يتغير نمط الحياة للإنسان يوماً بعد يوم تماشياً مع التطور التكنولوجي، فمع ظهور «التلفزيون» الذي كان وقتها اختراع أبهر العالم، فالتفت الأسرة حوله لمعرفة الأخبار أو للتسلية بمشاهدة الدراما والبرامج، ثم جاءت القنوات الفضائية لكي يكون للمشاهد قاعدة أكبر من القنوات، وعالم أوسع بالإطلاع على قنوات خارج حدوده المحلية.

ومع تطور الإنترنت جاءت منصات المواقع الدرامية والبرامج لكي تتيح لنا خيارات أوسع للمشاهدة، وتفتح العديد من النوافذ على الثقافات الأخرى، وساعد في انتشارها توافر الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية وباقات الإنترنت لدى الجميع فأصبح للمشاهد الحرية في اختيار المحتوى الذي يفضله وفي الوقت الذي يناسبه ودون التقيد بمكان محدد.

لقد حققت منصات المشاهدة النجاح والانتشار، خصوصاً خلال فترة كورونا وإغلاق دور السينما، وكأي منتج ناجح ويحقق أرباحاً فيكون عرضة للتقليد والقرصنة، فظهرت مواقع غير قانونية تقوم بنقل المحتويات دون مراعاة الملكية الفكرية، وتسبب خسائر للمنتجين ومنصات المشاهدة.

ولا تقتصر خطورة منصات القرصنة على المنتجين فقط بل تكون بعضها نافذة لقرصنة جهاز المتلقي، مما يشكل خطورة على بياناته، وأحياناً يخضع المستخدم للابتزاز من أجل استعادة بياناته.

والخطورة الأعظم على الأطفال والنشء، فهذه المنصات تعرض المحتويات دون رقابة أو ضوابط مما يشكل نافذة للاطلاع على محتويات تخالف الدين والعادات وتشكل خطورة على النشء والمراهقين فيجب الابتعاد عنها حماية لنا وللأسرة.

أما مواقع ومنصات المشاهدة المرخصة فقد اتخذت العديد من الإجراءات لحماية محتواها، من خلال استخدام تقنيات متطورة لعرض المحتوى بجودة فائقة الوضوح، وبعض الأنظمة التي تسمح بتحديد الفئات العمرية لكي تلعب دوراً ولو محدوداً في الحد من آثار الانفتاح الغير ملائم لبعض الأعمال الغير مناسبة لعاداتنا.

وجاء نجاح هذه المواقع مصحوباً بأرباح كبيرة جعلتها تتجه لإنتاج أعمالها بنفسها، ولم يقتصر على شراء الأعمال المنتجة من أجل دور السينما أو الفضائيات، لكي تحقق نقلة أخرى ساهمت في انتشار هذه المنصات وزيادة التفاعل والتجاوب معها.

ويجب أن نواكب هذا السباق واستغلاله بإنشاء منصات تقوم بتبني المواهب الشابة الوطنية واحتوائها في أعمال تبرز موهبتهم، فالإبداع لا يقتصر على الأعمال باهظة التكاليف خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي للكاميرات الرقمية، وبرامج المونتاج التي أصبحت متاحة للجميع.. فلنأخذ الجانب الإيجابي من التجربة ونطوره لصناعة جيل ينقل الثقافة البحرينية خارج الحدود الإقليمية.