودة لحياتهم السابقة، الدول نفسها تريد لعجلة الاقتصاد والمال الدوران مرة أخرى، لأن الاقتصاديات العالمية هي المتضررة بشدة، أسعار النفط تهاوت، والخسائر تتزايد على كافة الأصعدة، والناس تضرروا مادياً ووظيفياً، لكن الاستعجال في العودة للروتين السابق هو ما قد يقود لموجة ثانية من تفشي الوباء تكون أقوى من السابقة، مثلما بينت منظمة الصحة العالمية.
تحذير المنظمة للدول تركز على ضرورة تعزيز أنظمة الصحة العامة وبناء القدرات والمستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة، لكن في حقيقة الأمر إن ما يرفد ذلك ويعززه ويقويه، هو «العنصر الإنساني» نفسه، إذ استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية، والتزام الناس بعملية التباعد الاجتماعي، والحرص على عدم نشر هذا الفيروس من خلال الاستهتار، هي واجب كل شخص اليوم.
لأول مرة أتمنى أن تكون التصريحات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية «غير صحيحة»، وأعني تلك المعنية بـ «الموجة الثانية الأعنف»، وأمضي لتصديق تصريحات أخرى تصدر عن بعض الأطباء المتفائلين مثل رئيس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مرسيليا الفرنسي الدكتور ديدييه راؤول، والذي قال إن فيروس كورونا (كوفيد 19) على وشك الانتهاء، واستبعد ظهور موجات ثانية للوباء، وأن الفيروس يتراجع انتشاره في الوقت الحالي.
إن كانت لا سمح الله من موجة ثانية قادمة، فكل ما نتطلع له وعي مجتمعي أكبر ليساعد الدولة فيما تقوم به من إجراءات تكشف عن حرص كبير وتضحيات أكبر، وأموال عديدة تصرف لأجل الفحوص والرعاية والاحتواء وغيرها من أمور لازمة.
في النهاية نذكر بأن «الوقاية خير من العلاج» بالأخص في «زمن كورونا».