يشرفني جداً أن أقدم للشعب البحريني، نيابة عن السفارة الصينية لدى مملكة البحرين أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
يصادف عيد الفطر للعام الجاري تفشياً لجائحة فيروس كورونا (كوفيد19) في أنحاء العالم، ويضع تحديات بالغة أمام مملكة البحرين أيضاً. اتخذت البحرين، في ظل قيادة حكيمة من قبل حضرة صاحب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبفضل توجيهات مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بسرعة سلسلة من التدابير الاحترازية الفعالة والقوية، واهتمت بتعزيز الوعي العام، ورفع القدرة للفحص والعلاج، وسعت إلى تحقيق الفحص المبكر والحجر الصحي المبكر والعلاج المبكر لكل المصابين، فتكون نسبة الفحص والتعافي عاليتين ويكون المعدل الإيجابي ومعدل الوفيات منخفضين في البحرين. وحظيت الإنجازات المهمة التي حققتها البحرين خلال مكافحة الوباء بالتقدير الإيجابي من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، إضافة إلى الدعم والتأييد من الشعب البحريني.
وفي شهر رمضان، استمرت الحكومة البحرينية في وضع صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في المقام الأول، حيث قامت البحرين بالتغييرات المعقولة والحكيمة للتدابير الاحترازية، والتي تتناسب مع المتطلبات للتصدي للوباء، مثلاً، الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم إقامة التجمعات والدعوة إلى العمل عن بعد وإجراء التعقيم للأماكن العامة وخفض الكثافة السكانية بين العمال الوافدين ضماناً لأمن الصحة المواطنين والمقيمين في البحرين. وفي الوقت نفسه، نفذت الحكومة البحرينية الحزمة المالية والاقتصادية لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية وآثاره على معيشة الشعب، حيث يدعم الشركات أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتجاوز الصعوبات، ويقدم الإعانات لذوي الدخل المنخفض والمتوسط. وأطلق سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حملة "فينا الخير" للمساهمة في الجهود الوطنية للتصدي لوباء كورونا (كوفيد19). يعبر الجانب الصيني عن التعازي الخالصة والتقدير العالي والتأييد الثابت لجهود البحرين للتصدي للوباء، ويحرص على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، ويثق بأن البحرين حكومة وشعباً ستتغلب بالتأكيد على التحدي الراهن في أسرع وقت ممكن.
يوجد في الصين، باعتبارها دولة موحدة متعددة القوميات، أكثر من 20 مليون مسلم ينتمي إلى قوميات هوي والويغور والقازاق وغيرها من عشر الأقليات القومية. تنفذ الصين سياسة حرية الاعتقاد الديني على نحو شامل، وتكفل كامل حرية الاعتقاد الديني لأبناء الشعب من كافة القوميات وفقاً للقانون. واليوم يحتفل المسلمون الصينيون من القوميات المختلفة، مثل جميع المسلمين في جميع أرجاء المعمورة بعيد الفطر المبارك.
تعتبر منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وهي مسقط رأسي، لؤلؤة مشرقة في غرب الصين وواحدة من المناطق الذاتية الحكم الخمس للأقليات القومية في الصين، وواحدة من المناطق الرئيسة التي يعيش فيها المسلمون الصينيون، إنها تتمتع بالموقع الاستراتيجي المهم والسمات البارزة. ويعيش فيها 25 مليون نسمة من مختلف القوميات، ويعتنق معظم أبناء لعشر قوميات مثل ويغور وهوي بدين الإسلام، مما يشكل تعداد المسلمين ما يقارب 60% من إجمالي سكان شينجيانغ.
على الصعيد السياسي، نص الدستور الصيني، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية بتنفيذ نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي بصورة كاملة، وتضمن حقوق أبناء الأقليات القومية لإدارة الشؤون الوطنية بشكل متساوٍ وإدارة الشؤون المحلية بشكل مستقل. ويكون جميع رؤساء مجلس النواب والحكومة والمؤتمر الاستشاري السياسي المتعاقبين بالمنطقة من أبناء الأقليات القومية، حيث يشكل نواب الأقليات القومية 62.1% من مجلس النواب الـ13 للمنطقة، و46.7% من المؤتمر الاستشاري السياسي الـ13. تعمل شينجيانغ على تعزيز التضامن بين القوميات المختلفة، ويتضامن أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات كبذور الرمان وكأفراد في عائلة واحدة.
