قبل يومين خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليعلن أن بلاده أنتجت أول لقاح يمكنه أن يتصدى لفيروس كورونا (كوفيد 19)، بل زاد بتأكيده أن هذا اللقاح فعال وقوي! وبعدها أعلنت روسيا أن الدفعة الأولى منه ستكون جاهزة خلال أسبوعين.
استبشر العالم من إعلان الرئيس الروسي، فدول أعلنت عزمها حجز كميات من اللقاح، والبعض هلل فرحاً بقرب القضاء على الفيروس، لكن كان مثيراً ظهور المقارنات المبنية على إرث تاريخي قديم مرتبط بالصراع السوفيتي الأمريكي، وكيف أن الروس «السوفييت» نجحوا مجدداً في التفوق على الأمريكان، بعد صراع النجوم الذي وصل به السوفييت أولاً للفضاء الخارجي، ولكن عاد الأمريكان ليعلنوا أنهم أول النازلين على سطح القمر، وهكذا دواليك تستمر المماحكات بين الدولتين العظمتين.
اللقاح الروسي أطلقوا عليه اسم «سبوتنيك» تيمناً بأول قمر فضاء صناعي يسبح في الفضاء، والذي أطلقه الاتحاد السوفييتي في أكتوبر 1957، وكأن المسمى فيه مغزى موجه للجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يجلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي انتقدته كثير من البرامج الأمريكية الساخرة حينما يخرج في المؤتمرات الصحفية ليتحدث في أمور طبية معقدة بشأن الفيروس أو اللقاح وكأنه طبيب متمرس، لكن الفارق هنا واضح بأن بوتين سبقه وأعلن أن أول «لقاح فعال» هو «سبوتنيك» الروسي دون شروحات طبية كما يفعل نظيره.
شخصياً كنت أترقب رد الفعل الأمريكي، وبالفعل سرعان ما نشرت شبكة الـ «سي إن إن» الأمريكية تقريراً أشارت فيه إلى بوتين حول كورونا إلى حرب باردة، ولم تنس الإشارة إلى دلالات اسم اللقاح «سبوتنيك»! وأيضاً هرعت الشبكة الإخبارية للقاء الدكتور أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، والذي شكك في فعالية اللقاح الروسي، وأن الأمريكان يملكون 6 لقاحات كلها قيد التجارب، ولم يفعلوا مثلما فعل الروس عبر طرحها للاستخدام دون التأكد من معايير الأمان والفعالية.
في نفس الوقت أعلن الرئيس الأمريكي عن عقد بقيمة مليار ونصف دولار لتسليم 100 مليون جرعة من لقاح تجريبي تعده شركة «موديرنا» الأمريكية، رغم أن التجارب عليه لم تنته، ورغم أن هناك تحذيراً من العلماء بشأن اللقاحات الأولية التي تطرح، لكن يبدو أنه سباق متواصل بين القطبين العالمين، ولن أقول سباق حالي بدأ، إذ هو بدأ منذ ظهور الفيروس ومساعي إيجاد لقاح، لكنه الآن تسارع خاصة وأن العالم بدأ يمل من هذا الفيروس ويريد العودة لحياته الطبيعية، وستدفع الدول الملايين بالتأكيد لأجل شراء أي لقاح يثبت بالفعل أنه «العلاج الأكيد».
أخيراً وللعلم، إذ بحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك حالياً 28 لقاحاً حول العالم يخضعون للتجارب البشرية، والجميع بالانتظار.
{{ article.visit_count }}
استبشر العالم من إعلان الرئيس الروسي، فدول أعلنت عزمها حجز كميات من اللقاح، والبعض هلل فرحاً بقرب القضاء على الفيروس، لكن كان مثيراً ظهور المقارنات المبنية على إرث تاريخي قديم مرتبط بالصراع السوفيتي الأمريكي، وكيف أن الروس «السوفييت» نجحوا مجدداً في التفوق على الأمريكان، بعد صراع النجوم الذي وصل به السوفييت أولاً للفضاء الخارجي، ولكن عاد الأمريكان ليعلنوا أنهم أول النازلين على سطح القمر، وهكذا دواليك تستمر المماحكات بين الدولتين العظمتين.
اللقاح الروسي أطلقوا عليه اسم «سبوتنيك» تيمناً بأول قمر فضاء صناعي يسبح في الفضاء، والذي أطلقه الاتحاد السوفييتي في أكتوبر 1957، وكأن المسمى فيه مغزى موجه للجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يجلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي انتقدته كثير من البرامج الأمريكية الساخرة حينما يخرج في المؤتمرات الصحفية ليتحدث في أمور طبية معقدة بشأن الفيروس أو اللقاح وكأنه طبيب متمرس، لكن الفارق هنا واضح بأن بوتين سبقه وأعلن أن أول «لقاح فعال» هو «سبوتنيك» الروسي دون شروحات طبية كما يفعل نظيره.
شخصياً كنت أترقب رد الفعل الأمريكي، وبالفعل سرعان ما نشرت شبكة الـ «سي إن إن» الأمريكية تقريراً أشارت فيه إلى بوتين حول كورونا إلى حرب باردة، ولم تنس الإشارة إلى دلالات اسم اللقاح «سبوتنيك»! وأيضاً هرعت الشبكة الإخبارية للقاء الدكتور أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، والذي شكك في فعالية اللقاح الروسي، وأن الأمريكان يملكون 6 لقاحات كلها قيد التجارب، ولم يفعلوا مثلما فعل الروس عبر طرحها للاستخدام دون التأكد من معايير الأمان والفعالية.
في نفس الوقت أعلن الرئيس الأمريكي عن عقد بقيمة مليار ونصف دولار لتسليم 100 مليون جرعة من لقاح تجريبي تعده شركة «موديرنا» الأمريكية، رغم أن التجارب عليه لم تنته، ورغم أن هناك تحذيراً من العلماء بشأن اللقاحات الأولية التي تطرح، لكن يبدو أنه سباق متواصل بين القطبين العالمين، ولن أقول سباق حالي بدأ، إذ هو بدأ منذ ظهور الفيروس ومساعي إيجاد لقاح، لكنه الآن تسارع خاصة وأن العالم بدأ يمل من هذا الفيروس ويريد العودة لحياته الطبيعية، وستدفع الدول الملايين بالتأكيد لأجل شراء أي لقاح يثبت بالفعل أنه «العلاج الأكيد».
أخيراً وللعلم، إذ بحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك حالياً 28 لقاحاً حول العالم يخضعون للتجارب البشرية، والجميع بالانتظار.