تداركت القيادة الفلسطينية الخطأ الفظيع الذي ارتكبته بحق السعودية وأصدرت تعميماً يمنع قياداتها بالتعليق على لقاء بندر بن سلطان، بل غيرت من نبرتها وتراجعت عن الاتهامات التي ألقتها في مؤتمر الفصائل الفلسطينية واتهمت دول الخليج بأنها باعت القضية وخانت الفلسطينيين، حتى إذا ما تحدث البندر ووضع الحقائق على الطاولة وإذ باللغة تتغير وبالمواقف تتضح وتلتزم الحق.
إنما لتتذكر القيادة الفلسطينية أن السعودية لم تتحدث وتظهر جزءاً من الحقائق التي تكتمها لعقود لولا أنها شاهدت وسمعت صوتاً وصورة مشهداً لن يمحى من الذاكرة بسهولة حين اتهمت هي ودول الخليج بالخيانة وبالتآمر وببيع القضية من القيادات نفسها.
هنا اضطرت السعودية إلى أن تكشف عما كانت تكتمه ولا تخبر الناس به، وهو الجزء المتعلق بمعاناتها مع تلك القيادات وعدد الفرص التي أضاعتها للسلام بعد أن يبذل الجانب السعودي والمصري الكثير من أجل تحقيق نقاط مشتركة بين عدة أطراف، فتأتي القيادات الفلسطينية وتمسح تلك الجهود.
وهذا درس ليس للقيادات الفلسطينية بل درس لنا كدول الخليج وبالأخص أتحدث عن البحرين، درس تأكد فيه أن سياسة الإيثار والتحفظ والكتمان ومراعاة الآخرين والتواضع في ذكر الإنجازات والمواقف المشرفة لن يفهم بالشكل الصحيح، وسيرسل الرسائل الخاطئة للآخرين، ولن يسفر إلا عن تطاول وتمادٍ من الأطراف الأخرى التي تتربص بنا وتراهن على سياستنا التحفظية التقليدية.
ليأتي لنا البندر ويثبت أننا كنا على خطأ باستمرار تلك السياسة وأن تغيرها أتى بنتيجة إيجابية وبأسرع مما توقعنا.
جاء البندر لينبهنا إلى أننا في زمن تم فيه تجنيد جيوش مرتزقة لشيطنتنا وتحوير الحقائق وتغيرها ولي ذراعها وخلط أوراقها، والأهم من هذا كله نحن في زمن باعدت فيه المسافة الزمنية بين الجيل الحالي وتاريخنا العريق، زمن ولد فيه جيل لم يعايش ولم يعاصر - و الأهم لم يقرأ - عن تاريخ مشرف ومواقف ترفع الرأس قامت بها دولنا شعوباً وحكاماً للدفاع عن عروبتنا وعن كرامتنا، وبقيت مجهولة لأنها لم ترو بالشكل الصحيح، والأخطر أنها لم تكتب أو توثق وكثير منها تتناقله الذاكرة الشفهية.
تركنا للآخرين مهمة أن يحكوا عنا بدلاً منا فأظهروا زاويتهم للأحداث وهي منتقصة تماماً كالزاوية التي تعممت عن دورنا في القضية الفلسطينية نحن وبقية دول الخليج، دور منتقص مشوه بل ومعكوس الآية، حتى جاءت رواية السعودية لتبين الفجوة الكبيرة بين الواقع وبين المروي من التاريخ.
حتى مصطلحات «النضال» و«المقاومة» ضد الاستعمار احتكرتها أطراف في الدولة، روايتها هي التي تسيدت وسادت في حين أن لكل حدث ولكل منعطف تاريخي كان هناك عدة أبطال سطروا تاريخاً مشرفاً للحفاظ على عروبة البحرين لا يمكن أن يزايد عليهم أحد، اختاروا الصمت وتركوا مسرح البطولات لغيرهم، تصدوا للسيطرة والهمينة البريطانية وتصدوا للتحكم وتصدوا لقوى عظمى حاولت خطف القرار العربي والهيمنة عليه.
لا بد لمثل لسياسة «البندر» الإعلامية من أن تكون هي منهجنا المستقبلي إن صح التعبير، ولا بد لأبطال المواقف البحرينية من الأطراف الخجلى والتي تعودت دائماً عدم التصدر والبقاء في الظل من أن تظهر وأن تكشف لنا أنه ليس من انفرد بالساحة يملك كل الحقيقة.