وعلى المستوى الاقتصادي، وضعت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات الخاصة لدعم التنمية المستقرة والسلمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في شينجيانغ، حيث تخصص الحكومة المركزية مدفوعات التحويل من ميزانية الحكومة المركزية إلى شينجيانغ ما يقرب من 400 مليار يوان كل عام. وفي الوقت نفسه، تقدم 19 مقاطعة ومدينة المساعدات من الأموال البالغة 15 مليار يوان لشينجيانغ سنوياً. وفي السنوات الأخيرة، ارتفع إجمالي الناتج المحلي بـ 8.5% سنوياً في شينجيانغ، وارتفع معدل الدخل الفردي بـ 8.4% لمواطني المدن و8.2% لمواطني الأرياف، وتجاوز عدد السياح من داخل البلاد وخارجه في عام 2019 نحو 150 مليون سائح بزيادة 40.1%. تستغل شينجيانغ بميزتها الجغرافية بشكل كامل لدفع الانفتاح إلى الغرب، وتشارك بشكل نشط في بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والممر الاقتصادي الصيني والروسي والمنغولي، وتسرع في تطوير الاقتصاد المنفنح إلى الخارج.
ومن ناحية معيشة الشعب، تمسكت شينجيانغ بالاستراتيجية الأساسية للتخفيف من حدة الفقر بدقة منذ عام 2014، وحشدت كل الموارد المتاحة للفوز في المعركة ضد الفقر، حيث انتشل أكثر من 2.38 مليون شخص في المنطقة من الفقر، وانخفض معدل انتشار الفقر إلى 6.51% لعام 2019 من 22.48% في عام 2014. سيتخلص جميع أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات من الفقر في العام الحاضر، وينجز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مع كافة أبناء الشعب الصيني.
ويتوحد أبناء شعب شينجيانغ من جميع القوميات ويعملون معاً لتحقيق الرخاء والتنمية المشتركين تحت قيادة ثابتة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بما يحقق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والتوحد بين القوميات المختلفة والوئام الديني والحياة السليمة والسعيدة في شينجيانغ. وكشفت الصين عن مبدأ توجيهي بشأن دفع تنمية مناطق الغربية في العصر الجديد في 17 من مايو، وذكر بالتحديد فيه بأن دعم شينجيانغ للإسراع في بناء المنطقة المحورية لحزام طريق الحرير الاقتصادي، بما يجعلها أن تصبح مركزاً للنقل والمواصلات نحو الغرب ومركزاً تجارياً ومركز الخدمات اللوجستية ومركزاً ثقافياً ومركز التكنولوجيا ومركز الخدمات الطبية، ودعمها للمشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنشط.
لن يأتي السلام والاستقرار في شينجيانغ بسهولة. تشهد هذه المنطقة الأنشطة العنيفة والإرهابية المتكررة على مدى فترة من الزمن، مما أضر بشدة بحقوق البقاء والتنمية لأبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات. أولت الحكومة المحلية أهمية متساوية بمكافحة الجرائم الإرهابية العنيفة وفقاً للقانون ومعالجة المشاكل من مصدرها، فاتخذت التدابير الاحترازية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف، مما أرسى قاعدة ثابتة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن الدائم في شينجيانغ. ولم تشهد المنطقة أية أحداث إرهابية خلال أربعة أعوام متتالية تحسن خلالها الأمن العام بدرجة كبيرة، حيث أن الشعور بالرضا والسعادة والأمن يتزايد بشكل واضح بين مواطني شينجيانغ.
بعد انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، أولت الحكومة الصينية اهتماماً بالغاً بأعمال مكافحة الوباء في شينجيانغ، وتحرص على الفوز في المعركة ضد الوباء للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين البالغ تعدادهم 25 مليون نسمة من كافة القوميات. والجدير بالذكر أن عدم تسجيل أي حالة مصابة لفيروس كورونا (كوفيد19) في مناطق كاشغار وهيتيان وغيرها التي تجمع فيها مواطنو الأقليات القومية، وقد شفي 73 حالة من 76 حالة مصابة بالمرض وغادروا المستشفى، ووصل عدد الوفيات 3 حالات فقط. ولم تسجل شينجيانغ أية حالة إصابة بالمرض لمدة شهرين متتاليين. ونظراً للتحسن المستمر لوضع جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، بدأت شينجيانغ تعمل على مكافحة الوباء وتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد، وتم استئناف المواصلات المختلفة والإنتاج للشركات الصناعية والتجارية والمدارس والجامعات وتمت ممارسة الأنشطة الدينية بشكل طبيعي ومنظم، وعادت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كل أنحاء شينجيانغ إلى طبيعة بشكل شامل.
