ملايين الخليجيين ولدوا خلال العقدين الماضيين، وشريحة واسعة منهم بلغت العشرين عاماً من عمرها الآن، هؤلاء لم يعاصروا تحولات القرن العشرين، ولم يشهدوا تراجع اليسار وصعود الثيوقراطيين، بل ولدوا في خضم تراجع الثيوقراطية الخليجية، لذلك لم يشعروا بها كثيراً لأنها بدأت بالتراجع وهم أطفال، والآن هم في سن الشباب لا يشعرون بأي تأثير للجماعات الثيوقراطية في مجتمعاتهم، بل يجدون انفتاحاً كبيراً لم يعشه جيل خليجي من قبل قط.
عندما قدمت الليبرالية إلى المجتمعات الخليجية المحافظة جاءت من قبل بعض الأساتذة العرب، ونتيجة لانتشار أدبيات اليسار بعد ظهور التعليم النظامي، إضافة إلى ابتعاث أعداد كبيرة من الشباب للدراسة الجامعية في الخارج. لكن اليوم الجيل الخليجي الجديد ليس بحاجة إلى كل ذلك حتى يعتنق الليبرالية، لأن فهمه لنمط الحياة يقوم على هذا المفهوم بعد أن تشكل من قبل أسر تنبذ الثيوقراطية، أو درس في إحدى المدارس الخاصة التي تختلف ثقافة الدراسة فيها عن ثقافة المدارس الحكومية.
لكن الأخطر من هذا كله أن الجيل الخليجي الشاب كوّن ثقافته ونظرته للمجتمع من خلال ما تعرّض له من محتوى ثقافي ـ إعلامي عبر الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي التي يمكنه استخدامها في أي وقت بحكم امتلاكه لأجهزة الهاتف الذكية في أي وقت، وهي بالطبع أجهزة لا تخضع لرقابة أسرية أو حتى لرقابة من الدولة ومؤسساتها بشكل تقليدي.
تعرّض هذا الجيل لتشكيل ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافة أي جيل خليجي ظهر منذ بواكير القرن العشرين، فهو لم يتعرض لتجاذبات القومية العربية، أو ضغوط الثيوقراطية الخليجية، بل وجد نفسه في مجتمع تخلى للتو عن هيمنة الجماعات الأيديولوجية، وانفتح لمرحلة ما بعد الأيديولوجيا تزامناً مع التخلي عن نظرية الدولة الريعية التي ميزت الدول الخليجية منذ بداية السبعينات وحتى العام 2014.
لسنا بصدد تقييم ثقافة هذا الجيل، بقدر حاجتنا اليوم لفهمه لأنه سيتمكن من قيادة الدول الخليجية بمؤسساتها خلال فترة لن تتجاوز العشرين عاماً من اليوم.
عندما قدمت الليبرالية إلى المجتمعات الخليجية المحافظة جاءت من قبل بعض الأساتذة العرب، ونتيجة لانتشار أدبيات اليسار بعد ظهور التعليم النظامي، إضافة إلى ابتعاث أعداد كبيرة من الشباب للدراسة الجامعية في الخارج. لكن اليوم الجيل الخليجي الجديد ليس بحاجة إلى كل ذلك حتى يعتنق الليبرالية، لأن فهمه لنمط الحياة يقوم على هذا المفهوم بعد أن تشكل من قبل أسر تنبذ الثيوقراطية، أو درس في إحدى المدارس الخاصة التي تختلف ثقافة الدراسة فيها عن ثقافة المدارس الحكومية.
لكن الأخطر من هذا كله أن الجيل الخليجي الشاب كوّن ثقافته ونظرته للمجتمع من خلال ما تعرّض له من محتوى ثقافي ـ إعلامي عبر الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي التي يمكنه استخدامها في أي وقت بحكم امتلاكه لأجهزة الهاتف الذكية في أي وقت، وهي بالطبع أجهزة لا تخضع لرقابة أسرية أو حتى لرقابة من الدولة ومؤسساتها بشكل تقليدي.
تعرّض هذا الجيل لتشكيل ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافة أي جيل خليجي ظهر منذ بواكير القرن العشرين، فهو لم يتعرض لتجاذبات القومية العربية، أو ضغوط الثيوقراطية الخليجية، بل وجد نفسه في مجتمع تخلى للتو عن هيمنة الجماعات الأيديولوجية، وانفتح لمرحلة ما بعد الأيديولوجيا تزامناً مع التخلي عن نظرية الدولة الريعية التي ميزت الدول الخليجية منذ بداية السبعينات وحتى العام 2014.
لسنا بصدد تقييم ثقافة هذا الجيل، بقدر حاجتنا اليوم لفهمه لأنه سيتمكن من قيادة الدول الخليجية بمؤسساتها خلال فترة لن تتجاوز العشرين عاماً من اليوم.