لكل حرب جنودها، وجنودنا في الحرب ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) الذين يقفون في مقدمة الصفوف ويشكلون خط الدفاع الأول في محاربة هذا العدو الشرس هم «الجيش الأبيض»؛ أي الكادر الطبي بمختلف اختصاصاتهم، فجميع العاملين في القطاع الطبي من أطباء وممرضين والكوادر الطبية المعالجة والمتطوعين في هذا المجال أخذوا على عاتقهم مواجهة هذا الفيروس الشرس.

إن الجيش الأبيض يبذل التضحيات، والمستهترون يلقون بها عرض الحائط، لا يشعرون بتضحيات النبلاء، ويقابلونها بجهل واستهتار، كذلك تحملت الدولة مبالغ ضخمة من أجل حماية المواطنين والمقيمين من انتشار هذا الفيروس، ومنها حملات التوعية والإرشادات الصحية سواء من خلال الإنترنت أم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها، حتى إنها أصبحت أمام مرأى ومسمع الجميع، إلا أن استهتار البعض جعلهم لا يطبقون الإجراءات الاحترازية التي تحميهم وتحمي مجتمعهم، ولا أخص بكلامي هذا المارة في شوارع مملكتنا الحبيبة، بل أتكلم عن المخالفين خلف الجدران بعيداً عن عيون القانون، أولئك المهملين، الذين يخالطون زملاءهم وجيرانهم وأقرباءهم دون مراعاة لأي إجراءات احترازية.

أيجب أن يكون هناك شرطي يحرسكم كي تخافوا على صحتكم وصحة ذويكم ومعارفكم؟ أيجب أن تلتزم فقط خوفاً من دفع غرامة دون أن تحكم ضميرك وتراعي الله في نفسك ومن حولك؟

الغريب أن أحدهم يفاخر أنه أجرى الفحص عدة مرات ويجلس وسط مجموعته دون ارتداء الكمامة، بل يسخر ممن يرتدونها، ألا تدرك كم تحملت الدولة لإجراء هذه الفحوصات المتعددة لشخصك فقط، لكي تطمئن على سلامتك! إنك قد تكون حاملاً للمرض دون أن تعلم، فقد يكون الله قد حباك بجهاز مناعي قوي منع ظهور الأعراض عليك رغم حمل الفيروس، ولكن محيطك لا يملك القدرة نفسها.

عندما تزور مراكز الفحص سواء العشوائي أو للمخالطين ستجد فريقاً يجابه الشمس والمرض وهو يدعو مع كل مسحة أن تكون سليماً معافىً، وأطفال يصحبهم ذووهم، ولسان حالهم يستغرب هذه الإجراءات الجديدة عليهم.

ما بين النقيضين فارق كبير؛ ففريق يحارب من أجل الحفاظ على صحتك خوفاً من أن تقع في براثن هذا الوباء اللعين، وفريق يستهتر ولا يبالي بما يبذله الفريق الأبيض من تضحيات، وما تتكبده الدولة من أموال لحمايته.

يخوض الجيش الأبيض حرباً لا هوادة فيها، ويبذلون جهداً مضاعفاً، من أجل العناية بمن أصابهم الفيروس، أو اكتشاف من يحمل الفيروس من أجل علاجهم وحماية المجتمع، فهم مثال للالتزام الأخلاقي والمهني والوطني فكانوا ومازالوا يعملون دون كلل أو ملل غير ناظرين لوقت بدء الدوام أو انتهائه، فواصلوا الليل بالنهار تاركين منازلهم وأطفالهم، وواجبك تجاههم هو أن تلتزم لتخفف العبء عنهم، فمن أجل وطنك وزملائك وعائلتك التزم.