لا تعرف الجهود ولا تقاس الهمم إلا من خلال المحن، فعندما تؤدي الوزارات والهيئات والمؤسسات أدوارها في الأوقات الاعتيادية وفي الظروف الطبيعية فالأغلب لا يعتبر ذلك إنجازاً أو حتى تميزاً، بل ذلك هو من صلب مهامها بل لربما يصل المتابع لحد النقد والتفنيد لبعض القرارات والإجراءات وغيرها من أساليب الرصد والمتابعة.ولكن ماحدث في البحرين بل وفي كل دول العالم من أزمة صحية وضعت الجميع أمام تحدٍ غير مسبوق، والكل وجه أنظاره للدول وإجراءاتها أثناء هذه الجائحة التي شلت الدول وأنهكتها وتوقفت بها معظم نواحي الحياة، والبعض منها بات مهدداً بالانهيار.في خضم كل تلك الأحداث أثبتت البحرين بشكل عام ووزاراتها ومؤسساتها بشكل خاص أنها على قدر التحدي والمواجهة، فأبدع الجميع ومنها وزارة التربية والتعليم والتي أجلت كتابة هذه السطور حتى ينتهي العام الدراسي الجاري، الذي شهد تحديات غير مسبوقة ومنعطفات كادت تشل الحركة التعليمية لولا جهود الجميع في هذه الوزارة الضخمة التي تمكنت بفضل قيادة وزيرها وإخلاص موظفيها جميعاً بلا استثناء من العبور بنجاح وإنهاء العام الدراسي دون أن تتأثر العملية التعليمية ودون أن يفقد الطلبة حقهم في الحصول على التعليم الكافي.إن هكذا نجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود البنية التحتية القوية والكوادر المؤهلة والقابلة للتكيف مع الظروف والقابلية للعمل تحت مختلف أنواع الضغوط.مسيرة التعليم في البحرين تعتبر ذات حظ عظيم كونها تحظى برعاية خاصة من قبل رأس الدولة جلالة الملك المفدى فكان هو الحاضن الأول للطلبة ومنتسبي السلك التعليمي، ووجه جلالته بتوفير كافة الإمكانيات الضامنة لتسيير العملية التعليمية بكل سلاسة، بل تفضل جلالته ووجه كلمة سامية لأبنائه الطلاب أسهمت في إشاعة الارتياح والفرح.إن جائحة كهذه الجائحة التي تمر علينا وجب أن نوثقها ونوثق ما تم خلالها من قصص نجاح ساهمت في أن تكون البحرين بكوادرها الوطنية مثالاً يحتذى به ومضرباً للأمثال وهدفاً للباحثين والمتخصصين.وإن كنا نبارك للطلبة المتفوقين والناجحين فوجب علينا أن نتوج وزارة التربية والتعليم بباقة ورد التفوق والنجاح، ونشكر منتسبيها على جهودهم ونشيد بدور وزيرها الذي يعتبر قائداً فذاً من خريجي مصنع الرجال قوة دفاع البحرين التي تفيض علينا بكوادرها المبدعين وتشعرنا بالارتياح لذلك المستقبل المشرق الذي وعدنا به باني نهضتنا وقائد سفينتنا جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.