مؤخرا، وعلى الصعيد المحلي، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخبار ومعلومات «غير دقيقة» و «مغلوطة تماما» ولا تمت للواقع بصلة، مما أعادنا لبدايات ظهور فيروس كورونا، والدعوات الأولية التي وجهت للناس بشأن «الإشاعات» التدقيق فيما يصلهم، وفيما يعيدون نشره وتداوله.وهنا بالفعل تسود حالة من الاستغراب، حيال بعض التصرفات «غير السوية» التي يقوم بها البعض، إذ اليوم وفي ظل التقدم التكنولوجي، بإمكان «تزوير» و «فبركة» كل شيء، خاصة المواد الإعلامية من منشورات وصور وفيديوهات يسهل تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، ما يعني أن الجهد أكبر على الشخص في التقديم على كل ما يصله من «مصادر غير مباشرة».في الفترات الأولى لانتشار الفيروس، وقبل أن يصل إلى البحرين، وتحديداً حينما كان في بداياته بالصين، كانت تنتشر العديد من الأخبار والمعلومات المعنية به، وكثير منها كنا نسلم بها ونعتبرها حقيقة مسلمة حتى، لأن الحدث ليس على أعتاب أبوابنا، بالتالي عملية التدقيق في كل ما يصلنا، مسألة لم تكن ضمن الأولويات، وعليه كنا نصدق كثيرا من الأمور بمجرد وصولها لنا أو قراءتها نمضي في طريقنا والسلام.هذه ردة فعل طبيعية تماماً تجاه ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات، وتصلنا معنية بجهات بعيدة هنا، ويقع فيها كثيرون، بالتالي التأكيد ضروري دائماً بشأن هذه الإشاعات وتبيانها وعدم نشرها بحسن نية أو سوئها، لأن تأثيراتها على المجتمع كبيرة، باعتبار أن هناك شريحة كبيرة تأخذ الأمور كمسلمات بشكل مباشر.في شأن كورونا، إشاعات كثيرة ظهرت، بعضها على شكل «نصائح معلوماتية وقائية» تبين أنها غير صحيحة، وبعضها على شكل «أخبار عاجلة» معنية بإجراءات في دول، أو اكتشاف لقاحات، أو حتى بيان بأعداد جديدة سواء مصابة أو توفت، وكلها تجعلك في دوامة تدور باحثا عن الحقيقة.البعض ينصح الناس أن تتجاهل كل ما يصلها عبر وسائل التواصل عن الفيروس، حتى لا تصاب بـ «التعب والقلق النفسي»، والبعض ينصح بمتابعة «فقط» القنوات الإخبارية أو «الحسابات الموثقة» للجهات الرسمية، دون تصديق أي شيء يصله من أفراد عاديين عبر وسائل التواصل.سأضع بين أيديكم بعض «الشائعات الشهيرة» التي انتشرت عن فيروس كورونا، وصدقها كثيرون في البداية، ثم اتضح أنها أمور غير صحيحة تم تسويقها على ملايين من البشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وهي كالتالي:«بخاخ الأنف يمنع الإصابة بالفيروس! الغرغرة بالخل تقي من الإصابة! البعوض ينقل كورونا! المتوفى ينقل الفيروس! أخذ حمام ساخن يقتل الفيروس! المدخنون لا يصابون بالفيروس! كورونا لا يصيب الشباب! الفيروس ينتقل عبر الهواء! لقاح الالتهاب الرئوي يجنبك الإصابة بالفيروس! وأخيرا شبكات الجيل الخامس المصنعة في الصين تنقل الفيروس!».