بالرغم من أن القوانين والتنظيمات الإدارية قد وفرت في الولايات المتحدة الأمريكية الضمانات المانعة للعنصرية والتمييز بكافة أشكاله، بل ووضعت نظماً للتمييز الإيجابي لعدد من الفئات الهشة، فإن ذلك لم يكن كافياً لمنع انفجار الأوضاع من حين لآخر، لأن ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، من احتجاجات وعنف منتشر على نطاق واسع، يرتبط بمشكلات عميقة وبنيوية. فحتى إذا كان سبب تفجرها عرضياً، فهي مشكلات ذات طابع اجتماعي - اقتصادي بالدرجة الأولى، ترتبط بالموقع الاقتصادي وبالمنزلة الاجتماعية، حيث تستشعر بعض الأقليات الكبيرة والصغيرة أنها خارج دائرة الهوية الأساسية «الأوروبية البيضاء»، وخارج دائرة نمط العيش الأمريكي النموذجي إلى حد بعيد. ومن رحم البؤس والتفاوت الطبقي والحرمان يولد الإحساس بالتمييز العرقي والطبقي معاً، ومن رحم التهميش يولد العنف كاحتجاج على الظلم المستدام...
إن هذا العنف في الوقت الحاضر لا تكاد تخلو منه حتى المجتمعات الغنية، رأيناه في المدن الأوروبية والأمريكية على حد سواء، إلا أنه هنا عنف بنيوي اعتادت عليه هذه المجتمعات، لأنه قائم على التفاوت الاجتماعي المذل، وعلى التمييز المهين والإفقار المنظم والتهميش لقطاعات واسعة من هذه المجتمعات، خاصة الفقراء والمعدمين غير المحميين اجتماعياً. ولذلك فحتى القوانين المحلية أو الدولية المرتبطة بالحد من العنف، لا تكاد تلعب سوى دور ثانوي، حيث إن منطق القوة هو الذي يهيمن في النهاية والتحالفات والمصالح السياسية هي الفيصل وليس القيم الأخلاقية والسياسية والقانونية.
إن المشكلات التي خلقها نظام الجشع الرأسمالي والذي تمت ترجمته كنظام عالمي جديد، وهي مشكلات عميقة متجذرة ولا يمكن إخفاؤها، لأن السبب الرئيسي لها هو الفقر والتمييز، باعتبارهما أسوأ أشكال العنف، على حد تعبير غاندي... وطالما أن هذا الخلل ظل قائماً، فإن احتمالات انفجار هذا العنف سوف تظل قائمة أيضاً، نتيجة صورة العالم الذي يحظى فيه «البيض» لوحدهم بالامتيازات في مقابل تحجيم الوجود «الأسوَد» حتى العدم تقريباً، لذلك ستظل الأوضاع على قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، لأن التمتع بالامتيازات مع تنامي الشعور بالازدراء العرقي بين الذين يتمتعون بالامتيازات والذين يعيشون على هامش الدورة الاقتصادية في ظل الرأسمالية العرقية، من شأنه أن يعزز هذا العنف البنيوي يوماً بعد يوم في ظل الصعود الكاسح لليمين الأصولي المتطرف المعادي للأقليات وللأجانب.
إن وراء العواصف المعلنة والغبار الكثيف عوارض ضعف محتمل، حيث يتزايد عدد الأمريكان الذين يعون هذا الخلل، ويعلنون انتهاء مرحلة وبدء مرحلة أخرى...
* همس:
في متاهاتِ الذاكِرة
تتبدد الكلمات
بين ثنايا الأسئلة.
وعند المرساة الشرقية،
تذوب الرمال عند الظهيرةِ،
والأسئلة الحائرة
تتلاشى في ساحة الصمت.
إن هذا العنف في الوقت الحاضر لا تكاد تخلو منه حتى المجتمعات الغنية، رأيناه في المدن الأوروبية والأمريكية على حد سواء، إلا أنه هنا عنف بنيوي اعتادت عليه هذه المجتمعات، لأنه قائم على التفاوت الاجتماعي المذل، وعلى التمييز المهين والإفقار المنظم والتهميش لقطاعات واسعة من هذه المجتمعات، خاصة الفقراء والمعدمين غير المحميين اجتماعياً. ولذلك فحتى القوانين المحلية أو الدولية المرتبطة بالحد من العنف، لا تكاد تلعب سوى دور ثانوي، حيث إن منطق القوة هو الذي يهيمن في النهاية والتحالفات والمصالح السياسية هي الفيصل وليس القيم الأخلاقية والسياسية والقانونية.
إن المشكلات التي خلقها نظام الجشع الرأسمالي والذي تمت ترجمته كنظام عالمي جديد، وهي مشكلات عميقة متجذرة ولا يمكن إخفاؤها، لأن السبب الرئيسي لها هو الفقر والتمييز، باعتبارهما أسوأ أشكال العنف، على حد تعبير غاندي... وطالما أن هذا الخلل ظل قائماً، فإن احتمالات انفجار هذا العنف سوف تظل قائمة أيضاً، نتيجة صورة العالم الذي يحظى فيه «البيض» لوحدهم بالامتيازات في مقابل تحجيم الوجود «الأسوَد» حتى العدم تقريباً، لذلك ستظل الأوضاع على قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، لأن التمتع بالامتيازات مع تنامي الشعور بالازدراء العرقي بين الذين يتمتعون بالامتيازات والذين يعيشون على هامش الدورة الاقتصادية في ظل الرأسمالية العرقية، من شأنه أن يعزز هذا العنف البنيوي يوماً بعد يوم في ظل الصعود الكاسح لليمين الأصولي المتطرف المعادي للأقليات وللأجانب.
إن وراء العواصف المعلنة والغبار الكثيف عوارض ضعف محتمل، حيث يتزايد عدد الأمريكان الذين يعون هذا الخلل، ويعلنون انتهاء مرحلة وبدء مرحلة أخرى...
* همس:
في متاهاتِ الذاكِرة
تتبدد الكلمات
بين ثنايا الأسئلة.
وعند المرساة الشرقية،
تذوب الرمال عند الظهيرةِ،
والأسئلة الحائرة
تتلاشى في ساحة الصمت.