قليلة هي الإسهامات الفكرية التي ترتبط بتحولات الواقع، ولا نقصد هنا الإنتاج الأكاديمي التخصصي لعدد من المشتغلين في الفضاء الأكاديمي، والذي غالبا ما يقدم للحصول على ترقية وظيفية. وهو إنتاج لا ينقطع، ولكنه يبقى حبيس هذا الفضاء، وإنما نتحدث عن الإسهام الفكري في مناقشة الشأن العام السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي اليومي من خلال الإصدارات أو من خلال الصحافة أو المدونات، سعيا للتنوير والتأثير في الرأي العام، وخاصة في مرحلة التحول التي تمر بها مجتمعاتنا العربية.
لا شك في أن غياب مثل هذه الأصوات أو ندرتها يلقي بظلاله السلبية على الساحة، وخصوصا في ظل ارتفاع أصوات السطحيين والمهرجين، في حين تتوارى الأسماء الكبيرة والقادرة على الرصد والتحليل، كما أن الصحافة تتجاهلها، ولا تسعى لاستقطابها، ولا تتيح لها فرصة المشاركة لأسباب مختلفة، ما أدى إلى حرمان المجتمع من الدور الفاعل لفكر مستنير، ومن خبرات كبيرة ومهمة، وخاصة في ظل الاتساع الهائل والمخيف لمساحات الكتابات الهزيلة وغيرالمسؤولة، والتي انفلت بعضها من ضوابط العقلانية، والقيم، والتي أسهمت خلال السنوات القليلة الماضية بشكل سلبي في التأسيس لثقافة الصراخ، بدل ثقافة التحليل والتنوير، ومنهج الحدية والتعصب، بدل منهج التسامح، وأسلوب السب العلني والتهييج والتحريض، بدلا من تنمية الثقافة الوطنية.
نعم، قد تكون ثمة محاذير لانخراط المفكر في تجربة الكتابة اليومية التي قد تقود إلى التبسيط والإسفاف، ولكن لنتذكر أيضا أن أفضل الدراسات والمقالات التي تنشرها الصحف الكبرى الرصينة في الغرب مثل «لوموند ديبلوماتيك» في فرنسا، أو «وول ستريت جورنال»، أو «نيويورك تايمز» أو «واشنطن بوست»، في الولايات المتحدة الأمريكية»، هي لكبار المفكرين والفلاسفة الذين يسهمون من خلال الصحافة في توجيه الرأي العام بصورة عقلانية وعميقة؛ وذلك لأنَّ للمثقف دوراً كبيراً في واقع الناس، وفي إصلاح الواقع الذي يعايشه، وعدم اعتزاله، لأن النخبة من المفكرين والفلاسفة والمثقفين هم الذين صنعوا التحولات الكبرى في التاريخ ونادوا بها، وعلى عكس ذلك يبدو أن عددا مهما من المثقفين عندنا يفضلون الانكفاء، في الوقت الذي يجب على المثقف فيه أن يتحمل دفع ضريبة اقترابه من الناس بالكتابة المتواصلة، وإلا بقي تمثالاً في متحف أكاديمي أو واجهة لامعة وهمـا حالتان مرفوضتان.
* همس:
كل صباح،
وقبل أن أشرب قهوتي،
وأقرأ آيتي،
ألقي التحية
على شجرة الزيتون
في حديقتي الصغيرة.
لا شك في أن غياب مثل هذه الأصوات أو ندرتها يلقي بظلاله السلبية على الساحة، وخصوصا في ظل ارتفاع أصوات السطحيين والمهرجين، في حين تتوارى الأسماء الكبيرة والقادرة على الرصد والتحليل، كما أن الصحافة تتجاهلها، ولا تسعى لاستقطابها، ولا تتيح لها فرصة المشاركة لأسباب مختلفة، ما أدى إلى حرمان المجتمع من الدور الفاعل لفكر مستنير، ومن خبرات كبيرة ومهمة، وخاصة في ظل الاتساع الهائل والمخيف لمساحات الكتابات الهزيلة وغيرالمسؤولة، والتي انفلت بعضها من ضوابط العقلانية، والقيم، والتي أسهمت خلال السنوات القليلة الماضية بشكل سلبي في التأسيس لثقافة الصراخ، بدل ثقافة التحليل والتنوير، ومنهج الحدية والتعصب، بدل منهج التسامح، وأسلوب السب العلني والتهييج والتحريض، بدلا من تنمية الثقافة الوطنية.
نعم، قد تكون ثمة محاذير لانخراط المفكر في تجربة الكتابة اليومية التي قد تقود إلى التبسيط والإسفاف، ولكن لنتذكر أيضا أن أفضل الدراسات والمقالات التي تنشرها الصحف الكبرى الرصينة في الغرب مثل «لوموند ديبلوماتيك» في فرنسا، أو «وول ستريت جورنال»، أو «نيويورك تايمز» أو «واشنطن بوست»، في الولايات المتحدة الأمريكية»، هي لكبار المفكرين والفلاسفة الذين يسهمون من خلال الصحافة في توجيه الرأي العام بصورة عقلانية وعميقة؛ وذلك لأنَّ للمثقف دوراً كبيراً في واقع الناس، وفي إصلاح الواقع الذي يعايشه، وعدم اعتزاله، لأن النخبة من المفكرين والفلاسفة والمثقفين هم الذين صنعوا التحولات الكبرى في التاريخ ونادوا بها، وعلى عكس ذلك يبدو أن عددا مهما من المثقفين عندنا يفضلون الانكفاء، في الوقت الذي يجب على المثقف فيه أن يتحمل دفع ضريبة اقترابه من الناس بالكتابة المتواصلة، وإلا بقي تمثالاً في متحف أكاديمي أو واجهة لامعة وهمـا حالتان مرفوضتان.
* همس:
كل صباح،
وقبل أن أشرب قهوتي،
وأقرأ آيتي،
ألقي التحية
على شجرة الزيتون
في حديقتي الصغيرة.