لم أقتنع كثيراً بما يسمى بالتنمية الذاتية على الرغم من قراءتي لعشرات الكتب في هذا المجال واستيعابي للمفاهيم التي تطرحها. ولعل أكثر ما كان يجعلني أتردد في الاقتناع التام بما يروج له من أساليب النجاح والإيجابية والخروج من أزمات الماضي والتي تتمحور حولها فكرة التنمية الذاتية «النهوض بالنفس وتخطي العقبات» هو أن أغلبها إما كان مبنياً على مبالغات في قدرة الإنسان على تحقيق السعادة والأحلام أو أنها كانت تفتقر إلى مسلمات دينية نؤمن بها نحن المسلمون.
فالكثير ممن كتبوا كتب التنمية الذاتية أو درسوها للناس يصورون النجاح وكأنه في متناول الإنسان دائماً وكل ما عليه هو أن يبذل مجهوداً مضاعفاً وأن يتأمل الوصول إلى الهدف صباحاً ومساء. وأيضاً أغلبهم، يبسط عملية الخروج من جروح الماضي وإخفاقاته وكأنها لا تترك أثراً عميقاً أحياناً تؤثر في حاضر ومستقبل الإنسان. وأرى في الأمرين تسطيحاً وبُعداً عن واقع الحياة.
صحيح، أن في التنمية الذاتية الكثير من المنافع، فهي تحفز الإنسان على العمل وتقويه من الداخل وتحثه على السعي والمثابرة لكنها تفتقد التذكير بعنصر في غاية الأهمية وهو القدر. فهذا المجال من ابتكار الغرب الذي ابتعد عن الإيمان بالغيب والقضاء والقدر وألقى بكل حمل الدنيا على الإنسان المسكين.
المؤمنون يعملون بالأسباب ولكن كلهم اقتناع وإيمان بالآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون»، فمن أراد نجاحاً سعى له بكل ما يملك من قدرات ولكن دون أن يحمل نفسه فوق طاقتها، فمشيئة الله فوق كل شيء. ومن أراد تخطي محنة أو جرح عميق، فلا يملك سوى القبول بقضاء الله وقدره.
وأذكر أن الوحيدين الذين لم يغفلوا مسلمات الدين في حديثهم حول التنمية الذاتية - ممن تابعتهم - كان المرحوم المدرب المصري إبراهيم الفقي ومقدم البرامج السعودي أحمد الشقيري والواعظ الفلسطيني عدنان إبراهيم. ووجدت أن هـؤلاء تعاملوا بذكاء وفطنة وحس ديني عالٍ مع مفاهيم مستوردة فوظفوها للتماشى مع الدين وما نؤمن به كمسلمين ولذلك حصدوا جماهيرية منقطعة النظير.
أتحدث اليوم عن التنمية الذاتية بعد أن جلست مع شاب صغير مطلع وقارىء نهم للكتب التحفيزية وقد أعجبني حماسه المليء بالطاقة والإصرار على تحقيق المستحيل. لكن انزعجت عندما لاحظت في حديثه بعداً عن الإيمان بالقدر وبما هو مكتوب في صحيفة الإنسان فخشيت عليه من الخيبات المحبطة إذا اكتشف أن اجتهاده وحده لن يحقق له مراده لأنه تجاهل مشيئة الله - عن غير قصد - والتي هي التي تحدد إذا كان الإنسان سينجح في مهمة ما أم لا؟
فالكثير ممن كتبوا كتب التنمية الذاتية أو درسوها للناس يصورون النجاح وكأنه في متناول الإنسان دائماً وكل ما عليه هو أن يبذل مجهوداً مضاعفاً وأن يتأمل الوصول إلى الهدف صباحاً ومساء. وأيضاً أغلبهم، يبسط عملية الخروج من جروح الماضي وإخفاقاته وكأنها لا تترك أثراً عميقاً أحياناً تؤثر في حاضر ومستقبل الإنسان. وأرى في الأمرين تسطيحاً وبُعداً عن واقع الحياة.
صحيح، أن في التنمية الذاتية الكثير من المنافع، فهي تحفز الإنسان على العمل وتقويه من الداخل وتحثه على السعي والمثابرة لكنها تفتقد التذكير بعنصر في غاية الأهمية وهو القدر. فهذا المجال من ابتكار الغرب الذي ابتعد عن الإيمان بالغيب والقضاء والقدر وألقى بكل حمل الدنيا على الإنسان المسكين.
المؤمنون يعملون بالأسباب ولكن كلهم اقتناع وإيمان بالآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون»، فمن أراد نجاحاً سعى له بكل ما يملك من قدرات ولكن دون أن يحمل نفسه فوق طاقتها، فمشيئة الله فوق كل شيء. ومن أراد تخطي محنة أو جرح عميق، فلا يملك سوى القبول بقضاء الله وقدره.
وأذكر أن الوحيدين الذين لم يغفلوا مسلمات الدين في حديثهم حول التنمية الذاتية - ممن تابعتهم - كان المرحوم المدرب المصري إبراهيم الفقي ومقدم البرامج السعودي أحمد الشقيري والواعظ الفلسطيني عدنان إبراهيم. ووجدت أن هـؤلاء تعاملوا بذكاء وفطنة وحس ديني عالٍ مع مفاهيم مستوردة فوظفوها للتماشى مع الدين وما نؤمن به كمسلمين ولذلك حصدوا جماهيرية منقطعة النظير.
أتحدث اليوم عن التنمية الذاتية بعد أن جلست مع شاب صغير مطلع وقارىء نهم للكتب التحفيزية وقد أعجبني حماسه المليء بالطاقة والإصرار على تحقيق المستحيل. لكن انزعجت عندما لاحظت في حديثه بعداً عن الإيمان بالقدر وبما هو مكتوب في صحيفة الإنسان فخشيت عليه من الخيبات المحبطة إذا اكتشف أن اجتهاده وحده لن يحقق له مراده لأنه تجاهل مشيئة الله - عن غير قصد - والتي هي التي تحدد إذا كان الإنسان سينجح في مهمة ما أم لا؟