استنفد النظام القطري جميع حيله التي ساعدته سابقاً على تبرير «التناقض» و«الازدواجية» في مواقفه، كأن يكون عضواً في مجلس التعاون وأن يعمل على هدم أركانه في ذات الوقت، وأن يكون عضواً في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وأن يمول الإرهاب في ذات الوقت.
سألت بلومبيرغ «براين هوك» المبعوث الأمريكي المختص بالشأن الإيراني عن الرسالة التي تريد قطر إيصالها عبر تبرئها من بيان مجلس التعاون بخصوص طلب تمديد حظر السلاح على إيران لمجلس الأمن فقال: «إنهم وافقوا رسمياً على هذه الرسالة، وكان ذلك نتاجاً لكثير من المناقشات».فلا يمكن أن يصرح مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة لتسوية المنازعات بأن قطر تتبرأ من الطلب الذي تقدم به الأمين العام نايف الحجرف نيابة عن مجلس التعاون بتمديد حظر السلاح على إيران، فيقول: «مواقف مجلس التعاون الخليجي المتفق عليها عادة ما تصدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، وليس عبر بيانات الأمين العام التي تمثل رأي الأمانة العامة فقط»، على حد زعمه، فهل يمكن للأمين العام أن يوجه خطاباً لمجلس الأمن نيابة عن مجلس التعاون من تلقاء نفسه أو بطلب من أحد الأعضاء مثلاً يكون مخالفاً للنظام الأساسي الذي يقتضي الحصول على الإجماع؟
ورسالة الأمين العام الموجهة لمجلس الأمن الدولي من المسائل الخطرة والموضوعية والتي لا يجرؤ ولا يملك الأمين العام أن يتصرف بها دون الحصول على الموافقة بالإجماع، ولا يملك أن يضع اسم قطر في الرسالة من تلقاء نفسه.
لكن قطر التي اعتادت على الموقف ونقيضه تعتقد أنه في كل مرة تسلم الجرة، قطر وافقت «مضطرة» لأسباب هي أعلم بها وظنت أن الطلب سيبقى سرياً بين مجلس التعاون وبين مجلس الأمن، وحين ظهرت قصة الرسالة علناً خرجت للتبرؤ من موافقتها ممارسة حيلة التناقضات والازدواجية بغباء منقطع النظير لحفظ ماء وجهها!!
لا يمكنك الاستمرار بلعب دور العضو الملتزم بأمن دول مجلس التعاون ثم تبرر لإيران استخدامها الصواريح ضد واحدة من دول المجلس! ولا يمكنك أن تستضيف قاعدة أمريكية ثم تمول من يقتل جنودها، لا يمكن أن تدعم القضية الفلسطينية في خطابك وفي أثناء عرض صور المجازر يطل أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي من قناتك القطرية ليبرر المجزرة الإسرائيلية ويشرح أسبابها!
فلا يمكن أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أكثر من وسيلة أنها بصدد إرسال فريق للتحقيق في علاقة قطر بتمويل حزب الله بعد الفضائح التي نشرتها الصحف الألمانية والأمريكية ثم تكتب على وقع قناتها «الجزيرة» أن الفريق الأمريكي حضر إلى قطر لتقديم «الشكر» لقطر على محاربتها الإرهاب، وكأن من يقرأ الموقع يعيش في كوكب معزول.
لا يمكن أن تتقدم الصفوف لدعم لبنان من بعد الكارثة التي تسبب بها حزب الله وفي ذات الوقت تتصدر أخبارك وفضائح علاقتك بحزب الله وتمويلك له بالسلاح والمال.
النظام القطري يتعرض الآن لإرباك كبير بسبب أن المرحلة الحالية ما عادت ترضى أو تقبل بأنصاف الحلول؛ فدول مجلس التعاون تتعرض لحرب شرسة تتطلب الوضوح في المواقف، وأعداؤهم وخصومهم يعملون في العلن ومشاريعهم التوسعية من خلال المليشيات الإرهابية أصبحت علناً والإرهاب يزداد شراسة، وجرائمه أصبحت تهدد الأمن الدولي وتتطلب محاربته تعاون المجتمع الدولي بلا استثناء، في ظل هذه الحدية والتجاذبات والصراعات واستحقاقات المواجهة مع الإرهاب ورعاته ومموليه يصعب على قطر أن تستمر في التمويه واللعب على التناقضات دون أن تنكشف ودون أن تحرج، منظومة الحيل القديمة لا تتناسب مع المتغيرات والمستجدات، من كان يرسم لها خطاب المرحلة السابقة لم يدرك حجم المياه التي جرت تحت الجسور، أو ربما من كان يرسم لها الخطابات تغير أو تبدل أو اعتزل! فمن يرسم لقطر خطابها الحالي لا يملك أدنى درجات الذكاء.