ولكن القوى المعارضة للصين في الخارج و"حركة تركستان الشرقية" لا تريد رؤية الإنجازات المهمة لمكافحة الوباء في شينجيانغ، وحاولت مواصلة إثارة ما يسمى قضية "مركز التدريب والتعليم المهني" لخداع المجتمع الدولي. ونشر بعض السياسيين الغربيين تعليقات لا أساس لها لمحاولة تشويه سمعة الصين وتستر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والوباء في داخل بلادهم. ولكن لا يمكن للكذب أن يغطي الحقيقة، وإن الحياة السعيدة والجميلة لأبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات هي أقوى رد على ذلك.
تضرب جذور الصداقة بين الصين والبحرين في أعماق تاريخها، فإنها تتجدد باستمرار. إن مملكة البحرين ليست مجرد عضو مهم في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج فحسب، بل هي شريك مهم للصين في منطقة الخليج والتشارك في بناء "الحزام والطريق". وخلال الـ31 سنة التي مضت على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تزداد التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة يوماً بعد يوم بالإضافة إلى تطور التعاون العملي بشكل مطرد، بما لا يعود على البلدين والشعبين بالمصالح الملموسة فحسب، بل يسهم في تحقيق الازدهار والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط. يظل البلدان يساعد بعضهما البعض خلال محاربة الوباء، بما يجسد صداقة عميقة مشاركة في السراء والضراء ويضيف البعد الجديد ويصب القوة الجديدة لعلاقة الصداقة والتعاون بين البلدين.
نرحب بزيارة الأصدقاء البحرينيين بعد انتهاء الوباء إلى شينجيانج وغيرها من المناطق التي يسكن فيها المسلمون ليقوموا بجولة فيها ويرون بأعينهم شينجيانغ الحقيقية، بما يعزز التفاهم والصداقة المتبادلين، ويرسخ القاعدة الشعبية والآراء المشتركة للصداقة بين البلدين، ويساعد في توطيد علاقة الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وأخيراً، أتقدم مجدداً بخالص التبريكات إلى الشعب البحريني الصديق بحلول عيد الفطر المبارك. كما أتمنى لجميع الأخوة والأخوات في العالم الإسلامي السعادة والسلامة والصحة والعافية.
* سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين
يصادف عيد الفطر للعام الجاري تفشياً لجائحة فيروس كورونا (كوفيد19) في أنحاء العالم، ويضع تحديات بالغة أمام مملكة البحرين أيضاً. اتخذت البحرين، في ظل قيادة حكيمة من قبل حضرة صاحب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبفضل توجيهات مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بسرعة سلسلة من التدابير الاحترازية الفعالة والقوية، واهتمت بتعزيز الوعي العام، ورفع القدرة للفحص والعلاج، وسعت إلى تحقيق الفحص المبكر والحجر الصحي المبكر والعلاج المبكر لكل المصابين، فتكون نسبة الفحص والتعافي عاليتين ويكون المعدل الإيجابي ومعدل الوفيات منخفضين في البحرين. وحظيت الإنجازات المهمة التي حققتها البحرين خلال مكافحة الوباء بالتقدير الإيجابي من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، إضافة إلى الدعم والتأييد من الشعب البحريني.
وفي شهر رمضان، استمرت الحكومة البحرينية في وضع صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في المقام الأول، حيث قامت البحرين بالتغييرات المعقولة والحكيمة للتدابير الاحترازية، والتي تتناسب مع المتطلبات للتصدي للوباء، مثلاً، الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم إقامة التجمعات والدعوة إلى العمل عن بعد وإجراء التعقيم للأماكن العامة وخفض الكثافة السكانية بين العمال الوافدين ضماناً لأمن الصحة المواطنين والمقيمين في البحرين. وفي الوقت نفسه، نفذت الحكومة البحرينية الحزمة المالية والاقتصادية لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية وآثاره على معيشة الشعب، حيث يدعم الشركات أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتجاوز الصعوبات، ويقدم الإعانات لذوي الدخل المنخفض والمتوسط. وأطلق سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حملة "فينا الخير" للمساهمة في الجهود الوطنية للتصدي لوباء كورونا (كوفيد19). يعبر الجانب الصيني عن التعازي الخالصة والتقدير العالي والتأييد الثابت لجهود البحرين للتصدي للوباء، ويحرص على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، ويثق بأن البحرين حكومة وشعباً ستتغلب بالتأكيد على التحدي الراهن في أسرع وقت ممكن.
