من السهل جداً أن تعين قائداً فذلك أحياناً ضرب من الحظ والنصيب، ولكن من الصعوبة بمكان أن تحسن القيادة وتتميز بها فتلك عناصر مجتمعة إن لم تتوفر فيك فلن يعينك المنصب.
عشرون عاماً مضت على تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، بأمر أميري أصدره «أمير» البلاد حين ذاك وملك مملكة البحرين الآن حمد بن عيسى آل خليفة، عين فيه سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيساً للمجلس حين ذاك وسمو الأميرة اليوم قبل التعديلات الدستورية وقبل تحول البحرين لمملكة دستورية، أي أننا نتحدث عن تزامن المجلس مع انطلاقة المشروع الإصلاحي، ثورة بيضاء قلبت فيها الموازين ووضعت البحرين على سكة قطار جديدة شهدت انطلاقتها بقوة في محيطها الإقليمي والدولي وسيدة تتصدى لأول مرة لقيادة شؤون نصف المجتمع، وأي نصف؟ إنها المرأة.
في البدء كان التخوف والحذر من ردة الفعل الشعبية بأن تختص المرأة بكيان مؤسسي لها إذ كانت التيارات الدينية المحافظة والمتشددة تطغى على الساحة ولها حضور كافٍ بتعطيل أو برفض التعامل، ومن المعروف مواقف تلك التيارات من انشغال المرأة بالشأن العام فكان الأمر يحتاج إلى فطانة وكياسة قيادية في التعامل مع تلك التيارات كي تتمكن من كسبها في صفك.
المؤسسات المدنية البحرينية النسائية هي من قاد الحراك دوماً في كل ما يتعلق بشؤون المرأة من محو أميتها إلى قانون للأحوال الشخصية ولم تتصدر جهة رسمية هذا الشأن قبل قيام المجلس، فكان يتحتم على المجلس الأعلى للمرأة أن لا يصطدم مع هذه الكيانات وأن يحاول كسبها في صفه وأن يقنعها بإمكانية التحليق بجناحين رسمي وشعبي معاً لتحقيق ذات الأهداف المشتركة، وأن المجلس سيكون عوناً ومكملاً لتلك المسيرة النسائية التاريخية التي تفخر بها البحرين.
لم تكن البدايات سهلة ولا ميسرة أنت أمام مؤسسة خارج إطار الحكومة لكنها ستراقب الأداء الحكومي وتقرر مدى انسجام أداء الحكومة مع الخطة الوطنية للمرأة والتي أقرها جلالة الملك بناء على توصية من المجلس الأعلى للمرأة، وكانت خطة شمولية لم تخلُ وزارة من الوزارات الحكومية من التزام جديد أنيط بها، فأنت هنا أمام جهة ثالثة قد تصطدم معها إن لم تكن تملك من الحصافة والحنكة والحكمة ما يساعد على التزام الجهات الحكومية بهذه الخطة دون عوائق بل وتحويلها إلى جهات تتسابق للتعاون.
أنت أمام أجهزة ومؤسسات ووزارات حكومة مملكة البحرين بالكاد تعتاد على السلطة التشريعية كمؤسسات رقابية عليها، فما بالك وهناك جهة أخرى تفرض رقابتها للتأكد بأن توصياتها التي وافق عليها جلالة الملك وضعت موضع التنفيذ.
أنت أمام تجربة فريدة في مجلس التعاون غير مسبوقة وأنت عضو ضمن منظومة لها أعرافها وتقاليدها الاجتماعية والسياسية وأنت أمام مجتمع دولي له مؤسساته المشابهة العريقة فكيف ستبحر وسط تلك الأمواج العاتية وتحظى بالقبول والاعتراف والتأييد.
مواقف كثيرة وعديدة مرت فيها سفينة المجلس الأعلى للمرأة بين جبال جليدية صلبة لولا المرونة التي تتمتع بها سمو الأميرة لما تمكنت من المرور بينها دون احتكاك أو صدام، مواقف كثيرة حاول فيها الآخرون إعاقة وتعطيل ومماطلة التوصيات وقفت فيها سمو الأميرة بحزم وبلا تلكؤ وبصلابة رأي شهدت العديد منها حيث الحجة والمنطق كانتا سلاحاً تواجه بهما أصحاب الحجج والذرائع فلا يملك من يواجهها إلا الإذعان حين يتحدث العقل.
و أخيراً شهدت العديد من مواقف «أم سلمان» حيث تسقط كل الأسلحة أمام نداء الأمومة سواء لابنها سمو ولي العهد حين تتبدى فرحة الأم بنجاح ابن بطنها الذي حملته وهناً على وهن، أو الأم البحرينية لجميع البحرينيين حيث اليسار لا تعرف ما أعطت يمينها.
«القيادة» هي مزيج من سمات شخصية، لا تستطيع كل صلاحيات الدنيا أن تضفيها عليك إن لم تكن تلك السمات نابعة من ذاتك، لذلك زانت الجائزة الفخرية للتميز في مجال رعاية الأسرة العربية 2020 المقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بك يا أم سلمان.
