الجواب عن السؤال الذي ملخصه هل مقاطعة الدول الأربع «السعودية والبحرين والإمارات ومصر»، لقطر ستستمر هو نعم طالما أن قطر مستمرة في التغريد خارج السرب وتعمل بشكل يؤثر سلبا على الوحدة الخليجية والمصير المشترك لدول مجلس التعاون ولا تراعي تعهداتها والتزاماتها والثوابت الخليجية والعربية.. ولا توفر حتى الآن ما يجعل الدول الأربع تصنفه في باب حسن النوايا والسعي لإنهاء الخلافات.

قطر بدلاً عن كل ذلك استمرت في موقفها السالب واختارت الوقوع في الحضنين الفارسي والتركي معتقدة أن إيران وتركيا قادرتان على حمايتها في كل الأحوال وأنهما الظهر الذي ينشد به، غير عابئة بأن هاتين الدولتين لهما مآرب في المنطقة وفي قطر نفسها، وزادت على ذلك بأن شرعت كل الأبواب لجماعة «الإخوان المسلمين» التي لن تتأخر – لو استمر الحال على ما هو عليه - عن الإعلان عن اعتبار قطر أول ممالكها وخطوة أولى في التحكم في كامل المنطقة.

ما قامت به قطر ولا تزال مستمرة فيه خطأ كبير يبدو واضحا أنها لا تدرك حتى الآن مخاطره وأنها دون القدرة على قراءة الساحة وتطوراتها جيداً، والحقيقة التي ينبغي أن تدركها هي أن إيران وتركيا وجماعة «الإخوان» إنما تسعى في الأرض فساداً وأنها كلها لا تلتفت إلى ما قد يصيب قطر وأهلها من شرور، فما يجري كله خارج ساحاتها، وما يجري لا يعود ضرره إلا على قطر وشعب قطر.

العناد القطري لن يوصل قطر إلى ما تطمح إليه ولا يؤدي بها إلى أن يكون لها دوراً في المنطقة والعالم كما تأمل وتحلم. عنادها أخسرها حتى الآن ثلاث دول خليجية شقيقة ودولة عربية مهمة ومؤثرة لها وزنها ومكانتها، وخسائر أخرى كثيرة لعل أبرزها فقدانها ثقة دول العالم التي من الطبيعي في هكذا أحوال ألا تثق فيها وتعتبرها من الدول المؤذية وغير المستقرة والتي لا يمكن الاعتماد عليها... خصوصاً بعدما لم يعد قرارها بيدها.