يوجد في الصين، باعتبارها دولة موحدة متعددة القوميات، أكثر من 20 مليون مسلم ينتمي إلى قوميات هوي والويغور والقازاق وغيرها من عشر الأقليات القومية. تنفذ الصين سياسة حرية الاعتقاد الديني على نحو شامل، وتكفل كامل حرية الاعتقاد الديني لأبناء الشعب من كافة القوميات وفقاً للقانون. واليوم يحتفل المسلمون الصينيون من القوميات المختلفة، مثل جميع المسلمين في جميع أرجاء المعمورة بعيد الفطر المبارك.
تعتبر منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وهي مسقط رأسي، لؤلؤة مشرقة في غرب الصين وواحدة من المناطق الذاتية الحكم الخمس للأقليات القومية في الصين، وواحدة من المناطق الرئيسة التي يعيش فيها المسلمون الصينيون، إنها تتمتع بالموقع الاستراتيجي المهم والسمات البارزة. ويعيش فيها 25 مليون نسمة من مختلف القوميات، ويعتنق معظم أبناء لعشر قوميات مثل ويغور وهوي بدين الإسلام، مما يشكل تعداد المسلمين ما يقارب 60% من إجمالي سكان شينجيانغ.
على الصعيد السياسي، نص الدستور الصيني، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية بتنفيذ نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي بصورة كاملة، وتضمن حقوق أبناء الأقليات القومية لإدارة الشؤون الوطنية بشكل متساوٍ وإدارة الشؤون المحلية بشكل مستقل. ويكون جميع رؤساء مجلس النواب والحكومة والمؤتمر الاستشاري السياسي المتعاقبين بالمنطقة من أبناء الأقليات القومية، حيث يشكل نواب الأقليات القومية 62.1% من مجلس النواب الـ13 للمنطقة، و46.7% من المؤتمر الاستشاري السياسي الـ13. تعمل شينجيانغ على تعزيز التضامن بين القوميات المختلفة، ويتضامن أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات كبذور الرمان وكأفراد في عائلة واحدة.
وعلى المستوى الاقتصادي، وضعت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات الخاصة لدعم التنمية المستقرة والسلمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في شينجيانغ، حيث تخصص الحكومة المركزية مدفوعات التحويل من ميزانية الحكومة المركزية إلى شينجيانغ ما يقرب من 400 مليار يوان كل عام. وفي الوقت نفسه، تقدم 19 مقاطعة ومدينة المساعدات من الأموال البالغة 15 مليار يوان لشينجيانغ سنوياً. وفي السنوات الأخيرة، ارتفع إجمالي الناتج المحلي بـ 8.5% سنوياً في شينجيانغ، وارتفع معدل الدخل الفردي بـ 8.4% لمواطني المدن و8.2% لمواطني الأرياف، وتجاوز عدد السياح من داخل البلاد وخارجه في عام 2019 نحو 150 مليون سائح بزيادة 40.1%. تستغل شينجيانغ بميزتها الجغرافية بشكل كامل لدفع الانفتاح إلى الغرب، وتشارك بشكل نشط في بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والممر الاقتصادي الصيني والروسي والمنغولي، وتسرع في تطوير الاقتصاد المنفنح إلى الخارج.
ومن ناحية معيشة الشعب، تمسكت شينجيانغ بالاستراتيجية الأساسية للتخفيف من حدة الفقر بدقة منذ عام 2014، وحشدت كل الموارد المتاحة للفوز في المعركة ضد الفقر، حيث انتشل أكثر من 2.38 مليون شخص في المنطقة من الفقر، وانخفض معدل انتشار الفقر إلى 6.51% لعام 2019 من 22.48% في عام 2014. سيتخلص جميع أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات من الفقر في العام الحاضر، وينجز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مع كافة أبناء الشعب الصيني.
ويتوحد أبناء شعب شينجيانغ من جميع القوميات ويعملون معاً لتحقيق الرخاء والتنمية المشتركين تحت قيادة ثابتة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بما يحقق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والتوحد بين القوميات المختلفة والوئام الديني والحياة السليمة والسعيدة في شينجيانغ. وكشفت الصين عن مبدأ توجيهي بشأن دفع تنمية مناطق الغربية في العصر الجديد في 17 من مايو، وذكر بالتحديد فيه بأن دعم شينجيانغ للإسراع في بناء المنطقة المحورية لحزام طريق الحرير الاقتصادي، بما يجعلها أن تصبح مركزاً للنقل والمواصلات نحو الغرب ومركزاً تجارياً ومركز الخدمات اللوجستية ومركزاً ثقافياً ومركز التكنولوجيا ومركز الخدمات الطبية، ودعمها للمشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنشط.
