هذا توصيف ينطبق على كل مجتمع تجد أن غالبية الممارسات فيه تتم من خلال منهجيات واستراتيجيات «اللف والدوران».
والحق يقال، بأن هذه الأساليب يبرع فيها مجموعة من البشر، الذين هم أقرب ما يكونون كمرتدي الأقنعة التي تتبدل حسب الموقف والزمن، والأخطر حسب المصلحة.
أكتب هذه السطور بعد مناقشات متباينة مع عدد من القراء، يشكو بعضهم من ممارسات ملتوية حصلت لهم من أشخاص «متلونين»، لا يعرفون كيف يصنفونهم، ولا كيف يميزون بين صدق وزيف كلامهم، سواء أكان هؤلاء الأشخاص في مواقع عمل أو أوساط مجتمعية، أو حتى في عوائلهم.
ممارسات «اللف والدوران» هذه أوصلت هؤلاء البشر المتضررين لدرجة أن صنفوا «الخصال الحميدة» من ثقة بالآخرين وحسن ظن وتوسم بالخير، صنفوها في خانة تدل على «ضعف الإنسان» بل و«سذاجته»، بحيث من يصدق الآخرين لمجرد أنه يمتلك حسن نية، فهو يثبت أنه شخص «سهل الخداع».
هنا أيمكننا لوم الناس حينما ينظرون لفلان وعلان على أنه «ضحية» نظافة قلبه، ورغبته بأن يعامله الناس بمثل ما يعاملهم من ثقة وتصديق لما يقال له؟! لكن في المقابل، أوليست الطيبة وحسن النوايا وعدم تكذيب الآخرين هي صفات لا يمتلكها إلا «الإنسان السوي»؟!
المصيبة أن السؤالين إجابتهما «نعم»، فطيبة القلب والتسليم بكل شيء حتى النخاع والثقة المطلقة بلا سؤال أو استدلال أو تأكد، هي ما يوصل الإنسان ليكون «فريسة سهلة» لمحترفي «اللف والدوران»، في المقابل «عدم النزول» للمستوى الدنيء لهؤلاء، هو إثبات لعلو وسمو نفس البشر الطيبين.
المشكلة ليست في الأسوياء، بل في كل شخص غير صادق حين يتحدث لغيره، غير نزيه فيما يقوم به من ممارسات، هدفه استغلال البشر وليس خدمة البشر، هؤلاء هم من أسس في كل مجتمع على هذا الكوكب سياسة «اللف والدوران»، التي بموجبها تتحقق أهداف غير نظيفة المساعي، وبموجبها يُلغى آخرون، وتسرق جهود، وتظلم قدرات، بل وتهدم مجتمعات.
لسنا في مدينة فاضلة، تذكروا هذا جيداً، ومن يمضي للتعامل بنفس خالية من «النباهة» و«الحرص» و«التمهل» وقليل من «التشكيك في النوايا» مع المجتمع، وبالأخص مع أفراد أثبت التاريخ أن لهم سوابق في استغلال الآخرين، فإن هؤلاء من سيتعرضون لـ«اللدغ» مرات ومرات.
نصيحتي من تجارب شخصية عديدة، في مجتمعات وأوساط «اللف والدوران»، احرص على أن تكون مستقيماً في عملك وأقوالك، ثابتاً على مبادئك، الاستقامة هي ما تدخل كعصا غليظة داخل عجلة اللف والدوران، فتوقفها، أقلها على نفسك، هذه الاستقامة هي ما تجعلك «تكسب احترامك لنفسك»، حتى وإن كان في «اللف والدوران» مكاسب، لكنها مكاسب «غير مستحقة بنزاهة» لـ«النفوس الدنيئة».
كن حذراً مع محترفي اللف والدوران، وحكم عقلك قبل قلبك حتى تعرف الفرق بينهم، وبين البشر الأسوياء ذوي الاستقامة.
{{ article.visit_count }}
والحق يقال، بأن هذه الأساليب يبرع فيها مجموعة من البشر، الذين هم أقرب ما يكونون كمرتدي الأقنعة التي تتبدل حسب الموقف والزمن، والأخطر حسب المصلحة.
أكتب هذه السطور بعد مناقشات متباينة مع عدد من القراء، يشكو بعضهم من ممارسات ملتوية حصلت لهم من أشخاص «متلونين»، لا يعرفون كيف يصنفونهم، ولا كيف يميزون بين صدق وزيف كلامهم، سواء أكان هؤلاء الأشخاص في مواقع عمل أو أوساط مجتمعية، أو حتى في عوائلهم.
ممارسات «اللف والدوران» هذه أوصلت هؤلاء البشر المتضررين لدرجة أن صنفوا «الخصال الحميدة» من ثقة بالآخرين وحسن ظن وتوسم بالخير، صنفوها في خانة تدل على «ضعف الإنسان» بل و«سذاجته»، بحيث من يصدق الآخرين لمجرد أنه يمتلك حسن نية، فهو يثبت أنه شخص «سهل الخداع».
هنا أيمكننا لوم الناس حينما ينظرون لفلان وعلان على أنه «ضحية» نظافة قلبه، ورغبته بأن يعامله الناس بمثل ما يعاملهم من ثقة وتصديق لما يقال له؟! لكن في المقابل، أوليست الطيبة وحسن النوايا وعدم تكذيب الآخرين هي صفات لا يمتلكها إلا «الإنسان السوي»؟!
المصيبة أن السؤالين إجابتهما «نعم»، فطيبة القلب والتسليم بكل شيء حتى النخاع والثقة المطلقة بلا سؤال أو استدلال أو تأكد، هي ما يوصل الإنسان ليكون «فريسة سهلة» لمحترفي «اللف والدوران»، في المقابل «عدم النزول» للمستوى الدنيء لهؤلاء، هو إثبات لعلو وسمو نفس البشر الطيبين.
المشكلة ليست في الأسوياء، بل في كل شخص غير صادق حين يتحدث لغيره، غير نزيه فيما يقوم به من ممارسات، هدفه استغلال البشر وليس خدمة البشر، هؤلاء هم من أسس في كل مجتمع على هذا الكوكب سياسة «اللف والدوران»، التي بموجبها تتحقق أهداف غير نظيفة المساعي، وبموجبها يُلغى آخرون، وتسرق جهود، وتظلم قدرات، بل وتهدم مجتمعات.
لسنا في مدينة فاضلة، تذكروا هذا جيداً، ومن يمضي للتعامل بنفس خالية من «النباهة» و«الحرص» و«التمهل» وقليل من «التشكيك في النوايا» مع المجتمع، وبالأخص مع أفراد أثبت التاريخ أن لهم سوابق في استغلال الآخرين، فإن هؤلاء من سيتعرضون لـ«اللدغ» مرات ومرات.
نصيحتي من تجارب شخصية عديدة، في مجتمعات وأوساط «اللف والدوران»، احرص على أن تكون مستقيماً في عملك وأقوالك، ثابتاً على مبادئك، الاستقامة هي ما تدخل كعصا غليظة داخل عجلة اللف والدوران، فتوقفها، أقلها على نفسك، هذه الاستقامة هي ما تجعلك «تكسب احترامك لنفسك»، حتى وإن كان في «اللف والدوران» مكاسب، لكنها مكاسب «غير مستحقة بنزاهة» لـ«النفوس الدنيئة».
كن حذراً مع محترفي اللف والدوران، وحكم عقلك قبل قلبك حتى تعرف الفرق بينهم، وبين البشر الأسوياء ذوي الاستقامة.