إن لعاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نظرة مستنيرة في مجال التعليم، ورؤية سباقة لدعم التعليم الإلكتروني بهدف تشجيع الابتكار واستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وهذا ما يؤكده دعمه للعالم بجائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم للعام 2020م، لتسطر البحرين بقيادة مليكها ريادتها في دعم العملية التعليمية على مستوى العالم من خلال جائزة جلالته والموجهة للجميع، مؤسسات وأفراد على الصعيد الدولي، وجاء اختيار موضوع الجائزة لهذا العام عن استخدام الذكاء الصناعي من أجل دعم استمرار عملية التعلم والمحافظة على جودته ليؤكد دعم الملك للعلم والعلماء، وجعل اسم المملكة عالياً، فهنيئاً للبحرين مليكها الذي جعل العلم جسراً للرقي.

لقد سجلت البحرين اسمها بحروف من نور من خلال تجربة رائدة باعتماد سياسة التعليم «عن بعد» بنجاح أثمر عن إنقاذ السنة الدراسية في ظل انتشار وباء كورونا، وقد كانت حكومات العالم أمام تحديات كبيرة حول كيفية استمرار المنظومة التعليمية، وشهدت العديد من الدول المتقدمة قصوراً في استمرار تقديم خدماتها التعليمية مما اضطر بعضها إلى تعليق الدراسة على عكس مملكة البحرين.

ومما ساهم في استيعاب المتغيرات الطارئة، كان الحرص على الاستثمار في البنية التحتية الرائدة لتقنية المعلومات على مدار عقود، والتي أدت لاعتماد سياسات عدة منها «التعليم عن بعد» بنجاح.

فالتاريخ يشهد للبحرين ريادتها في مجال تقنية المعلومات، والتي شاركت في استثمارها وزارة التربية والتعليم منذ عام 2005 بإطلاق مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، فكان لمنصات التعلم الإلكتروني المتوفرة، وأدوات التعليم الرقمي نصيباً في نجاح الدراسة، واعتماد الآليات المتبعة للمرحلة المقبلة، وأيضاً ساهمت الشبكات المنشأة، وتوفر الحواسيب وأجهزة العرض التفاعلية، والسبورة الإلكترونية المعتمدة في العديد من المؤسسات التعليمية وغيرها مقومات نجاح للتغلب على مشاكل التباعد والعزل الذي وجدنا أنفسنا في مجابهته فجأة.

إن البحرين تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عهدت النجاح والإنجازات على مر السنين، من مشروع إلى آخر، فكان لمشروع التمكين الرقمي للتعليم والذي انتقل بالعملية التعليمية نقلة أخرى، وجعل مسيرتها تأخذ منحى آخر في توظيف تقنية المعلومات والاتصال في مجال التعلم مما ساهم في نجاح تجربة البحرين في «التعليم عن بعد»، وبما يتناسب مع المستوى المتقدم الذي حرصت البحرين على تبنيه في تشييد مدارس المملكة معتمدة ثقافة التعلم الرقمي، الذي جعلها تنتقل نقلة نوعية على مستوى محيطها الإقليمي، ووصل بها لمصاف الدول الرائدة في مجال استثمار تقنية المعلومات، والتسهيل على حياة المواطنين.