كل البشر بلا استثناء قد تصادفهم مواقف في حياتهم قد يتعرضون فيها للظلم والإساءة ومختلف أنواع الإيذاء، بما يترك في داخل أنفسهم شروخاً وغصة، تتحول إلى إرث يحملونهم في ذاكرتهم أو عقولهم، وغالباً ما تغلف هذا الإرث فكرة مبنية على ضرورة الانتقام.
كثيرون يرون الانتقام واجباً لتصفية حسابات لظلم وقع عليهم، أو إساءات متعمدة لا بد من الرد عليها، والبعض يشغل باله بالتفكير في كيفية هذا الانتقام.
لكن السؤال المهم هنا: ماذا لو جاءتك بالفعل فرصة للانتقام؟! ولن أستطرد في ذكر تصانيف الطرق والأساليب، والتي قد تبدأ من أسلوب التعامل فقط، أو تصل لمستوى إيقاع الضرر الجسدي.
هل ستنتقم؟! هل ستحاول أن ترد الفعل بمثله أو أقوى؟! هل ستنزل هذا الإرث الذي عشش في عقلك إلى يديك وفمك ليتحول إلى أفعال؟!
في ردات الفعل البشرية، لن تكون هناك مدرسة أعظم من مدرسة رسولنا الكريم صلوات الله عليه، هذا إن كنا كمسلمين نسعى لتتبع نهج نبينا الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق.
أكثر من تعرض للأذى، بالأخص من قبيلته وقومه، وصفوه بالساحر والمجنون، رموه بالحجارة وتفننوا في أذيته، بل حشدوا لقتله وسفك دمه، لكنه رغم ذلك لم ينتقم، بل في فتح مكة «صدمهم» جميعاً، حينما قال «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ليس ضعفاً، وليس بسبب انعدام القدرة والوسيلة، بل لسبب أعظم وأبلغ، يتمثل بتوجيه الله سبحانه وتعالى، حينما قال في محكم التنزيل: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين». وهذا هو ديدن أعظم البشر، إذ قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها».
من أسماء الله تعالى «المنتقم»، بالتالي هو الذي يصرف الأمور كما يشاء، وهو الذي قال بأن الظلم ظلمات، فإما يرده لصاحبه في الدنيا، أو يوفره ليوم الحساب، والله لا يحب الظالمين.
وعليه فإن من يبحث عن الانتقام، إنما يضحي بلحظات في حياته، هي أثمن ما تكون لتضيع على أشخاص مارسوا الظلم ولهم رب يحاسبهم، بل المضي في الحياة وترك تصريف أمور القدر لله هو سلوك الإنسان السوي الذي يؤمن بأن سلاحه فيما يتعرض له من ظلم لا يخرج عن رفع يديه لربه ومناجاته بأن «حسبي الله ونعم الوكيل».
مبعث الكلام سؤال وجهه لي أحد الأصدقاء، إذ قدر الله له بأن تنقلب الأدوار بينه وبين من ظلمه، والآن لديه القدرة لرد الصاع له، فكان جوابي الذي أؤمن به بألا تنتقم، لا تشع السواد في قلبك، حتى لو جاءتك الفرصة، دع الخلق للخالق، فالقدر «وهو الله» يتفنن في رد الظلم للظالمين.
{{ article.visit_count }}
كثيرون يرون الانتقام واجباً لتصفية حسابات لظلم وقع عليهم، أو إساءات متعمدة لا بد من الرد عليها، والبعض يشغل باله بالتفكير في كيفية هذا الانتقام.
لكن السؤال المهم هنا: ماذا لو جاءتك بالفعل فرصة للانتقام؟! ولن أستطرد في ذكر تصانيف الطرق والأساليب، والتي قد تبدأ من أسلوب التعامل فقط، أو تصل لمستوى إيقاع الضرر الجسدي.
هل ستنتقم؟! هل ستحاول أن ترد الفعل بمثله أو أقوى؟! هل ستنزل هذا الإرث الذي عشش في عقلك إلى يديك وفمك ليتحول إلى أفعال؟!
في ردات الفعل البشرية، لن تكون هناك مدرسة أعظم من مدرسة رسولنا الكريم صلوات الله عليه، هذا إن كنا كمسلمين نسعى لتتبع نهج نبينا الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق.
أكثر من تعرض للأذى، بالأخص من قبيلته وقومه، وصفوه بالساحر والمجنون، رموه بالحجارة وتفننوا في أذيته، بل حشدوا لقتله وسفك دمه، لكنه رغم ذلك لم ينتقم، بل في فتح مكة «صدمهم» جميعاً، حينما قال «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ليس ضعفاً، وليس بسبب انعدام القدرة والوسيلة، بل لسبب أعظم وأبلغ، يتمثل بتوجيه الله سبحانه وتعالى، حينما قال في محكم التنزيل: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين». وهذا هو ديدن أعظم البشر، إذ قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها».
من أسماء الله تعالى «المنتقم»، بالتالي هو الذي يصرف الأمور كما يشاء، وهو الذي قال بأن الظلم ظلمات، فإما يرده لصاحبه في الدنيا، أو يوفره ليوم الحساب، والله لا يحب الظالمين.
وعليه فإن من يبحث عن الانتقام، إنما يضحي بلحظات في حياته، هي أثمن ما تكون لتضيع على أشخاص مارسوا الظلم ولهم رب يحاسبهم، بل المضي في الحياة وترك تصريف أمور القدر لله هو سلوك الإنسان السوي الذي يؤمن بأن سلاحه فيما يتعرض له من ظلم لا يخرج عن رفع يديه لربه ومناجاته بأن «حسبي الله ونعم الوكيل».
مبعث الكلام سؤال وجهه لي أحد الأصدقاء، إذ قدر الله له بأن تنقلب الأدوار بينه وبين من ظلمه، والآن لديه القدرة لرد الصاع له، فكان جوابي الذي أؤمن به بألا تنتقم، لا تشع السواد في قلبك، حتى لو جاءتك الفرصة، دع الخلق للخالق، فالقدر «وهو الله» يتفنن في رد الظلم للظالمين.