جميع هذه التناقضات أصبحت صارخة وحادة بينهما 180 درجة وفي برزخين لا يمكن أن يلتقيا.
سألت بلومبيرغ «براين هوك» المبعوث الأمريكي المختص بالشأن الإيراني عن الرسالة التي تريد قطر إيصالها عبر تبرئها من بيان مجلس التعاون بخصوص طلب تمديد حظر السلاح على إيران لمجلس الأمن فقال: «إنهم وافقوا رسمياً على هذه الرسالة، وكان ذلك نتاجاً لكثير من المناقشات».فلا يمكن أن يصرح مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة لتسوية المنازعات بأن قطر تتبرأ من الطلب الذي تقدم به الأمين العام نايف الحجرف نيابة عن مجلس التعاون بتمديد حظر السلاح على إيران، فيقول: «مواقف مجلس التعاون الخليجي المتفق عليها عادة ما تصدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، وليس عبر بيانات الأمين العام التي تمثل رأي الأمانة العامة فقط»، على حد زعمه، فهل يمكن للأمين العام أن يوجه خطاباً لمجلس الأمن نيابة عن مجلس التعاون من تلقاء نفسه أو بطلب من أحد الأعضاء مثلاً يكون مخالفاً للنظام الأساسي الذي يقتضي الحصول على الإجماع؟
ورسالة الأمين العام الموجهة لمجلس الأمن الدولي من المسائل الخطرة والموضوعية والتي لا يجرؤ ولا يملك الأمين العام أن يتصرف بها دون الحصول على الموافقة بالإجماع، ولا يملك أن يضع اسم قطر في الرسالة من تلقاء نفسه.
لكن قطر التي اعتادت على الموقف ونقيضه تعتقد أنه في كل مرة تسلم الجرة، قطر وافقت «مضطرة» لأسباب هي أعلم بها وظنت أن الطلب سيبقى سرياً بين مجلس التعاون وبين مجلس الأمن، وحين ظهرت قصة الرسالة علناً خرجت للتبرؤ من موافقتها ممارسة حيلة التناقضات والازدواجية بغباء منقطع النظير لحفظ ماء وجهها!!
لا يمكنك الاستمرار بلعب دور العضو الملتزم بأمن دول مجلس التعاون ثم تبرر لإيران استخدامها الصواريح ضد واحدة من دول المجلس! ولا يمكنك أن تستضيف قاعدة أمريكية ثم تمول من يقتل جنودها، لا يمكن أن تدعم القضية الفلسطينية في خطابك وفي أثناء عرض صور المجازر يطل أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي من قناتك القطرية ليبرر المجزرة الإسرائيلية ويشرح أسبابها!
فلا يمكن أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أكثر من وسيلة أنها بصدد إرسال فريق للتحقيق في علاقة قطر بتمويل حزب الله بعد الفضائح التي نشرتها الصحف الألمانية والأمريكية ثم تكتب على وقع قناتها «الجزيرة» أن الفريق الأمريكي حضر إلى قطر لتقديم «الشكر» لقطر على محاربتها الإرهاب، وكأن من يقرأ الموقع يعيش في كوكب معزول.
لا يمكن أن تتقدم الصفوف لدعم لبنان من بعد الكارثة التي تسبب بها حزب الله وفي ذات الوقت تتصدر أخبارك وفضائح علاقتك بحزب الله وتمويلك له بالسلاح والمال.
النظام القطري يتعرض الآن لإرباك كبير بسبب أن المرحلة الحالية ما عادت ترضى أو تقبل بأنصاف الحلول؛ فدول مجلس التعاون تتعرض لحرب شرسة تتطلب الوضوح في المواقف، وأعداؤهم وخصومهم يعملون في العلن ومشاريعهم التوسعية من خلال المليشيات الإرهابية أصبحت علناً والإرهاب يزداد شراسة، وجرائمه أصبحت تهدد الأمن الدولي وتتطلب محاربته تعاون المجتمع الدولي بلا استثناء، في ظل هذه الحدية والتجاذبات والصراعات واستحقاقات المواجهة مع الإرهاب ورعاته ومموليه يصعب على قطر أن تستمر في التمويه واللعب على التناقضات دون أن تنكشف ودون أن تحرج، منظومة الحيل القديمة لا تتناسب مع المتغيرات والمستجدات، من كان يرسم لها خطاب المرحلة السابقة لم يدرك حجم المياه التي جرت تحت الجسور، أو ربما من كان يرسم لها الخطابات تغير أو تبدل أو اعتزل! فمن يرسم لقطر خطابها الحالي لا يملك أدنى درجات الذكاء.
جميع هذه التناقضات أصبحت صارخة وحادة بينهما 180 درجة وفي برزخين لا يمكن أن يلتقيا.