ثمة من يبيع الموت على البشر، ولا يكترث لأي جريمة يرتكبها، ولا يحسب خاطراً لأحد، لا يؤثر فيه صريخ أطفال صاروا يتامى، أو نحيب أرامل بقوا ثكالى، أو دموع عجائز باتوا غرباء. كل ما يهم تاجر الموت وأنصاره، البراغماتيه الملتحفة بالأيديولوجية، ضارباً بأي اعتبارات إنسانية أو مواثيق أخلاقية عرض الحائط. لعل أبرز من ينطبق عليه الأوصاف السابقة، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، الذي يستحق لقب «تاجر الموت» عن جدارة، فعندما تبحث في تاريخ الرجل وحزبه وأيديولوجيته تجد أنه لا يقيم وزنا لبلده، ولا لشعبه، ولا لأبناء طائفته، ولا لأبناء عروبته، ولا لدول جواره.مأساة انفجار مرفأ بيروت التي وقعت في 4 أغسطس الجاري، والتي أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، وعشرات المفقودين، أماطت اللثام عن نفوذ الحزب وفساده، فيما يتجرع الشعب اللبناني الآلام. إن القاصي والداني يدرك تماما أن الحزب الخاضع لسيطرة إيران، والمؤتمر بإمرة «ولاية الفقيه»، يسيطر هو وحلفاؤه وأبرزهم التيار الوطني الحر، على مفاصل الدولة اللبنانية وبينها بطبيعة الحال المرفأ والمطار، بل إن الحزب لا يتورع عن وضع العصا في العجلة لتعطيل تشكيل أي حكومة ليست على هواه، وهوى طهران، وما «الثلث المعطل» عنا ببعيد. وهذا ما ينطبق على الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، التي سارعت إلى تقديم استقالتها بعد كارثة المرفأ، وقبلها حكومة سعد الحريري، وبينهم عمر كرامي، وفؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام، كلهم فشلوا بصك امتياز من «حزب الله» الذي أبى إلا أن يحول لبنان إلى «دولة اللادولة». هل التاريخ سيسجل أي نجاح لأي وزارة أتت عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري؟ بطبيعة الحال الإجابة لا؛ لأن «حزب الله» وحلفاءه في الداخل ونظام طهران في الخارج لا يتورعون عن إسقاط الدولة اللبنانية وفق مبدأ «أنا أو لا أحد».خراب لبنان على يد «حزب الله»، وقد امتد هذا الخراب إلى دول الجوار، وأبرزها سوريا والعراق، وطال الخراب اليمن في الجنوب، ولم تكن دول الخليج بمنأى عن إرهاب «حزب الله» ولا سيما البحرين التي ذاقت ويلات إرهابه، كيف لا وهو ذراع إيران في المنطقة؟ لذلك كانت نظرة الدبلوماسية البحرينية صائبة عندما سارعت إلى وضع الحزب على قوائم الإرهاب.الحل لأزمة لبنان في ظل وجود «تاجر الموت» بيد الشعب اللبناني الذي لا بد له من ثورة تقتلع الحزب الإرهابي و «ولاية الفقيه» من الجذور، حتى يعود البلد المختطف إلى حضن العروبة.