{{ article.visit_count }}
عشرون عاماً مضت على تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، بأمر أميري أصدره «أمير» البلاد حين ذاك وملك مملكة البحرين الآن حمد بن عيسى آل خليفة، عين فيه سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيساً للمجلس حين ذاك وسمو الأميرة اليوم قبل التعديلات الدستورية وقبل تحول البحرين لمملكة دستورية، أي أننا نتحدث عن تزامن المجلس مع انطلاقة المشروع الإصلاحي، ثورة بيضاء قلبت فيها الموازين ووضعت البحرين على سكة قطار جديدة شهدت انطلاقتها بقوة في محيطها الإقليمي والدولي وسيدة تتصدى لأول مرة لقيادة شؤون نصف المجتمع، وأي نصف؟ إنها المرأة.
في البدء كان التخوف والحذر من ردة الفعل الشعبية بأن تختص المرأة بكيان مؤسسي لها إذ كانت التيارات الدينية المحافظة والمتشددة تطغى على الساحة ولها حضور كافٍ بتعطيل أو برفض التعامل، ومن المعروف مواقف تلك التيارات من انشغال المرأة بالشأن العام فكان الأمر يحتاج إلى فطانة وكياسة قيادية في التعامل مع تلك التيارات كي تتمكن من كسبها في صفك.
المؤسسات المدنية البحرينية النسائية هي من قاد الحراك دوماً في كل ما يتعلق بشؤون المرأة من محو أميتها إلى قانون للأحوال الشخصية ولم تتصدر جهة رسمية هذا الشأن قبل قيام المجلس، فكان يتحتم على المجلس الأعلى للمرأة أن لا يصطدم مع هذه الكيانات وأن يحاول كسبها في صفه وأن يقنعها بإمكانية التحليق بجناحين رسمي وشعبي معاً لتحقيق ذات الأهداف المشتركة، وأن المجلس سيكون عوناً ومكملاً لتلك المسيرة النسائية التاريخية التي تفخر بها البحرين.
لم تكن البدايات سهلة ولا ميسرة أنت أمام مؤسسة خارج إطار الحكومة لكنها ستراقب الأداء الحكومي وتقرر مدى انسجام أداء الحكومة مع الخطة الوطنية للمرأة والتي أقرها جلالة الملك بناء على توصية من المجلس الأعلى للمرأة، وكانت خطة شمولية لم تخلُ وزارة من الوزارات الحكومية من التزام جديد أنيط بها، فأنت هنا أمام جهة ثالثة قد تصطدم معها إن لم تكن تملك من الحصافة والحنكة والحكمة ما يساعد على التزام الجهات الحكومية بهذه الخطة دون عوائق بل وتحويلها إلى جهات تتسابق للتعاون.
أنت أمام أجهزة ومؤسسات ووزارات حكومة مملكة البحرين بالكاد تعتاد على السلطة التشريعية كمؤسسات رقابية عليها، فما بالك وهناك جهة أخرى تفرض رقابتها للتأكد بأن توصياتها التي وافق عليها جلالة الملك وضعت موضع التنفيذ.
أنت أمام تجربة فريدة في مجلس التعاون غير مسبوقة وأنت عضو ضمن منظومة لها أعرافها وتقاليدها الاجتماعية والسياسية وأنت أمام مجتمع دولي له مؤسساته المشابهة العريقة فكيف ستبحر وسط تلك الأمواج العاتية وتحظى بالقبول والاعتراف والتأييد.
مواقف كثيرة وعديدة مرت فيها سفينة المجلس الأعلى للمرأة بين جبال جليدية صلبة لولا المرونة التي تتمتع بها سمو الأميرة لما تمكنت من المرور بينها دون احتكاك أو صدام، مواقف كثيرة حاول فيها الآخرون إعاقة وتعطيل ومماطلة التوصيات وقفت فيها سمو الأميرة بحزم وبلا تلكؤ وبصلابة رأي شهدت العديد منها حيث الحجة والمنطق كانتا سلاحاً تواجه بهما أصحاب الحجج والذرائع فلا يملك من يواجهها إلا الإذعان حين يتحدث العقل.
و أخيراً شهدت العديد من مواقف «أم سلمان» حيث تسقط كل الأسلحة أمام نداء الأمومة سواء لابنها سمو ولي العهد حين تتبدى فرحة الأم بنجاح ابن بطنها الذي حملته وهناً على وهن، أو الأم البحرينية لجميع البحرينيين حيث اليسار لا تعرف ما أعطت يمينها.
«القيادة» هي مزيج من سمات شخصية، لا تستطيع كل صلاحيات الدنيا أن تضفيها عليك إن لم تكن تلك السمات نابعة من ذاتك، لذلك زانت الجائزة الفخرية للتميز في مجال رعاية الأسرة العربية 2020 المقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بك يا أم سلمان.