الإنسان كائن اجتماعي وهذه قاعدة عامة، ونسبة قليلة من البشر الذين يشذون عن هذه القاعدة، فيميلون إلى العزلة والانطواء وتجنب الاحتكاك بالبشر قدر المستطاع.
البحث المهم هنا لا يرتبط بـ«الظاهرة» نفسها، أي اجتماعية الإنسان، بقدر ما هو مهمّ معرفته عن الأسباب التي تدفع بعض البشر للانطواء والعزلة والابتعاد عن الآخرين؟!
هناك حالات مرضية مرتبطة بالصحة النفسية، هي التي تجعل عددا من الناس في حالة ابتعاد وانطواء وانعزال، لكن الظاهرة التي تبعث على الفضول هي تلك التي تجعل عددا من الناس «يفضلون» بل «يختارون» الابتعاد عن الآخرين، ويرون في وحدتهم وعزلتهم «وسطا صحيا» أكثر من الاحتكاك بالآخرين.
حاولت سبر أغوار بعض الذين أعرفهم، وأرى فيهم النزوح الشديد تجاه الانعزال، لماذا هذا البعد عن الحياة الاجتماعية؟! ولماذا تجنب البشر؟!
من ضمن الإجابات التي تحصلت عليها، سواء أكانت على مضض من بعضهم، أو أكانت ضمن سياق شرح مفصل للأسباب التي تجعلك تفضل الجلوس مع نفسك عوضا عن الآخرين، تبين لي بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مرورهم بتجارب مؤلمة ومزعجة، سببها بشر آخرون، كان القرب منهم كما الاقتراب من النار، وكانت الثقة بهم كمن يثق بعقرب يلسعك على غفلة بإبرة ذيله السامة.
الإنسان هو أكثر من يضر بالإنسان، وهذا واقع للأسف، فهناك أنواع من البشر قد تتقرب لبعضها بدوافع المصلحة، أو الفضول، أو الغيرة، أو سرقة ما لديك، حتى لو كانت أفكارا أو أحلاما أو مخططات مهما كانت بسيطة.
هناك أشخاص كانوا اجتماعيين لدرجة جنونية، فاكتشفوا بعد دروس مؤلمة عديدة بأن الاقتراب من الآخرين ليس سوى أذى في نسبته الغالبة، ومن بين عشرة أشخاص قد تجد شخصا سويا واحد في سلوكياته وعقليته، بالتالي البعد عنهم هو علاج للنفس والروح والعقل.
هل هذه هي الوصفة الصحيحة؟! هل الابتعاد عن أوساط البشر هو أنسب حل؟! هل تقليل نسبة الأصدقاء والمعارف إلى حدها الأدنى والاكتفاء بشخص أو اثنين ستجنبك ما يطالك من أذاهم؟!
شخصيا أرى الحل في إبدال السلبية بالإيجابية، وإبدال المزعج بالمريح، بما معناه أنك ضمن سلسلة معارفك وأصدقائك لابد أن تصادف الإنسان السلبي المتحلطم الفضولي والمتذمر، إضافة إلى النكدي والمزعج. وبالتالي ليس المطلوب منك علاجه؛ لأنّ بعض الحالات مستعصية جدا، بل الحل هو الابتعاد قدر الإمكان، ومحاولة خلق وسط جديد مكون من أشخاص فيهم صفات الإيجابية والإطلاع والمرح والرضا المتحقق لديهم داخليا، من يدفعونك للابتسام وحتى للضحك، ومن لا يسعون للقضاء على مزاجك الهادئ في بضعه ثوان عبر التذمر والحديث عن الآخرين وأفعالهم. هؤلاء والله أخطر من كورونا، ويجب الابتعاد عنهم!
اصنع لك وسطاً اجتماعياً «إيجابياً»، ويكفيك لو كانوا أشخاصاً يعدون على أصابع اليد الواحدة، فالسلبية والتذمر والنكد والإزعاج كلها صفات لو دخلت قلبك وعقلك من قبل أشخاص يمتازون باحترافها، فإنك إما أمام عزلة مفروضة ولازمة بسبب سوء اختيارك، أو أمام قلب وعقل قد يشيخان بسرعة أكبر من عمرك الزمني.