والأهم أن من اعتاد الانفراد بالساحة وتوصيف الأحداث والمواقف من زاويته عليه أن يعلم أن الزمن تغير وأنه لن يتمكن من الآن فصاعداً احتكار دور البطولة.
إنما لتتذكر القيادة الفلسطينية أن السعودية لم تتحدث وتظهر جزءاً من الحقائق التي تكتمها لعقود لولا أنها شاهدت وسمعت صوتاً وصورة مشهداً لن يمحى من الذاكرة بسهولة حين اتهمت هي ودول الخليج بالخيانة وبالتآمر وببيع القضية من القيادات نفسها.
هنا اضطرت السعودية إلى أن تكشف عما كانت تكتمه ولا تخبر الناس به، وهو الجزء المتعلق بمعاناتها مع تلك القيادات وعدد الفرص التي أضاعتها للسلام بعد أن يبذل الجانب السعودي والمصري الكثير من أجل تحقيق نقاط مشتركة بين عدة أطراف، فتأتي القيادات الفلسطينية وتمسح تلك الجهود.
وهذا درس ليس للقيادات الفلسطينية بل درس لنا كدول الخليج وبالأخص أتحدث عن البحرين، درس تأكد فيه أن سياسة الإيثار والتحفظ والكتمان ومراعاة الآخرين والتواضع في ذكر الإنجازات والمواقف المشرفة لن يفهم بالشكل الصحيح، وسيرسل الرسائل الخاطئة للآخرين، ولن يسفر إلا عن تطاول وتمادٍ من الأطراف الأخرى التي تتربص بنا وتراهن على سياستنا التحفظية التقليدية.
ليأتي لنا البندر ويثبت أننا كنا على خطأ باستمرار تلك السياسة وأن تغيرها أتى بنتيجة إيجابية وبأسرع مما توقعنا.
جاء البندر لينبهنا إلى أننا في زمن تم فيه تجنيد جيوش مرتزقة لشيطنتنا وتحوير الحقائق وتغيرها ولي ذراعها وخلط أوراقها، والأهم من هذا كله نحن في زمن باعدت فيه المسافة الزمنية بين الجيل الحالي وتاريخنا العريق، زمن ولد فيه جيل لم يعايش ولم يعاصر - و الأهم لم يقرأ - عن تاريخ مشرف ومواقف ترفع الرأس قامت بها دولنا شعوباً وحكاماً للدفاع عن عروبتنا وعن كرامتنا، وبقيت مجهولة لأنها لم ترو بالشكل الصحيح، والأخطر أنها لم تكتب أو توثق وكثير منها تتناقله الذاكرة الشفهية.
تركنا للآخرين مهمة أن يحكوا عنا بدلاً منا فأظهروا زاويتهم للأحداث وهي منتقصة تماماً كالزاوية التي تعممت عن دورنا في القضية الفلسطينية نحن وبقية دول الخليج، دور منتقص مشوه بل ومعكوس الآية، حتى جاءت رواية السعودية لتبين الفجوة الكبيرة بين الواقع وبين المروي من التاريخ.
حتى مصطلحات «النضال» و«المقاومة» ضد الاستعمار احتكرتها أطراف في الدولة، روايتها هي التي تسيدت وسادت في حين أن لكل حدث ولكل منعطف تاريخي كان هناك عدة أبطال سطروا تاريخاً مشرفاً للحفاظ على عروبة البحرين لا يمكن أن يزايد عليهم أحد، اختاروا الصمت وتركوا مسرح البطولات لغيرهم، تصدوا للسيطرة والهمينة البريطانية وتصدوا للتحكم وتصدوا لقوى عظمى حاولت خطف القرار العربي والهيمنة عليه.
لا بد لمثل لسياسة «البندر» الإعلامية من أن تكون هي منهجنا المستقبلي إن صح التعبير، ولا بد لأبطال المواقف البحرينية من الأطراف الخجلى والتي تعودت دائماً عدم التصدر والبقاء في الظل من أن تظهر وأن تكشف لنا أنه ليس من انفرد بالساحة يملك كل الحقيقة.
والأهم أن من اعتاد الانفراد بالساحة وتوصيف الأحداث والمواقف من زاويته عليه أن يعلم أن الزمن تغير وأنه لن يتمكن من الآن فصاعداً احتكار دور البطولة.