لن يأتي السلام والاستقرار في شينجيانغ بسهولة. تشهد هذه المنطقة الأنشطة العنيفة والإرهابية المتكررة على مدى فترة من الزمن، مما أضر بشدة بحقوق البقاء والتنمية لأبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات. أولت الحكومة المحلية أهمية متساوية بمكافحة الجرائم الإرهابية العنيفة وفقاً للقانون ومعالجة المشاكل من مصدرها، فاتخذت التدابير الاحترازية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف، مما أرسى قاعدة ثابتة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن الدائم في شينجيانغ. ولم تشهد المنطقة أية أحداث إرهابية خلال أربعة أعوام متتالية تحسن خلالها الأمن العام بدرجة كبيرة، حيث أن الشعور بالرضا والسعادة والأمن يتزايد بشكل واضح بين مواطني شينجيانغ.
بعد انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، أولت الحكومة الصينية اهتماماً بالغاً بأعمال مكافحة الوباء في شينجيانغ، وتحرص على الفوز في المعركة ضد الوباء للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين البالغ تعدادهم 25 مليون نسمة من كافة القوميات. والجدير بالذكر أن عدم تسجيل أي حالة مصابة لفيروس كورونا (كوفيد19) في مناطق كاشغار وهيتيان وغيرها التي تجمع فيها مواطنو الأقليات القومية، وقد شفي 73 حالة من 76 حالة مصابة بالمرض وغادروا المستشفى، ووصل عدد الوفيات 3 حالات فقط. ولم تسجل شينجيانغ أية حالة إصابة بالمرض لمدة شهرين متتاليين. ونظراً للتحسن المستمر لوضع جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، بدأت شينجيانغ تعمل على مكافحة الوباء وتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد، وتم استئناف المواصلات المختلفة والإنتاج للشركات الصناعية والتجارية والمدارس والجامعات وتمت ممارسة الأنشطة الدينية بشكل طبيعي ومنظم، وعادت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كل أنحاء شينجيانغ إلى طبيعة بشكل شامل.
ولكن القوى المعارضة للصين في الخارج و"حركة تركستان الشرقية" لا تريد رؤية الإنجازات المهمة لمكافحة الوباء في شينجيانغ، وحاولت مواصلة إثارة ما يسمى قضية "مركز التدريب والتعليم المهني" لخداع المجتمع الدولي. ونشر بعض السياسيين الغربيين تعليقات لا أساس لها لمحاولة تشويه سمعة الصين وتستر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والوباء في داخل بلادهم. ولكن لا يمكن للكذب أن يغطي الحقيقة، وإن الحياة السعيدة والجميلة لأبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات هي أقوى رد على ذلك.
تضرب جذور الصداقة بين الصين والبحرين في أعماق تاريخها، فإنها تتجدد باستمرار. إن مملكة البحرين ليست مجرد عضو مهم في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج فحسب، بل هي شريك مهم للصين في منطقة الخليج والتشارك في بناء "الحزام والطريق". وخلال الـ31 سنة التي مضت على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تزداد التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة يوماً بعد يوم بالإضافة إلى تطور التعاون العملي بشكل مطرد، بما لا يعود على البلدين والشعبين بالمصالح الملموسة فحسب، بل يسهم في تحقيق الازدهار والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط. يظل البلدان يساعد بعضهما البعض خلال محاربة الوباء، بما يجسد صداقة عميقة مشاركة في السراء والضراء ويضيف البعد الجديد ويصب القوة الجديدة لعلاقة الصداقة والتعاون بين البلدين.
نرحب بزيارة الأصدقاء البحرينيين بعد انتهاء الوباء إلى شينجيانج وغيرها من المناطق التي يسكن فيها المسلمون ليقوموا بجولة فيها ويرون بأعينهم شينجيانغ الحقيقية، بما يعزز التفاهم والصداقة المتبادلين، ويرسخ القاعدة الشعبية والآراء المشتركة للصداقة بين البلدين، ويساعد في توطيد علاقة الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وأخيراً، أتقدم مجدداً بخالص التبريكات إلى الشعب البحريني الصديق بحلول عيد الفطر المبارك. كما أتمنى لجميع الأخوة والأخوات في العالم الإسلامي السعادة والسلامة والصحة والعافية.
* سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين