«لا أستطيع التنفس»، بهذه الكلمات الثلاث ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ على انتقادات نظيرتها الأمريكية مورغان أورتاغوس بشأن حقوق الإنسان في هونغ كونغ وقمع المتظاهرين.
ستبقى صورة فلويد الأمريكي الأسود وهو يختنق والشرطي قابع فوق رقبته نقطة سوداء من الصعب محوها من الذاكرة تنسف كل صور التجميل والتسويق للنظام الأمريكي وتتصدى لأي محاولة أمريكية لمحاسبة الآخرين وتقييمهم لغيرهم، ورد الصينية هوا تشونينغ سيكون رد أي دولة أخرى تتلقى نقداً أو محاسبة من أي مسؤول أمريكي.
وعلى فكرة لا تختلف أوروبا كثيراً عنهم وأظهرت لنا جائحة فيروس كورونا قيمة الإنسان في تلك الأنظمة وقد صنفوه بمن يستحق العلاج ومن لا يستحقه.
فإن جاء تقرير من هنا أو من هناك يلومنا أو يحاسبنا أو شنت حملة علينا من هنا أو من هناك لن نرد بأكثر من هذه الكلمات الثلاث ونقطة ومن أول السطر.
فهل مازال بيننا من هو مبهور بالغرب بعد تجربة جائحة فيروس كورونا، وبعد أحداث مينوسوتا، وبعد ما فعله تويتر وفيسبوك بالرأي والرأي الآخر؟
هل مازال بيننا من يرتعد وينتفض من تقارير «التقييم» على أساس أنهم المرجعية والمدققون والمحتكرون لماركة حقوق الإنسان؟
هل مازال بيننا من يسعى لنيل رضاهم ويستميت من أجل نيل أوسمتهم وجوائزهم ومديحهم؟
وهل ما زال بيننا من يستميت للإجابة على أسئلتهم الاستقصائية ويخاف من حملاتهم الإعلامية؟
للعلم لسنا من المنغلقين والذين يمنعون الانفتاح على الآخر ولسنا من الذين يلقون باللائمة على كل ما هو غربي في مصائبنا، ولسنا نميل إلى الشرق صينياً كان أو روسياً، كما أننا لا نرى في كل ما ينتجه الغرب شراً ودماراً، بل بالعكس، نحن أبناء حضارة سادت فيما مضى وندرك قيمة تبادل المعرفة، جاء زمن حين أخذوا منا يوماً ما نتاجنا الفكري، واليوم نحن مَن نأخذ منهم وتلك سنة الحياة، ولا نكابر ولا ندعي البطولة ولا نعيش على أمجاد الماضي.
نحن واقعيون إلى أقصى درجة ولفرط واقعيتنا اتهمنا بالسذاجة ممن تشرب كل ما هو آتٍ من الغرب ثقافة ولغة واستهلاكاً، وانبهر إلى حد الإعجاب الأعمى لكل ما تنتجه تلك المجتمعات التي شربها حتى الثمالة منذ الطفولة حتى ظن أنها لن تبيد أبداً.
مسكين هذا المدافع المستميت عن كل ما يأتينا من هذا الغرب فإنه منذ بداية عام 2020 وهو يتلقى الصدمات، ونموذجه المثالي يصدمه ويهز أركان ثوابته، جاء فيروس كورونا ليكشف طبقة من كسائه وتعرى، ثم جاءت أحداث مينوسوتا لتكشف طبقة أخرى من بقايا عصر العبودية الكامن تحت زيف المثالية، ثم انحدر اليسار الغربي الليبرالي حامي حمى الديمقراطية إلى أسفل السافلين في صراعه على السلطة مع المحافظين، فهتك كل ما كان يدعي حمايته من مصداقية ومن شرف الخصومة ومن حرية للإعلام ومن تنوع في الرأي والرأي الآخر، فماذا بقي من قيم يدعي احتكارها ويعطي لنفسه الحق في محاسبتنا على التقصير فيها؟
ها هو الديمقراطي الغربي في النهاية حين شعر بالخطر على مصالحه أسقط جميع الأقنعة وحارب عارياً منها!
الحزب الديمقراطي الآن يمنع حرية الرأي ويزيف الأخبار ويحجب الرأي الآخر وينتهز الوباء ويصعد على ظهر الفوضى ضارباً بكل القيم التي يدعي شرفها.
وهاهم المحافظون يطالبون بالضرب بيد من حديد ومنح الشرطة كافة الصلاحيات لحفظ الأمن والقانون ... إنهم مثلنا إذاً؟ حين اتهمونا بالقمع، بل هم أشد قسوة حين يتعلق الأمر بالأمن العام.
الغرب الآن في صراعه مع بعضه البعض، ومن أجل الاحتفاظ بالسلطة يريد أن يتمسك كل منهم بأدنى درجات إنسانيته التي انحدرت تعرضت للامتحان وسقطت فيه
لاحظوا أننا نتكلم عن حقوق مواطنيهم التي انتهكت وتم دعسها دعساً أمام العالم وتحت سمعه وبصره، نتكلم عن مصداقيتهم في تعاملهم مع بعضهم البعض، مصداقية نظامهم وسياستهم وامتحانها حين تعرضت مصالحهم للخطر من الداخل.
فهل ستلتفتون لما تكتبه تقاريرهم عنا، وستنتفضون خوفاً حين يضعوننا في قوائمهم السوداء التي يدعون أنهم وحدهم من يملك مفاتيح فك قيدها وستقلقون إن شنت وسائل إعلامهم حملة علينا، وهل سنظل نلوم أنفسنا على التقصير معهم؟
اصحوا وارفعوا رؤوسكم فهم آخر من يحق له إعطاءنا دروساً في الإنسانية وحقوقها.
ستبقى صورة فلويد الأمريكي الأسود وهو يختنق والشرطي قابع فوق رقبته نقطة سوداء من الصعب محوها من الذاكرة تنسف كل صور التجميل والتسويق للنظام الأمريكي وتتصدى لأي محاولة أمريكية لمحاسبة الآخرين وتقييمهم لغيرهم، ورد الصينية هوا تشونينغ سيكون رد أي دولة أخرى تتلقى نقداً أو محاسبة من أي مسؤول أمريكي.
وعلى فكرة لا تختلف أوروبا كثيراً عنهم وأظهرت لنا جائحة فيروس كورونا قيمة الإنسان في تلك الأنظمة وقد صنفوه بمن يستحق العلاج ومن لا يستحقه.
فإن جاء تقرير من هنا أو من هناك يلومنا أو يحاسبنا أو شنت حملة علينا من هنا أو من هناك لن نرد بأكثر من هذه الكلمات الثلاث ونقطة ومن أول السطر.
فهل مازال بيننا من هو مبهور بالغرب بعد تجربة جائحة فيروس كورونا، وبعد أحداث مينوسوتا، وبعد ما فعله تويتر وفيسبوك بالرأي والرأي الآخر؟
هل مازال بيننا من يرتعد وينتفض من تقارير «التقييم» على أساس أنهم المرجعية والمدققون والمحتكرون لماركة حقوق الإنسان؟
هل مازال بيننا من يسعى لنيل رضاهم ويستميت من أجل نيل أوسمتهم وجوائزهم ومديحهم؟
وهل ما زال بيننا من يستميت للإجابة على أسئلتهم الاستقصائية ويخاف من حملاتهم الإعلامية؟
للعلم لسنا من المنغلقين والذين يمنعون الانفتاح على الآخر ولسنا من الذين يلقون باللائمة على كل ما هو غربي في مصائبنا، ولسنا نميل إلى الشرق صينياً كان أو روسياً، كما أننا لا نرى في كل ما ينتجه الغرب شراً ودماراً، بل بالعكس، نحن أبناء حضارة سادت فيما مضى وندرك قيمة تبادل المعرفة، جاء زمن حين أخذوا منا يوماً ما نتاجنا الفكري، واليوم نحن مَن نأخذ منهم وتلك سنة الحياة، ولا نكابر ولا ندعي البطولة ولا نعيش على أمجاد الماضي.
نحن واقعيون إلى أقصى درجة ولفرط واقعيتنا اتهمنا بالسذاجة ممن تشرب كل ما هو آتٍ من الغرب ثقافة ولغة واستهلاكاً، وانبهر إلى حد الإعجاب الأعمى لكل ما تنتجه تلك المجتمعات التي شربها حتى الثمالة منذ الطفولة حتى ظن أنها لن تبيد أبداً.
مسكين هذا المدافع المستميت عن كل ما يأتينا من هذا الغرب فإنه منذ بداية عام 2020 وهو يتلقى الصدمات، ونموذجه المثالي يصدمه ويهز أركان ثوابته، جاء فيروس كورونا ليكشف طبقة من كسائه وتعرى، ثم جاءت أحداث مينوسوتا لتكشف طبقة أخرى من بقايا عصر العبودية الكامن تحت زيف المثالية، ثم انحدر اليسار الغربي الليبرالي حامي حمى الديمقراطية إلى أسفل السافلين في صراعه على السلطة مع المحافظين، فهتك كل ما كان يدعي حمايته من مصداقية ومن شرف الخصومة ومن حرية للإعلام ومن تنوع في الرأي والرأي الآخر، فماذا بقي من قيم يدعي احتكارها ويعطي لنفسه الحق في محاسبتنا على التقصير فيها؟
ها هو الديمقراطي الغربي في النهاية حين شعر بالخطر على مصالحه أسقط جميع الأقنعة وحارب عارياً منها!
الحزب الديمقراطي الآن يمنع حرية الرأي ويزيف الأخبار ويحجب الرأي الآخر وينتهز الوباء ويصعد على ظهر الفوضى ضارباً بكل القيم التي يدعي شرفها.
وهاهم المحافظون يطالبون بالضرب بيد من حديد ومنح الشرطة كافة الصلاحيات لحفظ الأمن والقانون ... إنهم مثلنا إذاً؟ حين اتهمونا بالقمع، بل هم أشد قسوة حين يتعلق الأمر بالأمن العام.
الغرب الآن في صراعه مع بعضه البعض، ومن أجل الاحتفاظ بالسلطة يريد أن يتمسك كل منهم بأدنى درجات إنسانيته التي انحدرت تعرضت للامتحان وسقطت فيه
لاحظوا أننا نتكلم عن حقوق مواطنيهم التي انتهكت وتم دعسها دعساً أمام العالم وتحت سمعه وبصره، نتكلم عن مصداقيتهم في تعاملهم مع بعضهم البعض، مصداقية نظامهم وسياستهم وامتحانها حين تعرضت مصالحهم للخطر من الداخل.
فهل ستلتفتون لما تكتبه تقاريرهم عنا، وستنتفضون خوفاً حين يضعوننا في قوائمهم السوداء التي يدعون أنهم وحدهم من يملك مفاتيح فك قيدها وستقلقون إن شنت وسائل إعلامهم حملة علينا، وهل سنظل نلوم أنفسنا على التقصير معهم؟
اصحوا وارفعوا رؤوسكم فهم آخر من يحق له إعطاءنا دروساً في الإنسانية وحقوقها.