البحث المهم هنا لا يرتبط بـ«الظاهرة» نفسها، أي اجتماعية الإنسان، بقدر ما هو مهمّ معرفته عن الأسباب التي تدفع بعض البشر للانطواء والعزلة والابتعاد عن الآخرين؟!
هناك حالات مرضية مرتبطة بالصحة النفسية، هي التي تجعل عددا من الناس في حالة ابتعاد وانطواء وانعزال، لكن الظاهرة التي تبعث على الفضول هي تلك التي تجعل عددا من الناس «يفضلون» بل «يختارون» الابتعاد عن الآخرين، ويرون في وحدتهم وعزلتهم «وسطا صحيا» أكثر من الاحتكاك بالآخرين.
حاولت سبر أغوار بعض الذين أعرفهم، وأرى فيهم النزوح الشديد تجاه الانعزال، لماذا هذا البعد عن الحياة الاجتماعية؟! ولماذا تجنب البشر؟!
من ضمن الإجابات التي تحصلت عليها، سواء أكانت على مضض من بعضهم، أو أكانت ضمن سياق شرح مفصل للأسباب التي تجعلك تفضل الجلوس مع نفسك عوضا عن الآخرين، تبين لي بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مرورهم بتجارب مؤلمة ومزعجة، سببها بشر آخرون، كان القرب منهم كما الاقتراب من النار، وكانت الثقة بهم كمن يثق بعقرب يلسعك على غفلة بإبرة ذيله السامة.
الإنسان هو أكثر من يضر بالإنسان، وهذا واقع للأسف، فهناك أنواع من البشر قد تتقرب لبعضها بدوافع المصلحة، أو الفضول، أو الغيرة، أو سرقة ما لديك، حتى لو كانت أفكارا أو أحلاما أو مخططات مهما كانت بسيطة.
هناك أشخاص كانوا اجتماعيين لدرجة جنونية، فاكتشفوا بعد دروس مؤلمة عديدة بأن الاقتراب من الآخرين ليس سوى أذى في نسبته الغالبة، ومن بين عشرة أشخاص قد تجد شخصا سويا واحد في سلوكياته وعقليته، بالتالي البعد عنهم هو علاج للنفس والروح والعقل.
هل هذه هي الوصفة الصحيحة؟! هل الابتعاد عن أوساط البشر هو أنسب حل؟! هل تقليل نسبة الأصدقاء والمعارف إلى حدها الأدنى والاكتفاء بشخص أو اثنين ستجنبك ما يطالك من أذاهم؟!
شخصيا أرى الحل في إبدال السلبية بالإيجابية، وإبدال المزعج بالمريح، بما معناه أنك ضمن سلسلة معارفك وأصدقائك لابد أن تصادف الإنسان السلبي المتحلطم الفضولي والمتذمر، إضافة إلى النكدي والمزعج. وبالتالي ليس المطلوب منك علاجه؛ لأنّ بعض الحالات مستعصية جدا، بل الحل هو الابتعاد قدر الإمكان، ومحاولة خلق وسط جديد مكون من أشخاص فيهم صفات الإيجابية والإطلاع والمرح والرضا المتحقق لديهم داخليا، من يدفعونك للابتسام وحتى للضحك، ومن لا يسعون للقضاء على مزاجك الهادئ في بضعه ثوان عبر التذمر والحديث عن الآخرين وأفعالهم. هؤلاء والله أخطر من كورونا، ويجب الابتعاد عنهم!
اصنع لك وسطاً اجتماعياً «إيجابياً»، ويكفيك لو كانوا أشخاصاً يعدون على أصابع اليد الواحدة، فالسلبية والتذمر والنكد والإزعاج كلها صفات لو دخلت قلبك وعقلك من قبل أشخاص يمتازون باحترافها، فإنك إما أمام عزلة مفروضة ولازمة بسبب سوء اختيارك، أو أمام قلب وعقل قد يشيخان بسرعة أكبر من عمرك الزمني.